يا ترى ليه شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية بتدور على أماكن جديدة خارج أمريكا وأوروبا؟ وإيه اللي ممكن يخليهم يفكروا في مصر؟ وهل ممكن مصر تكون فعلاً وجهة مثالية للمصنعين دول؟ الأسئلة دي بتطرح نفسها في وقت العالم كله بيدور فيه على فرص جديدة وسط تغييرات كبيرة في الخريطة الاقتصادية العالمية.
وفي وقت فرضت فيه أميركا وأوروبا قيود جديدة على الصين في مجال التكنولوجيا المتطورة، والضغوط بتزيد على الشركات الصينية الكبيرة ..هل مصر تقدر تكون البديل المناسب؟ وإزاي الحكومة المصرية بتحاول تستغل الفرصة دي؟ وإيه اللي ممكن يخلي الشركات دي تقرر تيجي تصنع هنا؟
بعد القيود اللي فرضتها أمريكا وأوروبا على الصين، وخاصة في مجالات التكنولوجيا المتطورة زي تصنيع السيارات الكهربائية، الشركات الصينية بقت في موقف صعب. و مع تشديد القوانين في الأسواق الغربية والضغط على الشركات الصينية الصين بدأت تدور على حلول جديدة وبدايل تفتح ليها أسواق مختلفة.
طب إيه علاقة مصر باللى بيحصل ده؟
مصر في الفترة الأخيرة بدأت تخطو خطوات كبيرة عشان تكون واحدة من الوجهات الجاذبة للشركات الصينية دي..وكمان فى اطار خطط الدولة لزيادة التركيز على التصنيع وجذب استثمارات أجنبية مباشرة من الخارج
والمجلس التصديري للصناعات الهندسية أعلن انه هينظم جولة ترويجية للصين خلال الربع الأول من 2025 بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية .. وهتستهدف الجولة بشكل رئيسي دعوة الشركات الصينية لتصنيع مكونات السيارات الكهربائية في مصر “سواء المحرك والبطارية” والاستفادة من الحوافز الاستثمارية اللى بتتيحها مصر، والاتفاقيات التجارية الكبرى اللى بتتيح للمستثمرين النفاذ لأسواق 30% من دول العالم.
وبتواجه صناعة السيارات الكهربائية في الصين موجة من القيود التجارية في أسواق التصدير الرئيسية بعد ما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الرسوم الجمركية عليها من 25 إلى 100% مايو اللى فات.
و ليه الصين ممكن تفكر في مصر كخيار؟
فيه كذا سبب مهم يخلي مصر عندها فرص كبيرة إنها تجذب الشركات دي، أولها إن مصر بتتمتع بموقع استراتيجي ممتاز بيربطها بأفريقيا، أوروبا، وآسيا..و ده معناه إن الشركات اللي هتفتح مصانع هنا هتقدر توزع منتجاتها بسهولة في أسواق كتير حوالين العالم..وكمان الحكومة شغالة بجدية على تقديم حوافز ضخمة للاستثمار في التصنيع، وده مش بس بيشمل تسهيلات ضريبية لكن كمان بنية تحتية متطورة.. ومصر وسعت في السنين الأخيرة من شبكة الطرق والموانئ، بالإضافة لإنشاء مناطق صناعية ومناطق حرة جديدة زي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اللي بقت مركز كبير لجذب الاستثمارات الأجنبية.
كمان فيه نقطة مهمة، وهي إن مصر عندها قوة عاملة شابة وكبيرة.. وبتسعى لتطوير المهارات الفنية والتقنية عشان تكون جزء من صناعة المستقبل..والحكومة كمان مركزة على تعليم الكوادر دي ورفع كفاءتها عشان تلبي احتياجات الصناعات الجديدة زي صناعة السيارات الكهربائية.
ومصر مش بس بتفكر في استقطاب الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.. لكن كمان في الشركات اللي بتصنع المكونات والتقنيات الخاصة بيها.. وده جزء مهم جداً لإن الصناعات دي بتحتاج لشبكة مورّدين محلية قوية، ومصر بتحاول تكون مركز لتصنيع المكونات دي محلياً.
والتعاون المصري الصيني موجود فعلاً في أكتر من مجال.. وزي ما شفنا مؤخراً فيه مبادرات كبيرة بتهدف لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وخصوصا في الصناعات المتقدمة زي السيارات الكهربائية..و التعاون ده لو نجح مش بس هيكون مكسب لمصر لكنه كمان هيكون فرصة للشركات الصينية إنها تتوسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بدون ما تكون مضطرة للتعامل مع القيود الغربية.
طب ايه التحدي اللى بيواجه مصر عشان تحقق خطوة مهمة زي دي؟
التحدي الحقيقي هو إن مصر تقدر تقدم كل ده للشركات الصينية في وقت قياسي، وتحقق التوازن بين توفير الحوافز وخلق بيئة استثمارية مستقرة وآمنة.. ومصر قدامها فرصة كبيرة، لكن هتحتاج تعمل على تسريع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية عشان تضمن جذب الشركات دي.
والسؤال دلوقتي هل فعلاً ممكن نشوف شركات السيارات الكهربائية الصينية بترفع علم “صنع في مصر” قريب؟ وهل هتقدر مصر تستغل الفرصة دي وتبقى لاعب رئيسي في صناعة المستقبل؟.. باذن الله الأمور تمشي على خير ومصر تقدر تنفذ اللى كلنا بنحلم بيه