اقرأ في هذا المقال
- جميع المشرّعين الأوروبيين اليمينيين يتفقون على كراهية الصفقة الخضراء
- القوى الصاعدة لم تقرر بعد أيّ أجزاء من الصفقة الخضراء تريد استهدافها
- سيتعين على معارضي الصفقة الخضراء إيجاد طرق مبتكرة لمراجعة أيّ إجراءات قائمة
- التحول الأخضر هو الطريقة المثالية لجعل أوروبا قادرة على المنافسة في اقتصاد الغد
على الرغم من اتفاق أعضاء البرلمان الأوروبي اليمينين على مناهضة صفقة أوروبا الخضراء، فإنهم يختلفون في توحيد توجهاتهم لإلغائها، كليًا أو جزئيًا.
وأفاد مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن القوى الصاعدة لم تقرر بعد أيّ أجزاء من الصفقة الخضراء تريد استهدافها، أو طريقة فعل ذلك، أو ما إذا كانت ستتمكن من التعاون لتحقيق أهدافها.
وعلى الرغم من وصول المتشككين في البيئة إلى البرلمان الأوروبي بأعداد قياسية، لا توجد خطة واضحة لتحويل غضبهم إلى إجراء تشريعي من أجل إلغاء صفقة أوروبا الخضراء.
وقالت النائبة البلجيكية اليمينية الجديدة، باربرا بونتي، إن هدفها هو “إلغاء” الصفقة الخضراء.
قوى اليمين تواجه عقبات كبيرة
حتى لو كانت هناك خطة ملموسة لإلغاء صفقة أوروبا الخضراء، فإن قوى اليمين ستواجه عقبات كبيرة، حسب مقال نشره 3 من مراسلي صحيفة بوليتيكو يوروب (Politico Europe) المعنية بالشؤون السياسية للاتحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن جزءًا كبيرًا من الصفقة الخضراء أصبح راسخًا، ما يعني أنه سيتعين على معارضيها إيجاد طرق مبتكرة لمراجعة أيّ إجراءات قائمة.
وفي كثير من الأحيان، لا يتفق المشرّعون في مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” European Conservatives & Reformist وتحالف “الديمقراطية والهوية” Identity & Democracy ، فبعضهم يريد أن يكون ضمن التيارات السياسية السائدة، بينما يعترض آخرون -تاريخيًا- من الخارج.
وتمثّل “المواجهة الشديدة” الطريقة التي وصف بها عضو البرلمان الأوروبي من حزب “أخوة إيطاليا”، بيترو فيوتشي، زملاءه الأكثر يمينية.
وأضاف: “عليك أن تكون عمليًا، وأن تبني أغلبية، إذا كنت تريد النتائج”، “إذا صرخت فلن تنجز أيّ شيء في البرلمان الأوروبي”.
الصفقة الخضراء
سارع المرشحون للبرلمان الأوروبي لالتقاط صور شخصية مع المزارعين المحتجّين على صفقة أوروبا الخضراء، وتذمّروا من أن بروكسل تحاول إجبار دول التكتل على أكل الديدان.
وهم ينقلون هذه الزخم، حاليًا إلى البرلمان، حيث سيحظى اليمين بنفوذ غير مسبوق داخل الهيئة المكونة من 720 عضوًا.
وفازت مجموعتا “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين”، و”الهوية والديمقراطية” معًا بما لا يقل عن 141 مقعدًا، أي ما يقرب من 20 مقعدًا أكثر مما كانت عليه في الانتخابات الأخيرة.
ومن الممكن أن تكسبا المزيد من الأعضاء، إذ إن مجموعة صغيرة من المدافعين عن السياسة الخضراء لم ينضمّوا بعد إلى مجموعة سياسية.
وسوف يجد حذرهم بشأن سياسات البيئة آذانًا صاغية في البرلمان أكثر من أيّ وقت مضى.
في المقابل، تتزايد شكوك حزب الشعب الأوروبي (EPP) الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وهو أكبر مجموعة في البرلمان، بشأن القوانين والتشريعات البيئية الجديدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد تركزت المخاوف على القدرة التنافسية الاقتصادية، إذ تكافح الشركات الأوروبية لمواكبة الولايات المتحدة والصين، اللتين تضخان الأموال في التصنيع وتطبّقان قوانين بيئية أكثر مرونة.
وأشار 3 من مراسلي صحيفة بوليتيكو يوروب (Politico Europe) إلى أن صفقة أوروبا الخضراء لن تختفي، فمبادئها الأساسية تحظى بدعم كبير.
من ناحيتهم، يقول المؤيدون، إن التحول الأخضر هو الطريقة المثالية لجعل أوروبا قادرة على المنافسة في اقتصاد الغد، وهو ما يرتبط بالسباق نحو التقنيات الصديقة للمناخ.
إمكان التعاون بين قوى اليمين
سيكون القول بالتراجع عن السياسات البيئية أسهل من الفعل، وسيكون أكثر صعوبة إذا لم تتعاون قوى اليمين.
وما تزال مجموعتا “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين”، و”الهوية والديمقراطية” في حالة تغير مستمر، وتشعران بعدم اليقين بشأن بعضهما بعضًا.
وعلى الرغم من أن بعض أعضاء مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” قد أثاروا فكرة التعاون مع مجموعة “الهوية والديمقراطية”، فإن آخرين يرفضون الفكرة.
بصورة عامة، تهتم مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” أكثر بمحاولة جذب حزب الشعب الأوروبي EPP إلى التحالف، الأمر الذي يتطلب وضع مسافة بينها وبين مجموعة “الهوية والديمقراطية”.
وردًا على سؤال بشأن استعداد مجموعة “الهوية والديمقراطية” للعمل مع مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين”، لتحقيق أهدافه، قالت عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية عضو حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، ماتيلد أندرويت: “نعم، أعتقد ذلك، ولكن في بعض المواضيع، لا أرى ذلك”.
وأضافت: “في بعض الملفات ستكون هناك مفاوضات، ويمكن أن تثير التوترات”.
ويروّج الزعيم المجري، فيكتور أوربان، لتحالف جديد يميني متطرف تحت اسم “وطنيون من أجل أوروبا”، الذي يمكن أن يجذب أسماء كبيرة من مجموعة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” والجماعات الأخرى، ما يزيد من تعقيد أيّ خطة كبرى.
بدورها، اعترفت عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية، فيرجيني جورون، بأن مجموعة “الهوية والديمقراطية” لا تركّز على “إستراتيجية” أوسع في الوقت الحالي.
اقرأ أيضًا..