اقرأ في هذا المقال
- خفض انبعاثات النفط والغاز للنصف في 2030 يتطلب 600 مليار دولار
- هناك حاجة إلى الاستثمار في تقنيات كشف انبعاثات الميثان من أجل الحد منه
- شركات النفط والغاز تستثمر على نحو متزايد في التقنيات النظيفة لإزالة الكربون
- كهربة عمليات التنقيب والإنتاج بالكامل تسهم في خفض الانبعاثات
- تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه لها دور كبير في خفض انبعاثات النفط والغاز
توفر عملية خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز مسارًا مجديًا وفاعلًا من حيث التكلفة للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بصورة كبيرة، لكنها تتطلب مزيدًا من التعاون الدولي والسياسات الداعمة.
وتشير التقديرات إلى أن خفض كثافة الانبعاثات الناتجة عن عمليات النفط والغاز بنسبة 50% بحلول عام 2030 سيتطلب استثمارات تبلغ 600 مليار دولار، وهو مبلغ أقل بكثير مقارنة بإستراتيجيات إزالة الكربون الأخرى، بحسب ما جاء في تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي السنوات الأخيرة، كثّفت الحكومات والجهات الفاعلة في الصناعة جهودها لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، ففي قمة المناخ كوب 28، تعهَّد 50 من المنتجين، يمثّلون 40% من إنتاج النفط العالمي، بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والحدّ من انبعاثات الميثان بنهاية العقد الحالي.
وهناك 3 تقنيات متوفرة يمكن استغلالها في جهود خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، بما في ذلك الأساليب التي أثبتت جدواها في الحدّ من تسرب غاز الميثان وحرق الغاز، وكهربة عمليات التنقيب والإنتاج، واستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
1- تتبُّع انبعاثات الميثان وخفضها
تمثّل عمليات الإنتاج والنقل والمعالجة بقطاع النفط والغاز ما يقرب من 15% من الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة في 2022، أي ما يعادل 5.1 مليار طن، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وتمثّل انبعاثات الميثان، على وجه الخصوص، ما يقرب من نصف انبعاثات قطاع النفط والغاز، بمقدار ملياري طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون.
وتشمل المصادر الأساسية لانبعاثات الميثان في إنتاج النفط والغاز، التنفيس، والحرق، والانبعاثات الهاربة، التي تتسرب من الصمامات أو المعدّات غير مُحكمة الغلق.
والتزمت الشركات الموقّعة “ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز” في مؤتمر كوب 28، بخفض انبعاثات الميثان إلى 0.2% من الإنتاج بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من ذلك، من الصعب تتبُّع انبعاثات الميثان دون الحاجة إلى الاستثمار في تقنيات الكشف عنها، وتعمل شركات عالمية مثل شل متعددة الجنسيات وأرامكو السعودية وإكسون موبيل على الكشف عن الانبعاثات في الاقتصادات الناشئة.
ويمكن أن تدفع الإجراءات السياسية، مثل قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن الحدّ من انبعاثات الميثان، بحسب تقرير حديث صادر عن منتدى الطاقة الدولي.
2- كهربة عمليات التنقيب والإنتاج
تستثمر الصناعة على نحو متزايد في التقنيات النظيفة، التي يمكن من خلالها الحصول على نتائج مرضية في جهود خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز.
وتُعدّ عمليات الاستخراج والتكرير والنقل من أكثر الجوانب كثيفة الاستهلاك للطاقة، وتعتمد -حاليًا- على توربينات الغاز لتشغيل منصات الحفر والمضخات وغيرها من المعدّات.
ومع ذلك، من خلال اعتماد معدّات أكثر كفاءة في الاستعمال، وكهربة عمليات التنقيب والإنتاج بالكامل، يمكن للصناعة أن تحدّ بصورة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتبذل النرويج جهودًا لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز في عمليات التنقيب والإنتاج؛ ما جعلها رائدة في هذا المجال، إذ إن 60% من إنتاجها يعمل جزئيًا أو كليًا بمشروعات الطاقة المتجددة البرية أو الرياح البحرية العائمة.
ونتيجة لذلك، حققت النرويج أقل كثافة انبعاثات بين الدول الرئيسة المنتجة للنفط والغاز، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي السياق نفسه، تعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) على مشروع بقيمة 3.8 مليار دولار، لبناء شبكة نقل تحت سطح البحر تربط عملياتها البحرية بشبكة كهرباء منخفضة الكربون، ومن المتوقع أن يقلل هذا المشروع البصمة الكربونية البحرية للشركة بنسبة 50%.
كما اتخذت شركة بي بي البريطانية خطوة ملحوظة نحو خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، من خلال كهربة جزء كبير من عملياتها في حوض برميان في تكساس الأميركية.
3- عمليات احتجاز الكربون وتخزينه
تنطوي مرافق احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله على إمكانات كبيرة لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، ومن المتوقع أن تشهد هذه السوق نموًا سريعًا.
وفي عام 2023، بلغت استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه في صناعة النفط والغاز 3.7 مليار دولار، ومن المرجّح أن تشهد، بين عامَي 2024 إلى 2032، معدل نمو سنويًا يبلغ 15%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتستثمر أدنوك الإماراتية بكثافة في مرافق احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله، إذ أعلنت مشروعًا ضخمًا لتخزين 1.5 مليون طن من الكربون في التكوينات الجيولوجية تحت الأرض، وهو أحد أكبر المشروعات في المنطقة.
وحتى تُسهم تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، من الضروري التغلب على العقبات اللوجستية والتقنية والاقتصادية، إذ سيكون خفض تكاليف التركيب والتطوير أمرًا بالغ الأهمية لتوسيع نطاق هذه التقنية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..