اقرأ في هذا المقال

  • تتربّع الطاقة الشمسية على عرش الصناعة النظيفة عالميًا.
  • شركات الألواح الشمسية في الصين تحذّر من خسائر في النصف الأول.
  • تعوّل الصين على صناعة الطاقة الشمسية في إنعاش اقتصادها المتباطئ.
  • صادرات الألواح الشمسية في الصين تقفز 10% خلال مايو 2024.
  • تشهد شركات الألواح الشمسية في الصين موجة تسريح في العمالة.

لا تزال الطاقة الشمسية في الصين تتربّع على عرش تلك الصناعة النظيفة عالميًا بفضل حزم الدعم السخية التي دأبت الحكومة على منحها للشركات المحلية على مدار السنوات الماضية.

غير أن تلك السياسات الحكومية التحفيزية لصناعة الألواح الشمسية في الصين قد وضعت الشركات في ورطة وتركتها عاجزةً عن مواكبة تكاليف الإنتاج، ولا سيما مع انخفاض أسعار تلك الأدوات النظيفة عالميًا.

ولعل هذا ما ظهر في إعلانات الخسائر المادية الباهظة التي حذر منها العديد من شركات الطاقة الشمسية في الصين بشأن نتائج النصف الأول من العام الجاري (2024)، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وتنظر الصين إلى دعم صناعات الألواح الشمسية وعناصر تحول الطاقة، على أنها قوى إنتاجية جديدة تستهدف من خلالها إعادة ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد المتباطئ منذ أكثر من 10 سنوات.

هيمنة عالمية

نجحت الطاقة الشمسية في الصين، على مدار الأعوام الـ15 الماضية، في فرض هيمنتها على السوق العالمية؛ إذ إن كل لوحة شمسية -تقريبًا- على كوكب الأرض تحمل علامة تجارية صينية، بل حتى المعدات المُستعمَلة في إنتاج الخلايا الشمسية كلها مصنّعة بالكامل -كذلك- في البلد الآسيوي، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وقفزت صادرات الألواح الشمسية في الصين بنسبة 10% خلال شهر مايو/أيار (2024)، مقارنةً بالعام الماضي (2023).

لكن صناعة الألواح الشمسية في الصين تشهد حالة من الاضطرابات في الوقت الراهن؛ فقد هوت أسعار البيع بالجملة لتلك الخلايا بمعدل النصف –تقريبًا- في عام 2023، قبل أن تنخفض بنسبة 25% أخرى خلال 2024.

ويتنافس المصنعون الصينيون على اجتذاب العملاء عبر خفض الأسعار إلى مستويات تقل عن تكاليف الإنتاج، ولا يزالون يواصلون بناء مزيد من المصانع.

عاملة داخل مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في الصين – الصورة من صحيفة “تشاينا ديلي”

جرس إنذار

أثّرت الأسعار المنخفضة سلبًا في شركات الطاقة الشمسية في الصين؛ إذ هوت أسعار الأسهم في أكبر 5 شركات مصنعة للألواح الشمسية في البلد الآسيوي بواقع النصف خلال الشهور الـ12 الأخيرة.

ومنذ أواخر يونيو/حزيران (2024) حذّرت 7 شركات صينية كبرى على الأقل من أنها ستعلن تكبدها خسائر فادحة خلال النصف الأول من عام 2024، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسلط الاضطرابات الحاصلة في قطاع الطاقة الشمسية في الصين وسط النمو الهائل في سعة المصانع وطفرة الصادرات، الضوء على آلية صُنع القرار في تلك الصناعة الحيوية.

وقررت الحكومة، قبل 15 عامًا، أن تدعم قطاع الطاقة الشمسية في الصين بكل ما أوتيت من قوة، ثم تركت الشركات بعدها تعاني الأمرّين جراء تلك السياسات التي كبّدت الحكومات المحلية وصناديق الاستثمار الحكومية بل حتى البنوك المدعومة من الدولة خسائر مالية ثقيلة جراء دعمها لذلك القطاع النظيف.

