اقرأ في هذا المقال

  • %82 من المتقاعدين الذين يعيشون تحت خط الفقر أو فوقه سيفقدون بدل الوقود الشتوي
  • أكثر من مليون متقاعد معاق يعيشون في فقر لن يتلقّوا بدل الوقود الشتوي
  • نقص المهارات يعرقل حملة وزير الطاقة والحياد الكربوني البريطاني إد ميليباند للحياد الكربوني
  • الشركات تكافح لتوظيف أو تدريب عدد كافٍ من العمال ذوي المهارات الخضراء

تواجه خطط حزب العمال البريطاني بشأن الحياد الكربوني وتعويض التدفئة للمتقاعدين تحديات واعتراضات اجتماعية وقانونية في البلاد.

وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن قرار وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز، بإلغاء تعويض الوقود الشتوي سيترك أفقر المتقاعدين في بريطانيا “يواجهون كارثة محتملة”.

وكشف تقرير تقييم التأثير الذي أجرته جمعية “إيج يو كيه” الخيرية البريطانية Age UK أن 4 من كل 5 متقاعدين على حافة الفقر سيُحرمون من الدعم.

يأتي ذلك على الرغم من تأكيد حزب العمال في أكثر من مناسبة، أنه سيعمل بشكل كامل على حماية المتقاعدين من ذوي الدخل المنخفض.

تعويض التدفئة

يأتي ذلك في الوقت الذي اتُهم فيه حزب العمال بانتهاك القوانين البرلمانية من خلال “حجب” تقييم تأثير الوقود الشتوي لديه عن أعضاء البرلمان، حسب مقال نشرته صحيفة ذا ديلي تيليغراف البريطانية (The Daily Telegraph).

ودفع تقرير المؤسسة الخيرية، الذي نُشر يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعضاء البرلمان والمؤسسات الخيرية إلى مطالبة وزيرة الخزانة بإلغاء قرارها واختبار الوسائل للاستفادة في الموازنة في وقت لاحق من هذا الشهر – أو تعريض حياة آلاف المتقاعدين للخطر وإرهاق هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وقالت وزيرة الصحة في حكومة الظل بالمملكة المتحدة، فيكتوريا أتكينز، إن قرار حزب العمال “القاسي” بحرمان 10 ملايين متقاعد من تعويض التدفئة من شأنه أن “يؤدي إلى مزيد من حالات القبول في أقسام الحوادث والطوارئ، والمزيد من المضادات الحيوية واستدعاءات سيارات الإسعاف”.

وأضافت: “يواجه ملايين المتقاعدين شتاءً طويلاً وصعبًا في المستقبل بسبب قسوة حكومة الحزب هذه”، وأردفت: “سيترك قرار الحزب بخفض دعم الوقود الشتوي العديد من المتقاعدين للاختيار بين التدفئة والأكل؛ وهذا سيجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفسي التي يمكن الوقاية منها”.

سيدة بريطانية مسنّة تعاني من غياب التدفئة المركزية في الشتاء – المصدر صحيفة ويست سومرست فري برس

وأكدت أن: “حزب العمال يعرف ذلك، وهذا هو السبب في محاولتهم جاهدين إخفاء تقييم تأثير هذه السياسة عن الجمهور، وتجنّب التدقيق الصحيح لهذه التأثيرات”.

وأوضحت جمعية “إيج يو كيه” أنها أصدرت تقريرها الخاص، لأن الحكومة بدت في البداية إمّا أنها فشلت في إجراء تقييم للتأثير، أو أهملت نشره.

وقال مصدر حكومي، إن تقييمات التأثير لا تُنشر عادةً جنبًا إلى جنب مع التشريعات، لكن التحليل الذي صدرَ استجابة لطلب حرية المعلومات نُشر في النهاية في سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب الاهتمام العام الاستثنائي بالسياسة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كشف تحليل الجمعية الخيرية للأرقام الرسمية أن 82% من المتقاعدين الذين يعيشون تحت خط الفقر أو فوقه مباشرة سيفقدون بدل الوقود الشتوي.

ويزعم التقرير أن أكثر من مليون متقاعد معاق يعيشون في فقر، لن يتلقّوا تعويض الوقود الشتوي.

