ينعم عالم الأعمال في وقتنا الحالي بوفرةٍ من الأفكار والمنتجات التي تظهر من كلِّ حدبٍ وصوب، فلا تمرُّ بضع ساعات حتى تسمع عن منتجٍ جديدٍ ثوريّ، أو عن أداةٍ أو خدمة ستسهّل سير عملك سهولةً مطلقة. ولذلك، أصبح لزامًا على أصحاب الأنشطة التجارية أن يبرزوا وسط هذه الوفرة؛ بالتواجد الرقمي على الإنترنت من خلال إنشاء موقع إلكتروني يعرض خدماتهم ومنتجاتهم.
ومع أنّ أغلبيَّة أصحاب المشاريع يدركون جيدًا أهمية تواجدهم على الإنترنت، إلا أنَّ التنفيذ قد يبدو مربكًا خاصة بالنسبة للأشخاص الذين ليست لديهم خلفية تقنية، لذلك يضعك هذا الدليل على خارطة الطريق لإنشاء موقع إلكتروني متميز لنشاطك التجاري.
جدول المحتويات:
البداية: حدد الهدف من موقعك
قبل أن نبدأ بالحديث التقني عن إنشاء الموقع، عليك أن تفكّر مليًا بالهدف الذي سيحققه لك الموقع، فهذا ما سيحدد توجه عملية التطوير عمومًا. فكِّر بهذه العملية كما لو أنك تضع أسسًا متينة لتبني عليها ناطحة سحاب. اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- ما هدفي الأساسي من إنشاء الموقع؟
- مَن جمهوري المستهدف؟ (الفئة العمرية، الاهتمامات، والسلوكيات، والتفضيلات الشخصية).
- ما القيمة الفريدة التي أقدمها حصرًا دون بقية المنافسين؟ عليك التركيز على هذه الميزة وإبرازها ضمن موقعك.
- ما هي النتائج قريبة وبعيدة المدى التي أتوقعها بعد إطلاق الموقع؟
- كيف أريد أن تبدو صورة نشاطي التجاري على الإنترنت؟
الإجابة عن جميع هذه الأسئلة مهمة، ويا حبَّذا لو كتبت الإجابة لتنظيم أفكارك تنظيمًا أفضل وضبط اتجاه الموقع؛ إذ إنَّ تطوير موقع تعريفي بسيط لشركتك مختلف تمامًا عن تطوير متجر لبيع منتجاتك، فكلُّ موقع له تعقيد تقني معين يجب أن يكون واضحًا قبل البدء بعملية التطوير الفعلية.
لنفترض أنك تريد إنشاء موقع إلكتروني لبيع اشتراكات تطبيق ينظم جلسات التمارين الرياضية. بالتالي، هدفك الأساسي من الموقع هو ترويج التطبيق وخلق قناة بيع سهلة وسريعة لاشتراكاته. لذلك ستحتاج لصفحة تستعرض فيها ميزات التطبيق، وأخرى لإدارة حسابك من الموقع، وأخرى توضح الفروقات بين خطط الاشتراك مثلًا، بالإضافة إلى ربط بوابة الدفع لكي يستطيع العملاء دفع قيمة الاشتراك مباشرةً.
وإذا افترضنا أن جمهورك المستهدف من جيل الشباب في منطقة الخليج العربي، فهذا يعني أنه يجب على الموقع أن يكون حيويًا، بالإضافة إلى كون المحتوى المكتوب قريبًا من لهجة وثقافة سكان الخليج العربي.
