دليلك المختصر إلى تطوير المنتج الجديد

إنشاء عمل تجاري ناجح هو حلم يسعى إليه العديد من الأشخاص. لكن تتطلب الأحلام جهدًا كبيرًا حتى تتحول إلى حقيقة. في مقدمة هذه الجهود هي حاجتك إلى تعلم كيفية تطوير المنتج، إذ إن المنتج الناجح هو قوام العمل التجاري القادر على المنافسة والاستمرارية. إذًا كيف يمكنك تطوير المنتجات بطريقة ناجحة؟

جدول المحتويات:

ما هي عملية تطوير المنتج؟ وما أهمية تطوير المنتجات؟

عملية تطوير المنتج هي تحويله من مجرد فكرة إلى منتج نهائي لبيعه في السوق. تمر عملية تطوير المنتجات بالعديد من الخطوات والمراحل، ولا يقتصر التعريف فقط على تطوير منتج جديد، بل يستخدم المصطلح أيضًا لوصف التطوير على المنتجات القديمة، وتقديمها في صورة جديدة. تتمثل أهمية تطوير المنتجات في النقاط التالية:

1. إضافة قيمة للعملاء

يبحث العملاء دائمًا عن القيم المضافة من عمليات الشراء المختلفة. إذا ظللت تقدم لهم منتجاتك وأفكارك بالطريقة ذاتها في ظل وجود منتجات متطورة يقدمها المنافسون، سيؤدي ذلك غالبًا إلى شعور العملاء بفقد القيمة التي يحصلون عليها من علامتك التجارية.

بالتالي، تجد نفسك معرضًا لخسارة عملائك الحاليين. بينما العمل المستمر على تطوير المنتج سيبقي العملاء راضين طوال الوقت، ويمنحهم قيمة مضافة باستمرار. وبالتبعية سيعود العملاء لزيارتك دوريًا لمعرفة كل جديد لديك، ما يزيد من احتمالية الشراء لمنتجاتك المختلفة التي تبيعها.

2. التغلب على المنافسة الشديدة

يشهد السوق أفكارًا متجددة طوال الوقت، إذ في ظل التطور التكنولوجي الكبير، تتاح للمشاريع فرصًا متنوعة لتطوير أعمالها. لذا، كصاحب عمل تجاري، أنت بحاجة إلى تطوير المنتجات التي تبيعها، لتتغلب على المنافسة، وتحافظ على حصتك السوقية.

من ناحية أخرى، عندما تتوقف الشركات عن تطوير المنتجات، قد يؤدي ذلك إلى نهايتها. مثلًا عندما رفضت نوكيا تطوير أعمالها، تحولت من تربعها على عرش الهواتف المحمولة، لتصبح اختيارًا غير محتمل للعديد من العملاء. وهو ما يؤكد أنّه في ظل التطور التكنولوجي، تحتاج الأعمال التجارية إلى تطوير المنتجات باستمرار للحفاظ على مكانتها.

3. زيادة فاعلية الأداء وتسريع النمو

يساعد تطوير المنتج على زيادة فاعلية الأداء في المشروع. فمن خلال التطوير المستمر للمنتجات، تُكتشف طرق جديدة لتنفيذ المهام، بما يساعد على تحسين الأداء في العمليات اليومية داخل المشروع، ويمكن أيضًا من خلال هذه الطرق خفض التكاليف في إدارة العمل.

كما يلعب تطوير المنتج دورًا أساسيًا في تسريع النمو لأعمالك، إذ يوفّر فرصًا متنوعة لزيادة المبيعات، ويساعد على جذب عملاء جدد، أو الحفاظ على العملاء الحاليين لأطول فترة ممكنة. إلى جانب أنّ التركيز على تطوير المنتج، يعزز من فرص عقد الشراكات مع الرعاة والمستثمرين وأي شركاء محتملين لمشروعك.

ما هي الأقسام التي تشترك في عملية تطوير المنتج؟

يحتاج تطوير المنتج لفريق متخصص قادر على قيادة العملية في جميع مراحلها. على الأغلب يضم هذا الفريق أفراد من عدة أقسام في المشروع، للعمل معًا في إدارة تطوير المنتج. من الأقسام التي يمكن أن تتواجد في عملية تطوير المنتجات:

إدارة المنتجات

يمكنك تولي هذه المسؤولية بنفسك، أو توظيف شخص مسؤوليته الأساسية إدارة فريق تطوير المنتج. من مهام مدير تطوير المنتجات وضع استراتيجية تطوير المنتج، وتحديد الأنشطة والجدول الزمني للعمل. باختصار يضع خارطة الطريق لإدارة العمل على كل ما يخص تخطيط وتطوير المنتج.

إدارة المشاريع

إذا قررت توظيف مدير تطوير منتجات، فغالبًا ستحتاج إلى وجود شخص من إدارة المشاريع أو الإدارة العليا للتواجد مع فريق تطوير المنتج، ومتابعة العمل والربط بين فريق المنتج والإدارة العامة للمشروع، للتأكد من سير الأمور كما هو مخطط لها.

