شهد حقل غاز إسرائيلي ضخم عقدًا مهمًا لخدمات الهندسة والمشتريات والإنشاء والتركيب المتكاملة، وذلك استعدادًا لبدء الإنتاج منه في أقرب وقت ممكن؛ بما يلبي تطلعات بعض الدول المجاورة، ومن بينها مصر.
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن حقل كاتلان الإسرائيلي للغاز، قد حاز العقد الجديد، ضمن خطة تطويره بصفته رابع أكبر حقول الغاز في إسرائيل، وذلك بعد حقول تمار وليفياثان وكاريش.
ويُعَد تطوير رابع أكبر حقل غاز إسرائيلي فرصةً مهمة لزيادة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما قد يُمكِّن القاهرة من تجاوز أزمة تراجع إنتاجها من الغاز الطبيعي، في حقلي ظهر وريفان بشكل خاص.
ويمكن أن يلبي تطوير رابع أكبر حقل غاز إسرائيلي، باحتياطياته التي تتجاوز 68 مليار متر مكعب، الطلب المحلي المتزايد في مصر على الغاز الطبيعي، أو يُسهِم في إمدادها بكميات يتم تحويلها إلى غاز مسال، وتصديره من خلال مرافق الإسالة والتصدير المصرية.
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
خلال شهر مايو/أيار 2024، تراجعت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، للشهر الثاني على التوالي، لكنها زادت على أساس سنوي؛ إذ استوردت القاهرة 851 مليون متر مكعب من تل أبيب، مقابل 905 ملايين متر مكعب في أبريل/نيسان، بانخفاض 54 مليون متر مكعب.
وبحسب أحدث الأرقام لدى منصة الطاقة المتخصصة؛ فإن واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، كانت قد انخفضت من أعلى مستوياتها تاريخيًا في مارس/آذار 2024، والتي كانت قد سجّلت نحو 933 مليون متر مكعب.
وتعتمد مصر على الواردات التي تأتيها من أكبر حقل غاز إسرائيلي، لمواجهة أزمة تراجع الإنتاج وتلبية الطلب المحلي؛ إذ كانت القاهرة تعمل على إسالة هذا الغاز وتصديره، إلا أن أزمة الكهرباء المحلية أجبرتها على وقف التصدير في شهر مايو/أيار.
وبشكل إجمالي خلال 2024، زادت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى 4.38 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني 2024 حتى نهاية مايو/أيار الماضي، وذلك في مقابل 3.82 مليار متر مكعب خلال المدة المقارنة من 2023، ليرتفع متوسط الواردات المصرية خلال الأشهر الـ5 من 2024 إلى 877.4 مليون متر مكعب، مقابل 764.4 مليون متر مكعب خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الماضي.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم واردات مصر من الغاز الإسرائيلي شهريًا بين عامي 2021 و2024:
يُشار إلى أن القاهرة تحصل في المتوسط على نحو 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي من حقلي تمار وليفياثان؛ إذ ارتفعت واردات مصر من غاز حقل ليفياثان إلى نحو 1.8 مليار متر مكعب في الربع الأول من العام الجاري (2024).
حقل كاتلان للغاز
يُعَد حقل كاتلان للغاز، رابع أكبر حقل غاز إسرائيلي، وهو يقع بين حقلي كاريش وتانين، اللذين تملكهما شركة “إنرجيان” قبالة سواحل البحر المتوسط، ويحتوي على احتياطيات عملاقة تبلغ نحو 68 مليار متر مكعب.
وكانت شركة إنرجيان قد استحوذت على حقلي “كاريش” و”تانين” للغاز الطبيعي، في عام 2016، وذلك ضمن خطط الحكومة في تل أبيب لزيادة المنافسة بين الشركات العاملة في قطاع الطاقة لديها؛ إذ بدأت الشركة الإنتاج من حقل كاريش في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وتمكّنت شركة إنرجيان من تحديد طريقين لتصدير الغاز من حقل كاتلان، رابع أكبر حقل غاز إسرائلي؛ إذ وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2021، مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، لبيع وشراء نحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، في المتوسط لمدة 10 سنوات.
وبموجب الاتفاق، تبدأ الصادرات بكميات أولية تصل إلى مليار متر مكعب سنويًا إلى مصر، وذلك بالتوازي مع تعزيز الشركة جهودها لاستكشاف فرص دخول الأسواق الإقليمية والأوروبية، من خلال خطوط الأنابيب والغاز المسال الذي ستسلمه عبر قبرص أو مصر، أو كلتيهما.
تسريع إنتاج حقل غاز إسرائيلي
في أغسطس/آب 2023، أعلنت شركة “إنرجيان” (Energean) اليونانية-البريطانية، المتخصصة في التنقيب عن الغاز الطبيعي، أنها توصّلت إلى اتفاق مع شركة بريطانية، لبدء هندسة المراحل الأساسية وتصميمها، تمهيدًا لإطلاق الإنتاج الفعلي من حقل غاز إسرائيلي عملاق، وهو حقل كاتلان.
قبل أيام، وتحديدًا في 18 يوليو/تموز 2024، فازت شركة “تكنيب إف إم سي” (TechnipFMC)، العالمية المتخصصة في تزويد الحلول التقنية لصناعة الطاقة، بعقد من شركة إنرجيان لتطوير مشروع حقل كاتلان الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط، وفق ما جاء في بيان للشركة.
ويتضمّن العقد الجديد، الذي تتراوح قيمته بين 500 مليون ومليار دولار، خدمات الهندسة والمشتريات والإنشاء والتركيب المتكاملة، كما يشمل تصميم وتصنيع وتركيب أنظمة الإنتاج، وخطوط الأنابيب، والهياكل تحت سطح البحر لحقل كاتلان.
ومن المقرر أن تتصل هذه الأنظمة بمنصة “إنرجيان باور” العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، والتي تعمل بالفعل في حقلي كاريش وكاريش الشمالي الإسرائيليين، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
يُشار إلى أن هذه التقنيات الجديدة التي تستعد شركة تكنيب إف إم سي لإدخالها، تمثل تطورًا مهمًا لنموذجها التطويري، الذي سبق أن استعملته في حقلي كاريش وكاريش الشمالي؛ إذ تستهدف الشركة تحسين تنفيذ المشروعات، وتقليل وقت بدء الإنتاج، وهو ما يعد عاملًا حاسمًا في الأمر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..