دورة حياة موقعك الإلكتروني
تمرُّ عملية تطوير أي منتج برمجي بما فيه موقعك الإلكتروني بعدّة مراحل، يُشار إليها باسم دورة حياة تطوير البرمجية Software Development Lifecycle أو SDLC اختصارًا. لن نضجرك بالتفاصيل التقنية الدقيقة، ولكن من الضروري الإلمام بها إلمامًا أوَّليًّا على الأقل؛ لتستطيع التمييز بين كل مرحلة وأخرى أثناء تطوير موقعك الإلكتروني ومتطلبات كل مرحلة والمخرجات المتوقَّعة منها. تنقسم دورة الحياة هذه إلى ما يلي:
1. التخطيط والتحليل: تحديد المتطلبات والتقنيات
قبل البدء ببناء موقعك، دعنا نتأكد أنَّ لديك المتطلبات اللازمة لإطلاقه فوْرَ الانتهاء من عملية التطوير. تتمثّل هذه المتطلبات أساسًا في نطاق (دومين) وخطة استضافة، وهذا ما تحتاجه عمومًا كبداية.
حتى تحصل على نطاق، عليك أولًا تحديد اسم النطاق الذي سيمثل علامتك التجارية، واحرص على أن يكون الاسم بسيطًا وسهل التذكر، ومن ثمّ تأكّد من تواجده عبر إحدى خدمات النطاقات مثل: namecheap وgodady.
أما الاستضافة؛ فهناك عدّة خيارات مثل: الاستضافات السحابية والخادم الخاص الافتراضي والاستضافة المشتركة، ولكل منها سلبياتها وإيجابياتها، ويعتمد اختيارك لنوع استضافة على طبيعة الموقع وحساسيته. فإذا كنت تريد إنشاء موقع تعريفي بسيط أو صفحة هبوط للإعلان عن منتج؛ ننصحك باستخدام استضافة مشتركة، فهي الأقل تكلفة ولا تتطلب مهارات متقدمة لإعدادها.
لكن إذا كان موقعك ذا طبيعة حساسة مثل متجر إلكتروني، فننصحك بالاستضافات السحابية، فعلى الرغم من كونها مكلفة نسبيًا إلا أنها الأكثر مرونة واستجابة للتوسع في حال زاد الإقبال على موقعك الإلكتروني وأردت أن تزيد الموارد بسرعة، كما أنّ خطط الاشتراك بها قابلة للتخصيص أكثر، وهي ذات موثوقية أعلى ووقت انقطاع شبه منعدم. من أبرز مقدمي خدمات الاستضافة السحابية لينود وخدمات أمازون السحابية وديجيتال أوشن.
بعد الحصول على المتطلبات الأساسية، عليك بالتفكير بالتقنيات التي ستستخدمها في موقعك، ويعتمد ذلك على تعقيد موقعك؛ مثلًا إذا كان الموقع عبارةً عن موقع شخصي تعريفي لا يتطلب تبادل البيانات مع زائر الموقع، مثل الإجابة على أسئلته أو الحصول على بريده الإلكتروني أو إنشاء حساب جديد، فإنّ التقنيات البسيطة للواجهة الأمامية HTML/CSS وJavaScript تفي بالغرض.
لكن إن كنت تريد تطوير موقع أكثر تعقيدًا يتطلّب تبادل البيانات مع الزائر مثل متجر إلكتروني؛ فهذا يعني أنّك بحاجة إلى تقنيات الواجهة الخلفية مثل PHP أو Python أو غيرها، بالإضافة لتقنيات قواعد البيانات مثل MySQL أو Redis أو غيرها، فضلًا عن تقنيات الواجهة الأمامية الأساسية.
نقصد بالواجهات الأمامية كل ما يراه زائر الموقع أمامه، أما الواجهات الخلفية فهي كل العمليات التي يُجِريها الخادم ولا تكون مرئية لزائر الموقع بالضرورة.
إن أخذنا مثالًا على ذلك موقعًا لحجز التذاكر، فالواجهات الأمامية هي كل ما يظهر للمستخدم من فعاليات وأسعار للتذاكر وحركات ضمن الصفحة، بينما الواجهة الخلفية تشمل الحصول على بطاقة الزائر البنكية عند إجرائه لعملية حجز والتأكد من صلاحيتها ومن ثم اقتطاع المبلغ وحفظ تذكرة البيع في قاعدة البيانات.