معلومات تعويض الوقود الشتوي

في الشهر الماضي، اتّهم ريشي سوناك، زعيم حزب العمال السير كير ستارمر “بإخفاء” تحليل عدد الوفيات، التي قد تحدث بسبب اختبار الدخل فيما يتعلق بتعويض الوقود الشتوي.

وذكّر رئيس الوزراء السابق أعضاء البرلمان بأن بحث حزب العمال نفسه أشار إلى أن القيام بذلك قد يؤدي إلى وفاة الآلاف من المتقاعدين.

ووجد تقرير جمعية “إيج يو كيه” أن العدد الإجمالي للمتقاعدين الذين يخسرون الاستفادة هو الأعلى في مقاطعة ويلز، حيث يعيش أكثر من 100 ألف متقاعد على خط الفقر أو فوقه بقليل.

وقال زعيم حزب المحافظين عن مقاطعة ويلز، أندرو آر تي ديفيز: “إن قرار حزب العمال، الذي لا يُغتفر بإلغاء دعم الوقود الشتوي لمعظم المتقاعدين الويلزيين، سيدفع الكثيرين إلى فقر الوقود”.

وأضاف: “قرر كير ستارمر حرمان أكثر من نصف مليون متقاعد من 110 ملايين جنيه إسترليني (143.76 مليون دولار) من الدعم، بينما تستثمر حكومة حزب العمال بمقاطعة ويلز 120 مليون جنيه إسترليني (156.83 دولار) في خططها لتوسيع مجلس الشيوخ، وإنشاء 36 سياسيًا آخر”.

(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا)

وتأمل وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز، في توفير 1.4 مليار جنيه إسترليني سنويًا من خلال تقييد دعم الوقود الشتوي للمتقاعدين الذين يتلقّون حاليًا ائتمان المعاش التقاعدي، وتؤكد أن الأسر ذات الدخل المنخفض ما تزال تستفيد من الدعم الحكومي.

هدف الحياد الكربوني في بريطانيا

تواجه حملة وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند لتحقيق هدف الحياد الكربوني تحديات بسبب نقص المهارات، حيث تكافح الشركات لتوظيف أو تدريب عدد كافٍ من العمال ذوي المهارات الخضراء.

وقدّم الوزير ميليباند مجموعة من المبادرات الخضراء المثيرة للجدل التي تشمل إحياء أهداف الكفاءة لأصحاب العقارات وإطلاق شركة توليد مملوكة للقطاع العام، حسب مقال نشرته صحيفة ذا ديلي تيليغراف البريطانية (The Daily Telegraph).

ويشير ذلك إلى أن هناك طلبًا متزايدًا على وظائف مثل عمّال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية ومحللي الاستدامة، ولكن مصادر الصناعة تخشى أن “المهارات ليست موجودة”. تهدد الأزمة بعرقلة هدف حزب العمال للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

مزرعة رومني مارش للطاقة الشمسية في مقاطعة كنت بالمملكة المتحدة – الصورة من الغارديان اليرطانية
مزرعة رومني مارش للطاقة الشمسية في مقاطعة كنت بالمملكة المتحدة – الصورة من الغارديان البريطانية

وأفاد تقرير صادر عن موقع شبكة التواصل المهني لينكد إن، أن واحدًا فقط من كل 20 شابًا باحثًا عن عمل لديه المهارات الخضراء “الضرورية لمعالجة أزمة المناخ”، مقارنة بواحد من كل 8 من مجموع القوى العاملة.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، في مؤتمر حزب العمال الأسبوع الماضي، أن شركة غريت بريتيش إنرجي GB Energy -وهي شركة توليد كهرباء مملوكة للقطاع العام- ستتخذ من “مدينة الغرانيت” أبردين مقرًا لها.

ومن المقرر أن تصبح مدينة أبردين في إسكتلندا بالمملكة المتحدة، التي كانت عاصمة النفط في أوروبا في السبعينيات، مركزًا لتوليد الكهرباء النظيفة، ومن المتوقع أن يتدرب جزء كبير من قوّتها العاملة للعمل بالتكنولوجيا الجديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.