يصعب على أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة في كثير من الأحيان فهم ضرورة امتلاك تواجد رقمي قوي لأعمالهم، فأعمال من هذا النوع إمّا محليّةٌ تقدّم خدماتها أو منتجاتها في منطقةٍ محددة، أو على ميزانيّة توسّع محدودة، وغالبًا ما يفضّل أصحابها التوسع التقليديّ بدلًا من خوض غمار مجال غير مسبوق.

اعتقادك أنّ الإنترنت يصلح فقط للأعمال ذات الوصول الواسع، أو تلك التي تمتلك ميزانيّات هائلة هو مفهوم خاطئ تمامًا، ولتصحيح هذا الفهم الخاطئ يمكنك تشبيه التواجد الرقمي “بفرعٌ ثانٍ” لكنّه أقل تكلفةً، وأكثر تأثيرًا، وأسرع نموًّا من أفرع العمل التي ستؤسسها على أرض الواقع.

جدول المحتويات:

ما هو التواجد الرقمي؟

يشمل مصطلح التواجد الرقمي كل أساليب الظهور على الإنترنت للأفراد أو الشركات، سواء كان هذا من خلال منصّات التواصل الاجتماعي أو المواقع الشخصيّة أو الخدمات المساعدة للتصفّح. على سبيل المثال: وجود عملك على خدمة خرائط جوجل Google Maps هو تواجد رقمي، ووجود صفحة له على انستغرام، أو موقعٍ خاصّ بالشركة هو تواجد رقمي أيضًا.

الفرق بين أنواع التواجد الرقمي

أحد أكثر الأخطاء شيوعًا في بناء التواجد الرقمي، خصوصًا عند الأعمال الصغيرة التي لم يسبق لمالكيها الاطّلاع على هذا المجال، هو عدم معرفة الأنواع المختلفة لهذا التواجد، أو فهم أهداف تأسيس التواجد وأيها أنسب لأعمالهم، رغم أن هذه هي الخطوة الأولى والأهم التي يجب الانتباه لها، لأن للتواجد الرقمي عدّة أنواع مصنّفةٌ حسب الهدف من هذا التواجد:

التعريف بعملك وزيادة الوعي

هذا هو الهدف الأول والأكثر شيوعًا للشركات الصغيرة والمتوسطة من تأسيس التواجد الرقمي، فالهدف هنا ليس تحقيق المبيعات أو زيادة عدد العملاء، بل تقديم تجربةٍ أفضل لمن يرغب بالتعرّف على الشركة وفريقها وما تقدِّمه من أعمال وخدمات.

أبرز مثال على هذا النوع من التواجد الرقمي هو المواقع التعريفيّة للشركات التي تظهر المعلومات الأساسيّة حول الشركة ومجالات عملها، أو صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر فيها الشركة إنجازاتها وصورًا من مشاريعها.

في كثير من الأحيان، يبدأ أصحاب الأعمال الصغيرة من هذه النقطة، ثم لكونها لا تعطي عائدًا واضحًا على الاستثمار ROI، يعتقدون أنّ كلّ التواجد الرقمي لا طائل منه، أو أنّ هذا الهدف بحدّ ذاته لا طائل منه.

لكن عليك التفكير بأنّ دور التواجد الرقمي هنا هو نفس هدف طباعةِ كروت عملٍ وتوزيعها، لكنّه أقوى تأثيرًا وأكثر قابلية للتحسين مع الوقت. فالناس يحفظون اليوم علامات مرجعيّة وصفحات على منصات التواصل لأعمالٍ مختلفةٍ تثير اهتمامهم، ليرجعوا إليها عند الحاجة.

جذب العملاء وزيادة الوصول

تسعى كثير من الشركات لتأسيس تواجدها الرقمي بهدف تعزيز وصولها إلى مزيدٍ من العملاء المحتملين، ومن ثم تحويلهم إلى عملاء فعليين بشكلٍ غير مباشر. ميزة هذا الهدف أنه قابلٌ للقياس ويؤثّر مباشرةً على الأرباح، ويظهر عائدًا واضحًا على الاستثمار.

