تشهد أسعار الوقود في بنغلاديش انخفاضًا بموجب قرار حكومي، ما يعكس تفاؤلًا بشأن السيطرة على معدل التضخم المرتفع في البلاد التي تكافح للخروج من مأزق سياسي، إثر احتجاجات أطاحت بحكومة رئيسة البلاد السابقة الشيخة حسينة واجد.

وبحسب التفاصيل التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اتخذت الحكومة المؤقتة قرارًا بخفض أسعار الوقود بدءًا من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، حسبما أعلنت شركة استيراد النفط وتوزيعه وتسويقه في البلاد بتروليم كوروبريشين، المعروفة اختصارًا بـ”بي بي سي”.

وفي سياق متصل، أعلن مستشار الطاقة والموارد المعدنية، فوز الكبير خان، قبل أيام، عدم رفع أسعار الكهرباء مثلما فعلت الحكومة السابقة، دون مبرر.

وتجاوز معدل التضخم العام في بنغلاديش 9% منذ مارس/آذار العام الماضي (2023)، في حين تتوقع السلطات تراجعه إلى 6.5% خلال العام المالي 2024-2025، بحسب تقرير مراجعة صندوق النقد الدولي، الصادرة نهاية يونيو/حزيران الماضي.

(يبدأ العام المالي في بنغلاديش 1 يوليو/تموز من كل عام، وينتهي 30 يونيو/حزيران من العام اللاحق له)

وأدى التضخم المستمر إلى تآكل القوة الشرائية للأسر البنغالية، وأثر في معدلات الاستهلاك بالبلاد.

تفاصيل القرار

سيؤدي قرار خفض أسعار الوقود في بنغلاديش إلى تراجع أرباح شركة النفط الحكومية “بنغلاديش بتروليوم”، وفق تأكيدات حكومية رجحت استمرار هذا الانخفاض في الأشهر المقبلة.

سائق يزوّد دراجته النارية بالوقود داخل محطة في بنغلاديش – الصورة من رويترز

ووفقًا للقرار، من المقرر خفض أسعار الأوكتان والبنزين بمقدار 8 تاكا (0.067 دولارًا أميركيًا) إلى 12 تاكا (0.10 دولارًا أميركيًا) للتر.

*(التاكا البنغلاديشية = 0.0084 دولارًا أميركيًا)

كما ستُخفّض أسعار الديزل والكيروسين بنسب تتراوح بين 1.5 تاكا و1.75 تاكا للتر، بحسب منصة ذا بيزنس ستاندرد البنغالية (The Business Standard).

وتتأثر أسعار الوقود في بنغلاديش بعدة عوامل أهمها: تكلفة استيراده ونقله وتأمينه، وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات في الشرق الأوسط.

وقدمت الحكومة البنغالية آلية تسعير الوقود في 29 فبراير/شباط من عام (2022)، وفقًا لأحد شروط التمويل البالغ 4.7 ​​مليار دولار من صندوق النقد الدولي، بحسب بيانات نشرها موقع (ذا ديلي ستار thedailystar) المحلي.

ووفق تلك الآلية، سيجري تعديل أسعار الوقود في بنغلاديش شهريًا، وفق مستجدات السوق العالمية.

الطلب السنوي على الوقود

أشار مسؤولو الحكومة البنغالية إلى أن أسعار الوقود تُعدَّل على أساس شهري مثل العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الهند المجاورة.

يُذكر أن الطلب السنوي لبنغلاديش على الوقود يبلغ نحو 7.5 مليون طن، ويشكّل الديزل نحو 75% من إجمالي الطلب.

ويُستعمل الديزل بصفة أساسية في قطاعات الري والزراعة والنقل والمولدات.

وتحدّد وزارة الطاقة والموارد المعدنية أسعار الوقود في بنغلاديش، شاملة: الديزل والكيروسين والبنزين والأوكتان.

بينما تُعدِّل شركة بنغلاديش بتروليم بانتظام أسعار وقود الطائرات، وزيت الأفران، وفقًا للمعلومات التي نشرها موقع daily-sun البنغالي.

عامل يزود سيارة بالوقود في إحدى المحطات في بنغلاديش
عامل يزوّد سيارة بالوقود في إحدى المحطات في بنغلاديش – الصورة من benarnews

في السياق ذاته، يظل الحد من الضغوط التضخمية المستمرة أولوية أساسية للسلطات البنغالية، حسبما أفاد صندوق النقد الدولي.

وتفاقمت الضغوط التضخمية في السوق المحلية منذ بداية 2022، بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة وتقلبها، وانخفاض سعر صرف التاكا، بحسب بيان عن مسؤولين في الصندوق، أواخر يونيو/حزيران الماضي.

وكانت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة واجد أعلنت استقالتها في 5 أغسطس/آب الجاري، بعد احتجاجاتٍ شعبية هائلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.