وقال المستشار البارز في شؤون الصين بمجلس المؤتمرات، مجموعة أعمال عالمية، ديفيد آر هوفمان: “إنه نموذج تنمية مكلف للغاية، لكنه يُنتِج أبطالًا وطنيين بشكل موثوق به للغاية”.

استياء أميركي أوروبي

تحظى سياسات بكين القائمة على تعزيز الإنفاق على قطاع الطاقة الشمسية في الصين باهتمام خاص خلال الوقت الذي تضاعف فيه الحكومة صادراتها من المصانع لتعويض تباطؤ الاقتصاد المحلي؛ ما أثار انتقادات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما من شركاء التجارة الذين يزعمون أن الدعم الكبير الذي تقدمه الصين لصناعاتها غير عادل.

وتعهّد المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب بإنهاء برامج الطاقة المتجددة التي استحدثها سلفه الرئيس جو بايدن، واصفًا إياها بأنها عملية “احتيال خضراء جديدة”.

في المقابل طالبت قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين مؤخرًا بضخ مزيد من الاستثمارات في الصناعات التقنية، بما فيها الطاقة الشمسية.

تسريح آلاف العمال

يسرح مصنعو الألواح الشمسية في الصين آلاف العمال لخفض التكاليف؛ في حين لجأت شركات أخرى في القطاع نفسه إلى وسائل أخرى مثل منح إجازات غير مدفوعة الأجر تصل إلى سنة أو حتى خفض رواتب العمال الراغبين في البقاء بوظائفهم بنسبة 30%.

وقال نائب رئيس مجموعة لونغي (LONGi) تشانغ هايمينغ: “نقول للعمال: عودوا للعمل في مزارعكم وساعدوا في الحصاد، ثم ارجعوا إلينا في الخريف حينما تكون المعدات الجديدة جاهزة”.

وتتفاقم الأوضاع التي تواجه شركات الطاقة الشمسية في الصين بسبب الاختفاء السريع للدعم المحلي؛ إذ بدأت الحكومات المحلية تعاني نفاد الأموال بسبب أزمة الإسكان التي تجعل من الصعب عليها بيع عقود الإيجار الطويلة الأجل على الأراضي الحكومية إلى مطوري العقارات، والتي كانت في السابق أكبر مصدر للسيولة النقدية لديها.

ويتزايد القلق لدى القادة الصينيين؛ فقد أصدرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات مسودة قانون في يوليو/تموز (2024) تنص على أن شركات الطاقة الشمسية في الصين يمكنها أن تقترض 70% من الأموال فقط لبناء المصانع أو توسيعها، بدلًا من نسبة الـ80% التي كانت تحصل عليها في السابق.

لكن يرى الخبير الاستشاري في صناعة الطاقة الشمسية فرانك هاوغويتز، أن هذا التغيير لا يزال طفيفًا بما لا يستطيع معه خفض السعة الإنتاجية الزائدة، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الرئيس جو بايدن وفي الخلفية ألواح شمسية
الرئيس جو بايدن وفي الخلفية ألواح شمسية – الصورة من شبكة “سي إن بي سي”

عراقيل الغرب

تضع الحكومات الغربية العراقيل أمام صناعة الألواح الشمسية في الصين؛ إذ شرعت أوروبا في حظر استعمالها بالمشروعات الحكومية ما لم تكشف الشركات الصينية عن الدعم الممنوح لها؛ وهو ما ترفضه تلك الشركات جملةً وتفصيلًا.

وبسبب المخاوف المتنامية بشأن دعم الطاقة الشمسية في الصين، فرض الرئيس الأميركي جو بايدن في يونيو/حزيران (2024) تعريفات جمركية مرتفعة كانت قد انتهت صلاحيتها على المنتجات الشمسية المستوردة من جنوب شرق آسيا التي تستعمِل الكثير من المكونات الصينية.

كما شرعت وزارة التجارة الأميركية في تحريك دعاوى تجارية ضد الألواح الشمسية المستوردة؛ ما قد يُنذِر بفرض تعريفات جمركية أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.