الهندسة

يتولى فريق الهندسة مسؤولية تحديد الكيفية المثالية لبناء المنتج، والعمل على الوظائف المطلوبة في المنتج، للتأكد من تنفيذه بالجودة المطلوبة.

إدارة الابتكار

تواجه رحلة تطوير المنتجات العديد من المشكلات والتحديات. لذا، يُشارك فريق إدارة الابتكار في العملية، بهدف تقديم الحلول لهذه المشكلات. إلى جانب مشاركتهم من البداية في جمع الأفكار الأساسية حول المنتج، قبل تسليمها إلى فريق الهندسة للعمل عليها.

تطوير الأعمال

يُعدّ تطوير المنتجات أحد أهم استراتيجيات تطوير الأعمال. لذا، يمكن أن يشارك أحد أفراد القسم في عملية تطوير المنتج، لتقديم المقترحات وفقًا للفرص المتاحة التي يمكن للمشروع الاستفادة منها.

التسويق والمبيعات

لا بد لأقسام التسويق والمبيعات من المشاركة في تطوير المنتج، إذ يتولى قسم التسويق إنشاء الحملات التسويقية المناسبة لترويج المنتجات، بينما يعمل قسم المبيعات لتحقيق مستهدفات البيع.

إدارة العمليات

تعمل إدارة العمليات في تنفيذ المهام اليومية، ولذلك لا بد من مشاركة قسم العمليات في تطوير المنتج، للتأكد من توفير الموارد المناسبة لتنفيذ جميع مراحل تطوير المنتج، والتأكد من تنفيذ الأنشطة والخطة الموضوعة للتطوير.

ما هي مراحل تطوير المنتج؟

تتضمن عملية تطوير المنتج مراحل متنوعة، وفي كل مرحلة يوجد مخرج واضح يجب التركيز عليه، بهدف الانتقال إلى الخطوة التالية وفقًا لبيانات صحيحة. يمكن جمع مراحل تطوير المنتج في المراحل الخمس التالية:

1. دراسة السوق جيدًا

تبدأ عملية تطوير المنتج بدراسة تفصيلية للسوق، بهدف اكتشاف الفرص المتاحة التي يمكن استثمارها. تشمل دراسة السوق تحليل:

  • سلوك العملاء في الشراء، وما هي المميزات التي يبحثون عنها.
  • المنافسة لمعرفة المنتجات الأخرى والميزة التنافسية لكلٍ منها.
  • أحدث الاتجاهات والتغيرات في السوق، مثل معرفة أحدث اتجاهات التكنولوجيا، وأثرها على المشاريع.

2. وضع فكرة المنتج

في نهاية تحليل السوق، يصبح لديك تصورات واضحة حول المشكلات الموجودة في السوق، أو الاحتياجات غير المشبعة للعملاء التي يمكن العمل عليها. يمكن في هذه المرحلة التركيز على العصف الذهني، للوصول إلى الأفكار المختلفة التي يمكن تنفيذها.

يمكن أن تشمل الأفكار تطوير منتج جديد كليًا، أو التطوير على المنتجات الحالية في المشروع. من المهم في نهاية العصف الذهني، تحويل الأفكار إلى تصورات أكثر وضوحًا يمكن تنفيذها. مثل تخيل المنتج النهائي والخصائص المحتملة والتصميم المتوقع له.

3. النمذجة Prototyping وبناء منتج الحد الأدنى الـ MVP

أصبح إنشاء عمل متكامل لاختباره من الماضي، إذ تطورت أفكار إدارة الأعمال، وظهرت منهجيات متنوعة، تركّز على تقييم العمل دوريًا في كل مرحلة. إذ يساهم ذلك في تجنب التكاليف العالية من عملية تطوير المنتج الكامل، ويضمن الاستفادة من الوقت والجهد بصورة مثالية، عبر نمذجة الأفكار واختبارها.

يمكن فعل ذلك من خلال بناء منتج بالحد الأدنى من الوظائف MVP، أي نسخة من المنتج تحتوي المميزات الأساسية ليستخدمها العملاء. يُستخدم الـ MVP لطرحه على العملاء، واختبار آرائهم وتجربتهم مع المنتج، ثم العودة مرة أخرى لتطوير المنتج وفقًا لتعليقات العملاء.

4. الاختبار والتحقق من الفكرة Validation

بعد الانتهاء من بناء الـ MVP، يمكن للشركة البدء في إنشاء حملات تسويقية، لترويج المنتج لدى العملاء واختباره. يجب التأكد جيدًا من مراقبة ردود أفعال العملاء، وتشجيعهم على المشاركة بآرائهم في المنتج، فهذا الهدف الأساسي من هذه المرحلة لا فقط تحقيق المبيعات. ستشمل آراء العملاء التالي:

  • المميزات التي نالت إعجابهم في المنتج.
  • السلبيات التي لم ترق إلى تطلعاتهم وطموحاتهم.
  • المقترحات بشأن خصائص إضافية يمكن إضافتها للمنتج.

