دخل حقل غاز في شرق المتوسط احتياطياته تتجاوز 1.1 تريليون قدم مكعبة (68 مليار متر مكعب) دائرة الاهتمام، ليشكّل موردًا إضافيًا للطاقة في المنطقة، وأحد مصادر الإمدادات التي يمكن أن توفر مزيدًا من الصادرات إلى أوروبا.

ووفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة إنرجيان اليونانية (Energean) اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروع حقل كاتلان (Katlan) قبالة سواحل إسرائيل.

وتخطط شركة الطاقة اليونانية، المُدرجة في بورصتَي لندن وتل أبيب، إلى استثمار 1.2 مليار دولار في مشروع “كاتلان” للغاز الإسرائيلي، متوقعةً بدء الإنتاج في النصف الأول من 2027.

وشهدت دول منطقة شرق البحر المتوسط -خصوصًا مصر وقبرص وإسرائيل- تحركات سريعة خلال السنوات الأخيرة، للكشف عن الغاز الطبيعي، بقيادة شركات النفط الأوروبية، إذ نجحت في تحقيق اكتشافات ضخمة، من بينها حقل كاتلان.

الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان، ماتيوس ريجاس

حقل كاتلان

اكتشفت إنرجيان حقل كاتلان في عام 2022، وهو عبارة عن مجموعة من الترسبات الموجودة بالقرب من حقلَي كاريش وتانين في البحر المتوسط قبالة ساحل إسرائيل، وهما من استثمارات الشركة اليونانية أيضًا.

وقالت الشركة في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة اليوم الثلاثاء 23 يوليو/تموز (2024)، إنه من المخطط بدء إنتاج الغاز في النصف الأول من عام 2027، بتكلفة رأسمالية تبلغ نحو 1.2 مليار دولار لتطوير المشروع، تتضمن تحديث وحفر المزيد من الآبار.

ويحتوي حقل كاتلان على 1.1 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة.

وتهدف شركة الاستكشاف التي يقع مقرّها الرئيس في لندن، إلى زيادة إنتاجها للضعف في السنوات المقبلة، من خلال تطوير آفاق جديدة في إسرائيل، بما في ذلك حقل كاتلان.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان، ماتيوس ريجاس: إن تطوير كاتلان “سيدعم أمن الطاقة ويدفع التنمية المستدامة، سواء في إسرائيل أو المنطقة بشكل أوسع”.

يُعَدّ حقل كاتلان للغاز رابع أكبر حقل غاز إسرائيلي، ويقع بين حقلي كاريش وتانين، اللذينِ تملكهما شركة “إنرجيان” قبالة سواحل البحر المتوسط.

وكانت إنرجيان قد استحوذت على حقلي “كاريش” و”تانين” للغاز الطبيعي، في عام 2016، ضمن خطط الحكومة في تل أبيب لزيادة المنافسة بين الشركات العاملة في قطاع الطاقة لديها، وبدأت الإنتاج من حقل كاريش في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

شركة إنرجين وحقل كاتلان

منحت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلية شركة إنرجيان عقد إيجار لمدة 30 عامًا لمنطقة كاتلان، مع خيار للتمديد لمدة 20 عامًا.

إذ وافقت وزارة الطاقة على قيام إنرجيان بالتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه من حقل كاتلان في شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي يعدّ أحد أهم الاكتشافات البحرية لإسرائيل في السنوات الأخيرة.

موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة تطوير حقل كاتلان
موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة تطوير حقل كاتلان – الصورة من حساب إنرجيان في إكس

ومن المتوقع ربط تطوير كاتلان بمنصة إنتاج حقل كاريش الحالية، إذ قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إن الاحتياطيات الجديدة ستمكّن إسرائيل من زيادة إنتاج الغاز وتصديره إلى دول المنطقة وأوروبا.

وأضاف أن احتياطيات إسرائيل من الغاز تشكّل رصيدًا إستراتيجيًا مهمًا، مسلّطًا الضوء على إسهامها في زيادة إيرادات تل أبيب وخفض تكاليف المعيشة.

بيع الغاز إلى مصر

أكدت إنرجيان أن الإنتاج سيدعم اتفاقات مبيعات الغاز الحالية، والتي من بينها اتفاقيات لزيادة الصادرات إلى مصر، ويستهدف الأسواق الدولية.

يشكّل قرار الاستثمار في “كاتلان” -وهو رابع أكبر حقل غاز إسرائيلي- فرصةً مهمة لزيادة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال السنوات القليلة المقبلة، ما قد يُمكِّن القاهرة من تجاوز أزمة تراجع إنتاجها من الغاز الطبيعي، والعودة لأداء دور محوري في تصدير الغاز المسال إلى أوروبا.

وحددت إنرجيان طريقين لتصدير الغاز من حقول الغاز في إسرائيل، إذ وقّعت في ديسمبر/كانون الأول 2021 مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، لبيع وشراء نحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، في المتوسط لمدة 10 سنوات.

وبموجب الاتفاق، تبدأ الصادرات بكميات أولية تصل إلى مليار متر مكعب سنويًا إلى مصر، بالتوازي مع تعزيز الشركة جهودها لاستكشاف فرص دخول الأسواق الإقليمية والأوروبية، من خلال خطوط الأنابيب والغاز المسال الذي ستسلّمه عبر قبرص أو مصر، أو كلتيهما.

وكانت “إنرجيان” قد أعلنت في أغسطس/آب 2023 أنها توصّلت إلى اتفاق مع شركة بريطانية، لبدء هندسة المراحل الأساسية وتصميمها، تمهيدًا لإطلاق الإنتاج الفعلي من حقل كاتلان.

وقبل أيام، وتحديدًا في 18 يوليو/تموز 2024، فازت شركة “تكنيب إف إم سي” (TechnipFMC)، العالمية المتخصصة في تزويد الحلول التقنية لصناعة الطاقة، بعقد من إنرجيان لتطوير مشروع حقل كاتلان في البحر الأبيض المتوسط، ويتضمّن العقد خدمات الهندسة والمشتريات والإنشاء والتركيب المتكاملة، كما يشمل تصميم وتصنيع وتركيب أنظمة الإنتاج، وخطوط الأنابيب، والهياكل تحت سطح البحر.

ومن المقرر أن تتصل هذه الأنظمة بمنصة “إنرجيان باور” العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، التي تعمل في حقل كاريش، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.