انتقد علماء وباحثون معنيون بدفع مسيرة الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، بيئة عملهم وما سمّوه بالتقاعس عن تحقيق أهداف المناخ المقررة.
وفي استطلاع حديث للرأي استهدف تقييم التقدم المحرز، هدد معظم المشاركين بالاستقالة إذا لم يحصلوا على الدعم اللازم لتحقيق الأهداف البيئية.
وبحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف المملكة المتحدة خفض الانبعاثات بنسبة 68% بحلول نهاية العقد الحالي في 2030، قبل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وبدوره، يسعى حزب العمال الحاكم لحظر تراخيص النفط والغاز الجديدة وزيادة الضرائب على الشركات لخفض الانبعاثات.
وفي المقابل، رفع الحزب الحظر الفعلي على تطوير مشروعات رياح بحرية، كما يسعى لتقديم موعد حظر سيارات البنزين والديزل 5 سنوات إلى 2030.
نتائج الاستطلاع
أجرت الاستطلاع شركة إكويتي إنرجيز (Equity Energies) وهي شركة استشارات أسستها شركة “دي سي سي إنرجي” (DCC Energy) بهدف دفع إستراتيجية الحياد الكربوني في المملكة المتحدة.
وعلى نحو خاص، استهدف الاستطلاع العاملين بمجالات الضيافة والتصنيع والرعاية الصحية بالقطاع الخاص والسلطات المحلية.
وقالت 94% من المنظمات إنها تمنح الأولوية لتحقيق الحياد الكربوني في عملياتها، مقارنةً بمبادرات أخرى.
وفي المقابل، أعرب 88% أو 9 من أصل 10 من علماء البيئة المشاركين في الاستطلاع عن إحباطهم إزاء وتيرة تحقيق الأهداف المناخية.
وبلغ الأمر بهم إلى التهديد بترك مواقع عملهم إذا رأوا أن الشركات ذات الصلة لا تفي بالتزاماتها على أرض الواقع، وفق تقرير لمنصة “ويلز أونلاين” المحلية (Wales Online).
واشتكى المُستطلعة آراؤهم من التقاعس على المستوى التنظيمي والحواجز المستمرة التي تعترض طريق إحراز تقدم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وعلى نحو خاص، كانت “الحواجز” هي العامل الأكثر تأثيرًا في عمل علماء وباحثي البيئة، ومنها تقليص الأهداف المناخية بنسبة 36% وعدم تحديد الأولويات مقارنةً بمبادرات أخرى بنسبة 33% والسياسات الداخلية أو عدم التجانس في صناعة القرار بنسبة 35%.
بيئة العمل
كشفت نتائج الاستطلاع عن انفصال بين النظريات وواقع تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وهنا، أعرب المشاركون عن مخاوفهم إزاء تصميم واستحداث مسارات تحقيق الحياد الكربوني بنسبة 16%، وتنفيذ الإجراءات والتقنيات المرتبطة بتحقيق الكفاءة بنسبة 12%.
يأتي ذلك خلال الوقت الذي تقول فيه 45% من الشركات إن صنع القرارات الخاصة بالاستدامة يسير بوتيرة “بطيئة”.
كما اتفق أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين (بنسبة 77%) على الشكوى من أساليب الإدارة المفرطة في السيطرة ومتابعة أدق التفاصيل والمطاردة لإثبات النتائج، وهو ما يؤثر سلبًا في رضاهم الوظيفي والإنجاز.
وسلّطت النتائج على فجوة في الخبرات؛ إذ أكد تقريبًا كل المشاركين افتقارهم للمعرفة المرتبطة بأعمالهم الأساسية، كما افتقروا للمعلومات الخاصة بالرصد والقياس ووضع الأهداف والبيانات والرؤى.
نظرة إيجابية
رغم الانتقادات السابقة؛ فقد أعرب 92% من المشاركين في الاستطلاع عن ثقتهم بقدراتهم على وضع الخطط البيئية، كما يثق 91% بمعرفتهم بالحياد الكربوني وكيفية تحقيقه.
ومن ناحية أخرى، أكد 94% ثقتهم بامتلاك أصحاب المصالح وصناع القرار للمعرفة الكافية بماهية الحياد الكربوني وسبل تحقيقه، و89% بقدرة المنظمات التي يعملون بها على بلوغ الهدف.
طريق للأمام
قدم الرئيس التنفيذي للإستراتيجية في شركة “إكويتي إنرجيز” ريان أونيل، عددًا من التوصيات للشركات والعاملين بها لتحقيق هدف الحياد الكربوني.
وقال إنه يجب أولًا معرفة نقطة البدء على المستوى التنظيمي أو المعرفة الشخصية من أجل معرفة الطريق المؤدي لتحقيق الهدف.
ثانيًا: أكد أنه لا مشكلة قي عدم امتلاك إجابات عن كل الأسئلة المتعلقة بكيفية تحقيق الحياد الكربوني، وهنا يكون طرح الأسئلة بوصفه الخطوة الأولى لإحداث تغيير ومن ثم التقدم للأمام.
ثالثًا: حث على التحلي بمزيد من الشفافية والصدق وإجراء مناقشات صريحة بين المنظمات حول سبل تحقيق الأهداف ذات الصلة.
رابعًا: قال إنه من شأن تبادل الخبرات والمعلومات والتجارب أن يفتح طريقًا أمام مستقبل أفضل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..