في الحقيقة تمثل خطوة اختيار التقنيات البرمجية المرحلة الأكثر صعوبة لرواد الأعمال المشاريع خاصة غير التقنيين. نتيجة لذلك، ظهرت الحلول المبنية مسبقًا للمواقع الشائعة مثل المواقع التعريفية، والمتاجر الإلكترونية، ومواقع الإعلان عن حدث ما، ومواقع حجز التذاكر لحدث معيّن، وغيرها. لديك عدة خيارات لتسلكها في هذا الطريق:
- أنظمة إدارة المحتوى CMS: أكثرها شيوعًا هو ووردبريس ودروبال.
- قوالب جاهزة: مبنيّة بتقنية ما، وتُباع مع الشيفرة المصدرية الخاصة بها لتستطيع فيما بعد التعديل عليها بما يلائم حاجتك.
- أدوات بناء المواقع: تعمل عن طريق سحب وإفلات المكونات، وهي معروفة ببساطتها وسهولتها لكنها تصلح فقط للمواقع البسيطة ذات الاستخدامات الأساسية، ولن نتطرّق لشرحها هنا.
استخدام نظام إدارة محتوى
يمكنك اللجوء لأنظمة إدارة المحتوى عادةً في معظم الحالات خاصة إذا كان الموقع الذي تريد بناءه موقعًا يتطلب وظائف عامة أو قياسية؛ مثل موقع تعريفي للشركة أو متجر إلكتروني. لأنّها ستوفّر عليك الكثير من الوقت والتكلفة، إذ ليس من المستبعد أن تكون قادرًا على إطلاق متجرك الإلكتروني بغضون أسبوع واحد باستخدامها، بينما هذا الأمر شبه مستحيل إن أردت بناء المتجر من الصفر باستخدام البرمجة المخصصة.
أبرز مثال على هذه الأنظمة هو ووردبريس، إلا أنّ معظم الأشياء التي سنتحدث عنها هنا تنطبق على أنظمة إدارة المحتوى الأخرى. بفرْضِ أنّك اخترت ووردبريس كمسار لتطوير موقعك، فعليك أن تدرك مفهومين بخصوص ووردبريس هما:
- القوالب: مجموعة من الصفحات ذات التصميم الجاهز تسرّع عملية تطوير الموقع بل تجعله مرحلةً بسيطةً جدًا، منها ما هو مجاني ومنها ما هو مدفوع، وبفضل مجتمع ووردبريس القوي ستجد غالبًا طلبك على الفور وبخيارات وبأشكال متعددة، وكل ما عليك فعله بعد تثبيت القالب هو إجراء التعديلات البسيطة على الألوان والنصوص والصور.
- الإضافات: هي مكوّنات إضافية على موقعك تكسبه بعض المزايا. هناك إضافة لأي شيء يخطر ببالك على ووردبريس، وتثبيتها وضبطها بسيط إلى حدٍّ ما. هل تبحث عن ميزة لتمكّنك من إرسال النشرات البريدية؟ استخدم إضافة Newsletter أو OptinMosnter، تبحث عن إمكانية إضافة منتجات وبيعها عبر الموقع عن طريق بوابات الدفع مثل Stripe وغيرها؟ استخدم إضافة WooCommerce.
الحصول على الشيفرة المصدرية (البرمجة المخصصة)
على الرغم من سهولة التعامل مع أنظمة إدارة المحتوى مثل ووردبريس، إلا أن الحاجة في بعض الأحيان تدفعك للحصول على الشيفرة المصدرية والتعديل عليها كيفما يناسب استخدامك. وهنا لديك خياران، إما كتابة الشيفرة المصدرية من الصفر أو الحصول على شيفرة جاهزة والتعديل عليها بما يتناسب مع متطلبات موقعك.
هناك حالتان قد تلجأ فيهما للحصول على الشيفرة المصدرية بدلًا من ووردبريس، هما:
- أن موقعك بسيطًا للغاية من صفحة واحدة تعريفية مثلًا؛ وبذلك شغل موارد الخادم باستخدام نظامٍ مثل ووردبريس أمرٌ غير حكيم، لأنك تستطيع اختصار الموضوع ببضع أسطر من الشيفرة البرمجية.
