يواصل العراق مساعيه لتوفير الغاز من مصادر مختلفة، ولكن في مقدمة أولوياته العمل على استغلال الغاز المصاحب للعمليات النفطية، بالإضافة إلى حقول الغاز التي شملتها جولات التراخيص الأخيرة، مع مساعٍ لاستيراد إمدادات من دول أخرى، مثل إيران وقطر وتركمانستان.

ويوضح الباحث والكاتب في مجال الطاقة والاقتصاد الدكتور بلال الخليفة، أن هناك ضرورة لمعرفة أن الإنتاج الحالي من الغاز في البلاد، سواء المحروق أو غير المحروق، يبلغ نحو 2800 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.

وقال -خلال مشاركته في حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، على منصة “إكس” بعنوان “العراق.. مستقبل إمدادات الطاقة بين الفرص والتحديات ودور دول الخليج”- إن هناك إدارة جيدة حاليًا لقطاع النفط والغاز في البلاد.

وأضاف: “نتيجة التوجه الجيد للإدارة في قطاع النفط العراقي، أصبحت كميات الغاز المستغلة حاليًا نحو 2000 مليون قدم مكعبة قياسية، وذلك ارتفاعًا من 1400 مليون قدم مكعبة قياسية فقط كانت تُستَغل قبل عام واحد”.

تطور قطاع الغاز في العراق

قال الباحث والكاتب في مجال الطاقة والاقتصاد الدكتور بلال الخليفة، إن قطاع الغاز في العراق يشهد حاليًا تطورًا ملحوظًا، إذ إنه بعد توقيع عقد حقل أرطاوي، من المتوقع أن يوفر 300 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، كما أن حقل عكاز من المنتظر أن يوفر 400 مليون قدم مكعبة قياسية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك وحدة معالجة الغاز في حقل الحلفاية النفطي، وهو مشروع “جي بي بي” الذي تعمل فيه شركة بتروتشاينا الصينية، والذي يمكن أن يصل حجم إنتاجه من الغاز إلى نحو 300 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، وكل هذه الكميات يمكن إضافتها إلى السنوات المقبلة.

حقل غاز الحلفاية في العراق – الصورة من “وزارة النفط”

لكن، وفق الدكتور بلال الخليفة، تجب أولًا معرفة حجم الفجوة بين الإنتاج الحالي للطاقة الكهربائية في العراق، ومقدار الاحتياج، أي الفارق بين المنتج والمستهلك، الذي يبلغ أكثر من 10 آلاف ميغاواط، ويمكن أن يصل إلى 12 ألف ميغاواط.

وأضاف: “هذا يعني أنه إذا أرادت بغداد أن تنشئ محطات طاقة كهربائية، فهي سيكون لديها نحو 3 مليارات قدم مكعبة قياسية، وهذه الكميات يمكن أن تستغلها مستقبلًا، ولكن لا أعتقد أنها ستكون كافية لسد العجز بإنتاج الطاقة الكهربائية”.

وردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، بشأن ما إذا كانت إيران ستسمح للعراق بالتوسع في إنتاج الغاز من خلال أذرعتها، ودورها في هذا الموضوع عمومًا، قال الدكتور بلال الخليفة إن وزير الكهرباء العراقي السابق لؤي الخطيب، سبق له أن قال إن الإيرانيين صرحوا، خلال اجتماعات سابقة معهم، بأنهم في أوقات الذروة يحتاجون إلى الغاز، وطالبوا بغداد بالاعتماد على نفسها واستغلال غازها، لأنهم يحتاجون إلى إنتاجهم.

الغاز الطبيعي في العراق

وتابع: “لذلك، لا أعتقد أن الجانب الإيراني سيشكل ضغطًا، لأنه حتى إن تم استغلال جميع الغاز المصاحب وغير المصاحب الذي ينتج في المستقبل، ومع بقاء الغاز الإيراني، سيكون غير كافٍ لسد عجز الطاقة الكهربائية مستقبلًا، والحكومة تدرك ذلك وتفكر في بديل آخر، مثل الغاز القطري أو أي مصدر آخر”.

دور الخليج في خريطة الطاقة العراقية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث عن الغاز الإيراني وقطاع الغاز في العراق، يتيح الحديث عن دور دول الخليج في تحسين خريطة الطاقة في بغداد، ولا سيما مع دخول شركات سعودية في مشروعات طاقة شمسية، واحتمال بناء أنابيب.

الغاز الإيراني

ووجّه الحجي سؤاله إلى الباحث والكاتب في مجال الطاقة والاقتصاد الدكتور بلال الخليفة قائلًا: هل ترى أن هناك دورًا خليجيًا يمكنه أن يعوض أي عجز قد يحدث فيما يتعلق بإمدادات الطاقة إلى العراق؟”.

وأجاب الخبير بأن الخليج يؤدي دورًا في قطاع الطاقة بالبلاد، إذ إن جولات التراخيص السابقة شاركت فيها شركات من الكويت والإمارات، حيث إن 3 حقول من أصل 5 حقول، أحيلت إلى شركات إماراتية، كما شاركت شركة “كويت إنرجي” في جولة التراخيص الخامسة.

مشروع تابع لشركة كويت إنرجي
مشروع تابع لشركة كويت إنرجي

الأمر الآخر، وفق الدكتور بلال الخليفة، هو أن حقل أرطاوي شهد مشاركة شركة قطرية، إذ وقعت اتفاقًا مع الحكومة السابقة بالأحرف الأولى، ولكن هذا الاتفاق ما زال غير مفعل، كما تتولى شركة مصدر الإماراتية إنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العراق بقدرة 2000 ميغاواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



رابط المصدر

شاركها.