تعتمد أغلب الشركات التي تحتاج لتواصل مباشر مع العميل على هذا النوع من التواجد الرقمي، كالشركات السياحيّة أو شركات تأجير السيارات أو الفنادق وما شابه. ومهما كان أسلوب التواجد الرقمي لهذه الشركات، سواء من خلال موقع خاصٍ بها أو خدمة طرف ثالث كموقع Booking لحجوزات الفنادق، ستحتاج بالنهاية للتواصل المباشر مع العميل.

هذا يعني أنّه على أصحاب هذه الشركات توظيف مسؤول عن التواصل مع العملاء، وربما زيادة عدد أفراد الفريق المخصّصين لهذه المهمّة، ومن الأخطاء الشائعة جدًا في هذا السياق إهمال جانب التواصل من طرف الشركة مع العميل، فكما أسلفت، التواجد الرقمي يمكن حسبانه فرعٌ من أفرع الشركة، يحتاج لموظّفين داعمين.

المبيعات المباشرة

في كثيرٍ من الحالات، لا يحتاج إتمام عملية البيع إلى تواصل مباشرٍ بين العميل وصاحب العمل، بل تحدث المبيعات مباشرةً بطريقة مؤتمتة مع تحصيل الدفعات وإرسال الطلب للإنجاز، مثل: المتاجر الإلكترونيّة التي تتيح للمشتري الدفع مباشرةً من خلال الموقع، أو مواقع الخدمات البرمجية SaaS أو المنتجات الرقمية أو المطاعم التي تتيح الطلب عن بعد وغيرها.

رغم أن هذا النوع من التواجد الرقمي يتطلب تفاصيل تقنيّة أكثر ويناسب الخدمات التي تعتمد على الإنترنت في تحقيق مبيعاتها بالأساس، لكنّه لا يقتصر عليها ويمكن أن يشمل الكثير من الأعمال التقليديّة، بل إنّه يختصر على أصحاب هذه الأعمال الكثير من الوقت والجهد.

كما تلحظ، يعد هذا النوع من التواجد الرقمي استثمارًا له ثقله، ويحتاج لخبراتٍ مختلفةٍ من الفريق وصاحب العمل أو من ينوب عنه لإنجاحه. على سبيل المثال، يجب على صاحب العمل أو مدير المشروع معرفة بوابات الدفع وفهم آلية عملها، والتواصل مع الفريق البرمجيّ لتصميم صفحات عرضٍ للمنتجات تشمل كلّ المواصفات اللازمة.

أين عليك أن تتواجد رقميًا؟

بالنظر للمستويات الثلاثة السابقة، يمكنك أولًا اختيار نوع التواجد الرقمي المناسب لعملك وهدفك وميزانيّتك، ومن ذاك الاختيار يمكنك البدء بالتفكير بقنوات التواجد الرقمية المناسبة لك. لكن قبل أن تختار، عليك معرفة بعض الأساسيّات حول كلّ قناةٍ من قنوات التواجد الرقمي، تساعدك هذه الأساسيّات في الاختيار:

الموقع الإلكتروني

الموقع الإلكترونيّ هو ملك قنوات التواجد الرقمي، لأنه أكثرها قابليّة للتخصيص والأقلمة، فهو تحت سيطرتك بالكامل، ويمكنك تطويره مع الوقت والإضافة عليه وإعادة بنائه حسب الحاجة، بل واستخدامه لأغراض متعددة في الوقت نفسه.