- أن موقعك أكثر تعقيدًا أو يتطلب برمجة مخصصة ومزايا غير شائعة لا تجدها في إضافات ووردبريس.
2. مرحلة التصميم: إنشاء نموذج أوّلي
إذا كانت برمجة موقعك من الصفر هي الخيار الأفضل في حالتك، فننصحك بالبدء بتصميم أوّلي Prototype يستعرض أقسام الموقع والتفاعل مع مكوناته بصريًا قبل كتابة أي سطر برمجي. بهذه الطريقة، تستطيع رؤية كيف سيبدو الموقع قبل أن تبدأ عملية كتابة الشيفرة البرمجية الخاصة به، وفي ذلك توفير كبير للوقت والجهد والمال. إذ إنَّ تعديل التصميم الأوّلي الخاص بقسم ما أسهل بكثير مِن تعديله بعد أن أصبح مكوِّنًا قائما على شيفرة برمجية.
ستحتاج في هذه المرحلة إلى مصمم واجهات مستخدم إن أردت الحصول على واجهة احترافية، إلا أنّ هناك بعض القواعد العامة التي يجب عليك الحرص عليها عمومًا:
- احرص على كوْن تصميم الموقع متوافقًا مع الهوية البصرية لعلامتك التجارية، ولا يقتصر الأمر هنا على الألوان والخطوط المستخدمة، بل يجب أن تحرص أيضًا على ثبات أسلوب التصميم بين كونه عصريًا أو تقليديًا أو جادًا.
- يجب أن يراعي التصميم فئة الجمهور المستهدف؛ فإذا كانوا من من مطلع جيل الألفية مثلًا فهذا قد يعني في الغالب أنهم غير معتادين على الاستخدام المتقدِّم للتقنية وتصفح المواقع، لذا عليك بتبسيط الواجهات قدر الإمكان.
- تأكَّدْ أن التصميم متوافق ومتجاوب مع جميع الشاشات باختلاف قياساتها. يجب أن يختلف التصميم وتوزيع العناصر على الصفحة بحسب حجم الشاشة، إذ ترى أن الواجهات الموجهة للحاسوب تعتمد على استغلال المساحة الأفقية قدر الإمكان، بينما يركّز تصميم الأجهزة المحمولة على توظيف حركات اللمس مثل التمرير أفقيًا وعاموديًا.
يجب أن تحصل في نهاية هذه المرحلة على نموذج أوّلي تستطيع التفاعل معه مكانَ المستخدم، ويعرض لك تصميم كل صفحة سواءً على الحاسب أو على الأجهزة المحمولة. تأكّد من الاحتفاظ بملفات التصميم، لأنك ستحتاجها في مرحلة البرمجة وبالأخص لو كان المبرمج مختلفًا عن مصمم الواجهات.
3. مرحلة التطبيق: تطوير الموقع
هذه هي المرحلة التي يرتكز معظم العمل عليها، وستحتاج فيها إلى مساعدة مبرمج محترف، وبالأخصِّ إن اخترت تطوير الموقع من الصفر، لذا فمنحها اهتمامك الكامل ورعايتك سيعطيك نتائج أفضل. تنقسم عملية التطوير إلى تطوير الواجهات الخلفية وتطوير الواجهات الأمامية، إلا أن بعض المواقع البسيطة تعتمد فقط على تقنيات الواجهات الأمامية مثل المواقع التعريفية البسيطة.
تبدأ عملية التطوير بتطبيق تقنيات الواجهات الأمامية على التصاميم السابقة للوصول إلى صفحة ويب. تستخدم في هذه المرحلة تقنيات مثل HTML/CSS وJavaScript، مع بعض المكتبات التي تسرّع العمل مثل:
- مكتبات CSS التي تحتوي على مكونات جاهزة (أزرار وقوائم وجداول منسقة بشكلٍ جيد) مثل TailwindCSS وBootstrap.