5. التعديل والتطوير المستمر على المنتج

تطوير المنتج هي عملية تكرارية. لذا، وفقًا لملاحظات العملاء، يمكنك العودة مرة أخرى إلى الخطوة الثانية والتعديل على فكرة المنتج. كرر الخطوات السابقة مرة أخرى، حتى تصل إلى أفضل نسخة ممكنة من المنتج.

تتضمن مراحل تطوير المنتج العديد من التفاصيل الفنية، والإجراءات التي تتطلب تنفيذها بدقة، لضمان الجودة في المنتجات النهائية التي تصممها. يمكنك الاشتراك في دورة إدارة تطوير المنتجات من أكاديمية حسوب، لتعلُّم كيفية تحويل أفكارك إلى التنفيذ الفعلي في أرض الواقع.

ستساعدك الدورة على معرفة المفاهيم الأساسية في إدارة تطوير المنتجات، ومعرفة كيفية تنفيذ كل مرحلة من المراحل، بدءًا بدراسة السوق ومرورًا بمعرفة أنواع منتجات الحد الأدنى من الوظائف MVPs، وختامًا بكيفية التطوير المستمر للمنتجات؛ اعتمادًا على منهجية الأجايل Agile. ستفيدك الدورة كذلك في معرفة كيفية توظيف الفريق المناسب للعمل معك على تطوير المنتجات في مشروعك.

كيف تبدأ في تنفيذ استراتيجية تطوير المنتج؟

تتضمن استراتيجية تطوير المنتج العديد من الخطوات، ولذلك لا بد من وجود خطة محددة لتنفيذها بدقة وإحكام. تشمل خطة تطوير المنتجات الخطوات التالية:

1. تحديد الهدف من تطوير المنتج

تملك المشاريع أحيانًا خططًا مسبقة لتطوير المنتجات، كمهمة ثابتة تُنفذ في المشروع، للحفاظ على تقديم أفضل المنتجات للعملاء باستمرار. في بعض الأحيان يبدأ تطوير المنتج بفعل وجود فرصة معينة تسعى للاستفادة منها في المشروع.

أيًا تكن الآلية المتّبعة في تحديد الهدف من عملية تطوير المنتجات، فلا بد من وجود رؤية بشأن النتيجة المتوقعة من العملية، لأنّ ذلك سيتحكم في آلية تنفيذ استراتيجية تطوير المنتج، وستصمم مراحل التطوير لتحقيق هذه الرؤية.

2. اختيار الأقسام المشاركة في تطوير المنتج

تختلف الأقسام التي تشارك في عملية تطوير المنتج من مشروع لآخر، إذ يتوقف ذلك على عدة عوامل كالتالي:

  • الهيكل التنظيمي الخاص بمشروعك والأقسام الموجودة بداخله.
  • طبيعة المنتجات والصناعة والعملاء الذين تستهدفهم.
  • الهدف من تطوير المنتج والنتائج المأمولة من العملية.

وفقًا لهذه العوامل يمكنك تحديد الأقسام التي ستشارك في عملية تطوير المنتج، وتحديد الأدوار المتوقعة من كل قسم، لضمان تنفيذ عملية تطوير المنتج بالصورة المطلوبة.

3. تحديد المنهجيات المستخدمة في تطوير المنتج

توجد العديد من المنهجيات التي تستخدم في تطوير المنتج، إذ تحدد هذه المنهجيات طريقة العمل والمراحل المختلفة لتنفيذ عملية تطوير المنتج. لذا، لا بد من تحديد المنهجيات التي ستستخدمها في تطوير المنتج، حتى تشاركها مع الفريق المسؤول، للاعتماد عليها في إدارة تطوير المنتجات.

تأتي منهجية الأجايل في مقدمة هذه المنهجيات، وهي تتميز باعتمادها على التكرار في الخطوات، وفقًا للملاحظات التي يحصل عليها الفريق. إذ تعتمد على إطلاق الـ MVP لجمع الآراء، ثم يعود الفريق لتحسين المنتج مرة أخرى، ويستمر الأمر حتى الوصول إلى أفضل نسخة من المنتج.

4. وضع خارطة الطريق والجدول الزمني وميزانية التنفيذ

لا بد في النهاية من وضع كل شيء حول تطوير المنتج في خارطة طريق واضحة المعالم، تتضمن الخطوات الفعلية للتنفيذ، مع إضافة الجدول الزمني لجميع الخطوات. من المهم أيضًا وضع الميزانية المناسبة لتنفيذ عملية تطوير المنتج، لا سيّما مع وجود العديد من العمليات المتعلقة بتطوير المنتج، وهو ما يحتاج لميزانية ملائمة، لضمان الجودة في النتيجة النهائية.

ختامًا، تتضمن عملية تطوير المنتج العديد من الخطوات والتحديات. لذا، من خلال إنشاء استراتيجية واضحة لتطوير المنتجات، ووضع خطة محكمة لتنفيذها، ستضمن القدرة على تطوير المنتجات المناسبة التي يبحث عنها العملاء، بما يمنح مشروعك النجاح المطلوب.

تم النشر في: المنتجات الرقمية

رابط المصدر

شاركها.