يمكننا تصنيف أنواع المواقع الإلكترونيّة حسب طريقة إنشاء الموقع، وهي الطريقة الأكثر نفعًا في رحلة البحث عن مطوّر أو مديرٍ للموقع في بداية الطريق. يمكن تصنيف المواقع بحسب طريقة الإنشاء إلى نوعين:

طريقة تتيح السيطرة على كلّ جوانب الموقع

تعتمد هذه الطريقة على استخدام خدمات استضافة تتيح إمكانيّات أكبر للتحكم في موارد الموقع وسهولة التوسع مستقبلًا مثل خدمات الاستضافة السحابية Cloud Hosting، ثم برمجة الموقع بالكامل من الصفر، أو استخدام أداة مناسبة لبناء الموقع مثل: أنظمة إدارة المحتوى وأشهرها ووردبريس WordPress، أو منصات التجارة الإلكترونية مثل أدوبي كوميرس (ماجينتو سابقًا).

يعتمد اختيارك لآلية بناء الموقع على طبيعة مشروعك والهدف منه ومدى التخصيص الذي تحتاج إليه. فكثير من مشاريع التجارة الإلكترونيّة يمكنها الاكتفاء بووردبريس مرفقًا بووكوميرس، بينما لا يمكن إنجاز موقعٍ احترافي لإدارة الحجوزات الفندقيّة باستخدام ووردبريس -رغم إمكانيّة إنجاز هذا- إلّا أنّه ليس عمليًا على الإطلاق، والأفضل استخدام برمجيّة مخصصة لتحقيق هذا الغرض.

تختلف التكاليف أيضًا باختلاف المشروع، سواء من ناحية تكاليف الاستضافة أو من ناحية تكاليف التطوير، لكنّ القاعدة العامّة أنّ الاستضافة بهذا الأسلوب ستكلّفك أقلّ على المدى المتوسط والطويل مقارنةً باستخدام منصّات تقوم بغرض واحد.

طريقة تتيح السيطرة على بعض جوانب الموقع

تعتمد هذه الطريقة على استخدام خدمات استضافة المواقع المخصصة لغرضٍ معيّن، ثم استخدام الموقع بهذا الغرض تحديدًا، كاستخدام سلّة أو زد أو شوبيفاي. تسمح هذه المنصّات بمجموعةٍ محدودةٍ من الميزات والتخصيص مثل إمكانيّة تطوير القوالب أو الإضافات لتغيير الواجهة أو إضافة بعض الميزات، لكنّها تبقى محدودةً بما تسمح به كل منصة.

لكنها لا تسمح مثلًا بإمكانيّة الوصول لكود المنصّة وتعديل الواجهة بالكامل بشكل مباشر، وهو ما قد يشكّل محدوديّةً أمام الأهداف المرسومة. تعني هذه المحدوديّة عادةً أنّ تطوير القوالب والإضافات المخصصة لهذه المنصّات مرتفع التكلفة، وتحقيق التفاصيل المطلوبة حتّى مع هذه التكلفة قد لا يكون ممكنًا بالكامل.

بذلك يصبح استخدام هذه المنصّات عبئًا مع الوقت على المشاريع المتوسطة، فهي تعتمد الاشتراكات الشهريّة، وقد تحتاج اشتراكًا شهريًّا مرتفع التكلفة لتشغيل الحدّ الأدنى من الميزات المطلوبة لمشروعك Minimum Viable Product.

كيف تختار الموقع الإلكترونيّ المناسب لك

اختيار الطريقة المناسبة لبناء الموقع تعتمد على مزيج بين دراسة الميزانيّة والأهداف والسوق المستهدف وتخمين ما سيحتاجه المشروع مستقبلًا. على سبيل المثال: قد يكون الأفضل لمتجر سجّاد في المملكة العربية السعودية استخدام منصّة سلّة لعرض المنتجات وبيعها، بينما قد لا تكون المنصّة مناسبةً لمتجرٍ بيع المنتجات الرقمية في نفس الدولة، وقد لا تكون المنصّة مناسبةً لمتجرٍ بيع سجاد في دولةٍ مختلفة.