- مكتبات جافا سكريبت مثل رياكت React وفيو Vue التي تقدّم تحسينًا على تجربة المستخدم بما في ذلك تخفيض وقت تحميل الصفحة، وزيادة سرعة الاستجابة، وغيرها.
بعد حصولنا على صفحة الويب من التصميم، حان وقت إنشاء الواجهات الخلفية (جهة الخادم وقاعدة البيانات). تتضمن هذه الخطوة تحويل متطلبات عملك إلى شيفرة برمجية، مثلًا عرض المواعيد المتاحة ومعالجة حجوزات العميل على موقعك المخصص لحجز التذاكر. بالإضافة إلى تصميم وهيكلة قاعدة البيانات؛ أي البنية التي ستضمّ البيانات الضرورية لعمل موقعك مثل مواعيد حجز العميل لخدماتك، أو عمليات الشراء السابقة وغيرها.
يتطلب تطوير الواجهات الخلفية استخدام لغة برمجة مثل PHP أو Python أو Ruby، ويلجأ معظم المطوّرين لاستخدام أطر عمل لكل لغة مثل لارافل للغة PHP وجانغو للغة بايثون.
أخيرًا، تأتي مرحلة الربط بين الواجهة الخلفية والواجهة الأمامية وذلك عن طريق واجهة التطبيق البرمجية API، التي يمكن أيضًا استخدامها لاحقًا لتبادل البيانات مع أي خدمة ذات طرف ثالث أو استخدامها عند تطوير تطبيق للهاتف.
من الصعب الاعتماد على نفسك في الخطوات السابقة، فهذا يتطلب عدّة أشخاص على الأقل. إذن عليك بتوظيف مطوّرين لتأدية العمل بما يتناسب مع أهداف مشروعك. قبل أن تبدأ بالبحث عن المرشّح المناسب، عليكَ تنفيذ الآتي:
- توصيف المشروع كتابيًا قدر الإمكان بحيث يكون هذا المستند مرجعًا لك ولمن ستختاره، وسيخلق تصوّرًا واضحًا للمطوّر عن المشروع قبل البدء بالعمل.
- تحديد المهارات المطلوبة حسب التقنيات التي اخترتها لتطوير الموقع (ووردبريس، لارافل، رياكت، إلخ).
- التفكير بالإضافات أو بالخدمات الخارجية التي يتطلبها موقعك، فربما تحتاج بوابة دفع لتلقي المدفوعات مثل Stripe أو بوابة دفع محليّة وفقًا للسوق المستهدف.
ابحث عن خدمات المطوّرين حسب التقنيات التي اخترتها وراجِع معرض أعمالهم للوقوف على خبراتهم وتخصصاتهم ومهاراتهم، وطالع تقييمات العملاء الآخرين لمعرفة جودة أعمالهم ومدى التزامهم بمواعيد التسليم. وحاول أن تنتقي المطوّر الذي سبق أن عمل على مشاريع مشابهة للمشروع الذي تريد تطويره.
ابدأ مناقشة الشروط مع المطوّر الذي انتقيته، وتأكَّد أنَّه يفهم فكرة المشروع جيِّدًا. ناقِش مدّة التسليم ومواعيد التسليم الجزئية، إذ من المهم للغاية تجزئة المشروع إلى أجزاء صغيرة يمكن مراجعتها وفحصها وتعديلها بدلًا من تسليم كامل المشروع في نهاية الموعد لتكتشف أخطاء كان يسهل تلافيها في أثناء العمل.
اعقد اجتماعات دوريَّة مع المطوّر بعد انتهائه من كلِّ جزئية، وجرّبها بنفسك. تسمح لك هذه الاجتماعات بتصحيح مسار التطوير في حال كان متجهًا إلى مكان لا تحتاجه أو لا تريده بسبب سوء فهمٍ من المطوّر مثلًا أو خطأ منه.
