اسمه لمع في الأيام الأخيرة وركب التريند أسبوع كامل، وده حصل بعد اختياره نائب لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير للنقل والصناعة في الحكومة الجديدة..
يا ترى إيه سر الاختيار، وليه دايما كلمة السر هي.. كامل الوزير؟!
اللي مايعرفش كامل الوزير، فاسمه بالكامل كامل عبدالهادي فرج ومن قرية في محافظة الدقهلية اسمها كفر الوزير.. عشان كده اتلقب ب كامل الوزير
كامل، درس في قريته لحد الثانوية العامة، وبعدها دخل الكلية الفنية العسكرية سنة 1980، وخلص دراسته فيها.. بعد كده انضم لسلاح المهندسين في القوات المسلحة، واشتغل فيه.
وقتها ظهر انضباطه وأدبه وشطارته، وعشان كده اتعين مدير لسلاح المهندسين، ثم رئيس لأركان الهيئة الهندسية، واترقي عشان يكون رئيس للهيئة الهندسية في ديسمبر 2015.
كامل الوزير اتولي إدارة كذا مشروع في الهيئة الهندسية وأشرف عليها، واللي منها مشروع حفر قناة السويس الجديدة، وتطوير هضبة الجلالة، وكمان حفر القناة الجانبية في ميناء شرق بورسعيد.
ضيف على كده محور روض الفرج، وبحيرة غليون، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، وأخيرا مدينة العلمين الجديدة.. يعني كل ده سجل ناجح ومضيء عنوانه “ما اعرفش الفشل أبدا”.
“أنا منضبط”.. السر في الجملة دي، واللي مابتفارقش لسان كامل الوزير، كل ما يقعد مع أي حد، سواء كانوا عمال بسطاء أو مسئولين كبار، مابيفرقش معاه لأن دي “خلطة نجاحه”.
الخلطة دي أهم عناصرها أنه ملتزم بالجداول الزمنية لتنفيذ المشروعات اللي في ايده أو اللي بيشرف عليها، كمان ده أهله أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يسند ليه حقيبة وزارة النقل في 2019، بعد كارثة حادثة محطة مصر، واللي فيها تم إقالة وزير النقل وإسناد مهام الوزارة لكامل الوزير.
طبعا، كامل ماترددش في تنفيذ طلب الريس، ووقتها قال “أنا تحت رجل مصر في أي وقت”، وده بيؤكد مدى ولائه لوطنه وانضباطه وأدبه في قبول التكليفات السياسية مهما كانت مدى صعوبتها.
ومش بس كده، ده بيؤكد كمان أنه فعلا رجل المهام الصعبة اللي بيظهر وقت الأزمات، فوقتها أدى الفريق كامل، اليمين الدستورية أمام الريس، كوزير للنقل وده كان تحديدا في شهر مارس سنة 2019.
ومن وقتها لحد دلوقتي، وكامل حقق طفرة كبيرة في قطاع النقل ماحققهاش حد قبله، ونقل “خلطة نجاحه” في القوات المسلحة لقطاعات الوزارة، خاصة هيئة السكة الحديد اللى كانت كلها حوادث ومشاكل.
طب يا ترى عمل إيه؟
كامل الوزير، حط خطة شاملة لتطوير منظومة السكة الحديد، ماحدش كان يعرف عنها حاجة، لحد ما اتنفذت قدام كل الناس.
الخطة دي كانت عبارة عن 5 عناصر، أولها طبعا العنصر البشري، خاصة سواقين القطارات اللي بيكونوا في وش المدفع ساعة وقوع أي حادثة.
الوزير في أول اجتماع معاهم، كشر عن أنيابه وقالهم: (اللي هيغلط مش هاسكت له وهيتعاقب أشد عقاب، والمتميز هيترقي ومرتبه هيزيد أضعاف.. أنا منضبط وماحبش الفشل) ، ودي كانت ملخص سياسته في هيئة السكة الحديد، واللي اتحولت فعلا لأمر واقع.. المهمل بطل يغلط أو خد أجازة، والمتميز اشتغل على نفسه واترقى.
خطة كامل الوزير، ماوقفش على كده، الحقيقة إنه اشتغل على تحديث أسطول القطارات، فجاب صفقات جديدة زي صفقة ال 1300 عربة قطارات روسية ومجرية، وكمان 7 قطارات أسبانية فاخرة اسمها “تالجو”، وحوالي 200 جرار أمريكي جديد، وكمان طور العربات العادية في الورش المصرية، وقطاع نقل البضايع وأسند إدارته للقطاع الخاص.
كامل وقف على كده، لأ طبعا، ده طور 699 مزلقان وجدد السكة نفسها بمسافة 1382 كيلو متر، وطور 307 محطة بكل المحافظات، وده غير إجراءات صغيرة كتيرة زي زيادة عدد الرحلات وعودة القطارات الملغية، وتركيب بوابات في المحطات ورفع كفاءة نظام حجز التذاكر، واللي ساهمت في زيادة إيرادات الهيئة ورسمت باقي عناصر نجاح المنظومة.
كل ده اتحول لنقاط مضيئة في مشوار كامل الوزير، وعناصر نجاح في منظومة السكة الحديد، وبالفعل الفريق حول خسائر الهيئة لأرباح، لحد ما سجلت أرباح الهيئة ۱,۰۳۷ مليار جنيه خلال العام المالي الماضي 2022/2023، بعد ما كانت تاني أكتر هيئة خاسرة في مصر.
انتهينا من السكة الحديد بعد ما استعرضنا مشوار نجاحها، ونرجع تاني لوزارة الصناعة، الكل بيسأل “كامل” هيعمل إيه في الصناعة؟
في أول يوم عمل ليه وزيرا للصناعة، الفريق قال: (هاشتغل من الساعة 8 لـ3 في الصناعة.. ومن 3 لـ10 في وزارة النقل) وكمان لغي إجازة السبت للعاملين في هيئة التنمية الصناعية، وده بيؤكد مدى مثابرته وإصراره على النجاح في هذا القطاع.
كمان الفريق وعد بتشغيل المصانع المتعثرة وإنشاء مصانع جديدة، وترشيد الواردات وتشجيع الصادرات، والتيشير على المستثمرين.. وغيرها من الأزمات اللي وعد بحلول ليها في وزارة الصناعة ب “خلطة الوزير”.
وفي النهاية، تفتكروا أن “خلطة الوزير” هتوصل وزارة الصناعة لفين؟!..