منصّات التواصل الاجتماعي

تؤدّي غالبية منصّات التواصل الاجتماعي غرض رفع الوصول لعملك إلى شريحة أكبر من المتصفّحين للإنترنت، وهي أيضًا مكان أساسيّ للتسويق المباشر، سواء عبر المنشورات العاديّة أو الممولة. يعتمد اختيارك لمنصة التواصل المناسبة على الفئة المستهدفة من الجمهور، ونوع المنتج وتوافقه مع صيغة النشر في المنصّة.

على سبيل المثال؛ تتوافق متاجر الملابس أكثر مع المنصّات التي تركّز على المحتوى المصوّر، مثل انستغرام وسنابشات وتيكتوك، بينما الخدمات الرقمية قد تكون منصّة مثل إكس (تويتر سابقًا) تعتمد على النصوص والروابط أكثر ملاءمةً لها. إن لم تكن ملمًّا بخصوصيّات كلّ منصّة ولا تجربة مطوّلة لك معها، هذه قائمةٌ بأشهر المنصّات وأهمّ صفاتها:

  • فيسبوك: مناسبة لاستهداف الفئات العمريّة الأكبر بين 25-44 سنة. تتيح نشر الصور والنصوص المطوّلة والروابط، لكنّها تركّز على ترويج الفيديوهات في السنوات الأخيرة.
  • إكس: مفيدة لاستهداف أغلب دول الخليج، والفئات التي لديها خبرةً تقنية والعاملين في المجالات الرقميّة. وهي المنصّة الوحيدة التي لا تعاقب حتّى الآن نشر الروابط الخارجيّة.
  • انستغرام: مناسبة لاستهداف الفئات الصغيرة والشباب 18-34 سنة. تركّز على المحتوى المصوّر والفيديو، وتتيح الكثير من الميّزات المخصصة للمتاجر الإلكترونيّة لزيادة المبيعات.
  • يوتيوب: مخصصة لمحتوى الفيديو حصرًا، تتيح نشر محتوى الفيديو المطوّل بشكل رئيسيّ.
  • تيك توك: مناسبة لاستهداف اليافعين بين 18-24 سنة. تركز على نشر محتوى الفيديو القصير، وفي الآونة الأخيرة قدّمت ميّزات لنشر الصور الثابتة المرفقة بالصوت.

منصّات الخدمات التي يقدمها طرف ثالث

في كثير من الأحيان، يلزم التواجد على بعض المنصّات التي لا تندرج تحت تصنيف المواقع الشخصيّة ولا منصّات التواصل الاجتماعيّ، ويقدمها طرف ثالث Third Party Service Providers مثل: منصّات عرض السيارات للإيجار، أو منصّات حجز الفنادق، أو حتّى منصّة خرائط جوجل التي تتيح للمستخدم إضافة عنوان عمله للخريطة.

يختلف نوع المنصّة التي عليك الاهتمام بها باختلاف مجال عملك، لكن لمعرفة أيّها أنفع، يمكنك الاستفادة من تجارب المنافسين في المجال ومعرفة المنصّات التي يركّزون عليها في زيادة قوة حضورهم الرقمي.

على سبيل المثال: قد يكون من المفيد إضافة عملك إلى مواقع تقييم الأعمال أو الخدمات لرفع الموثوقيّة، أو إضافة مطعمك إلى تطبيق توصيل موجودٍ سلفًا ومنتشرٍ في منطقتك بدلًا من بناء منصّة جديدة.

قد يكون استخدام هذه المنصّات حلًّا أسهل وأسرع وأقلّ ثمنًا لإنجاز أهدافك مقارنةً بأوساط التواجد المذكورة أعلاه من المواقع الإلكترونيّة المخصصة أو وسائط التواصل الاجتماعيّة.