لا تنسَ أيضًا الاهتمام بمحتوى الموقع الفعلي، فهو على قدرٍ عالٍ من الأهمية، لأنه سيكون أحد العوامل الحاسمة التي ستحدد ترتيب موقعك في نتائج البحث.
4. مرحلة الاختبار: تصحيح الأخطاء
مبارك عليك! انتهيت من مرحلة التطوير، إلا أنٍّ إطلاق موقعك بعد الانتهاء مباشرةً خطأ فادح. إذ يجب عليك التأكد من صلاحية استخدام الموقع للمستخدمين وخلوِّه من الثغرات الأمنية، وبالأخص إن كان موقعك عبارة عن متجر إلكتروني أو منصة تقبل الاشتراكات.
الاختبارات في عالم تطوير البرمجيات عدّة أنواع، منها ما يركّز على منظور الشيفرة البرمجية مثل اختبارات الوحدة واختبارات التكامل واختبارات الاختراق التي تتأكّد من خلو البرنامج من ثغرات أمنية. ومنها ما يركّز على سلوك البرمجية من وجهة نظر المستخدم، يمكنك تجربة الموقع بنفسك وبالاستعانة ببعض الأدوات إلا أنه من الأفضل الاستعانة بخبير في الاختبارات التجريبية للحصول على أفضل نتيجة.
بالإضافة إلى الاختبارات السابقة، هناك الاختبارات التي تؤثر على ترتيب موقعك ضمن نتائج البحث وتركّز على أداء الموقع العام؛ كسرعة تحميله واتباعه لقواعد السيو، يمكنك استخدام إحدى الأدوات للحصول على إحصائيات حول موقعك وسرعته لهذا النوع من الاختبارات مثل GTmetrix.
امنح الوصول إلى الموقع لعدد محدود من أصدقائك أو أفراد عائلتك أو حتى عملاؤك الدائمون المخلصون، واطلب منهم تصفحه سريعًا ونقل تجربتهم لك، وما الذي قد يحتاج تعديلًا أو إضافة.
5. مرحلة الإطلاق والصيانة الدورية: حلقة مستمرة
أخيرًا، تطوير المنتجات البرمجية عملية مستمرّة ولا تنتهي بإطلاق الإصدار الأول، بل هناك تكاليف تشغيل مستمرّة يجب أن تضعها بالحسبان مثل: كلفة النطاق والاستضافة، والاشتراكات في خدمات خارجية مثل إضافات ووردبريس المدفوعة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، من الضروريّ للغاية أن تواكب التغييرات في الويب عمومًا، فشكل المواقع وطريقة عملها تغيّر جذريًا منذ عشر سنوات، وسيظل هذا التغيير موجودًا سواءً أكان بوجود ميزة معينة في تقنية ما تحسّن تجربة المستخدم أو توقف دعم تقنية بالكامل والاضطرار لاستبدالها ببديل ما.
لك أن تتوقع أيضًا أن مستخدمي الموقع قد يواجهون بعض المشكلات في استخدام مزايا الموقع والتعرف إليها كاملًا، لذا من الآمن كتابة دليل سريع مع الأسئلة الشائعة ضمن صفحة داخل الموقع توجّه المستخدمين، كما قد يطلب المستخدمون إضافة بعض المزايا الإضافية فكُن مستعدًا لذلك!
خلاصة القول أنَّ عملية تطوير موقعك الإلكتروني يجب أن تُقسَّم إلى مراحل وذلك لتضمن أفضل مخرج من كل مرحلة، كما أنّ الاعتناء بموقعك الإلكتروني عملية دورية متكررة تتطلب اهتمامًا منك. إلا أن خلاصة هذا العناء كلِّه ثمرة حلوة، إذ ستصبح قادرًا على الوصول لجمهورك بشكلٍ أسرع وأفضل مما سينعكس بالإيجاب على أداء الشركة وإيراداتها.
تم النشر في: برمجة مواقع