أين يجب أن تتواجد علامتك التجارية؟

الفريق اللازم لبناء التواجد الرقمي

كما سيحتاج تأسيس فرعٍ جديد لعملك إلى مجموعةٍ من الموظّفين والعمّال، بعضهم سيكون عمله مؤقتًا أثناء الإنشاء وبعضهم سيكون دائمًا كمسؤول عن التشغيل، ستحتاج لأفراد فريقٍ لبناء تواجدك الرقمي، بعضهم يمكن أن ينجز مهمّته وينتهي دوره، وبعضه يجب أن يبقى ضمن الفريق لضمان الاستمراريّة.

قد تحتار من كثرة المسمّيات والتفاصيل التقنيّة في كلّ من المجالات الفرعيّة، لكن يكفي في أغلب الأحيان الاطلاع على مجموعةٍ من المسمّيات الوظيفية ومعنى كلٍ منها لتكون قادرًا على بناء فريقٍ متكاملٍ يغطّي احتياجات عملك.

تطوير الموقع الإلكتروني

قد تسمع مصطلحات عديدةٍ في مجال تطوير المواقع، مثل:

  • مطور الواجهات الأمامية Frontend Developer: هو المسؤول عن بناء الواجهة الأماميّة للموقع التي سيتعامل معها الزبون.
  • مطور الواجهات الخلفية Backend Developer: هو المسؤول عن أساسات الموقع ولوحة التحكم.
  • المطور الكامل Fullstack Developer: يقوم بعمل الاثنين معًا.

قد تهمّك هذه المسمّيات فقط إن كنت ستوظّف أعضاء فريق البرمجة بنفسك، لكن في أغلب الأحيان ستوّظّف شخصًا قادرًا على إنجاز العمل المطلوب بأكمله، إما سيكون مبرمجًا قادرًا على تطوير الموقع، أو مديرًا للمشروع قادرًا على توظيف المبرمجين المطلوبين للمهمّة.

قد تسمع مصطلحات أخرى، مثل التطوير ببرمجيّة خاصّة أو التطوير عبر ووردبريس أو بناء تطبيق ويب، وهي تدل على مستويات التخصيص وأساليب البناء المختلفة. ما عليك معرفته مجملًا هو أنّ الطريق الأسلم لاختيار الأداة يكون معتمدًا على تفاصيل المشروع وأهدافه، لا على تفضيلاتك ولا المبرمج نفسه.

لتسهيل مهمة المسؤول عن إنشاء الموقع، يمكنك إنشاء ملفّ لعرض المطلوب إنجازه تضمن فيه كلّ التفاصيل والميزات المطلوب توافرها في الموقع كحدٍّ أدنى MVP، ومن ثم تضمن ما يمكن إضافته مستقبلًا أو الزيادات في الميزات والخدمات الكماليّة للموقع.

يساعدك هذا الملف في الحصول على إجابة دقيقةٍ من المسؤول عن إنشاء الموقع عن مدّة العمل والموارد التي سيحتاجها، مع تخمين لتكلفة مبدئية واقعية. أثناء التخطيط لإنشاء الموقع، من الأسلم التخطيط للصيانة والمحافظة على حاله، ويكون هذا عبر توظيف مسؤول عن إدارة الموقع أو التفاهم مع المطوّر على خطّة للصيانة المستمرة.

التهيئة لمحركات البحث

على عكس الشائع، لن تحتاج دومًا لمسؤول عن التهيئة لمحركات البحث، فوجوده مرتبطٌ بشكلٍ أساسيٍّ بنوع الموقع الذي ستعمل عليه، وطريقة عثور الناس على عملك أو خدماتك أو المنتجات التي تبيعها.

يمكن توظيف خبير سيو للعمل على تحسين ظهور عملك في نتائج البحث لأيّ محرك بحثٍ، سواء البديهيّة مثل غوغل وبينغ، أو غير المألوفة مثل التهيئة لبحث تيك توك أو يوتيوب. وظيفة هذا الخبير هي ضمان أنّ موقعك أو محتواك يتّبع أفضل الممارسات التقنيّة والكتابيّة، ليظهر في نتائج البحث عندما يبحث الناس عن الكلمات المستهدفة الخاصة بعملك.

بسبب ارتباط هذه الوظيفة بخوارزميّات لا يمكن للمسؤول عن محرّكات البحث السيطرة عليها، يصعب في كثير من الأحيان بناء خطّةٍ دقيقةٍ جدًا يوصف فيها مدى التقدّم المتوقع في خطٍّ زمنيٍّ ثابت، ولا يمكن أيضًا ضمان ثبات النتائج مع الزمن، فالخوارزميات في تغيّر مستمر.

لهذا الطريق الأفضل لتقييم عمل المسؤول عن التهيئة لمحركات البحث هو عبر تحديد ما يجب إنجازه، ومن ثمّ الاتفاق على تحقيق أفضل الممارسات المتّبعة في المجال.

إنشاء المحتوى

يندرج تحت هذا المسمّى وظائف عديدة، تشمل الكتابة والتصميم وإنشاء الفيديو وكتابة الإعلانات. وفي كثير من الأحيان، قد يلزم توظيف أكثر من شخصٍ لإنشاء نوعٍ واحدٍ من المحتوى، كتوظيف كاتب ومصمم لإنشاء المحتوى المخصص لإنستغرام مثلًا.

الفريق اللازم لبناء التواجد الرقمي

كتابة المحتوى

يتخصص كتّاب المحتوى غالبًا في مجالٍ معيّن من الكتابة، مثل: كتابة الإعلانات وكتابة المحتوى المهيّأ لمحركات البحث والكتابة لمنصّات التواصل الاجتماعي. لكلّ مجال منها مواصفاته الخاصّة، ويختلف معها أسلوب الكتابة والهدف منها وحتّى مدى حاجة الكاتب للإبداع والتجديد أو الالتزام بالقواعد والقوالب الجاهزة.

على سبيل المثال: يحتاج الكاتب لمحرّكات البحث إلى انضباط والتزام بالقواعد وأفضل الممارسات، بينما يحتاج الكاتب الإعلانيّ إلى فهم عقليّة المستخدم والكلمات المؤثّرة فيه، ويحتاج الكاتب لمنصّات التواصل إلى إبداع شديد وقدرة على سرد القصص وجذب الاهتمام. ولذلك يعتمد توظيف الكاتب المناسب بشكلٍ رئيسيّ على قناة التواجد المستخدمة وأهداف العمل.

التصميم الغرافيكي

يدعم المصمم الغرافيكي في كثير من الأحيان الأدوار الأخرى في فريقك، فهو عضوٌ محوريٌّ في الفريق، ووجوده ضروريٌّ جدًا لإنجاز أيّ أمرٍ مرتبط بالتواجد الرقمي. إذ يعمل مع الكاتب في إنشاء المحتوى لمنصّات التواصل، ويعمل على إنشاء العناصر البصريّة في تصميم الموقع.

كما يعمل أيضًا على تصميم العناصر البصريّة في الإعلانات، وقد يكون دوره داعمًا للمصوّر أو محرر الفيديو في إنشاء الصور المميزة للفيديوهات أو بعض العناصر المستخدمة ضمن الفيديو.

التصوير وتحرير الفيديو

لا تحتاج كلّ الأعمال إلى محتوى الفيديو، ووجود المسؤول عن هذا المحتوى في الفريق مرتبط بشدّة بوسط النشر ونوعيّة العمل وأهدافه، ولكن يمكن تصنيف أنواع العاملين في هذا المجال إلى صنفين:

  • لا يحتاج للتواجد في نفس مكان العمل: على سبيل المثال توظيف محررٍ لإنشاء فيديوهاتٍ من صور وتسجيلاتٍ موجودةٍ سلفًا، أو الاعتماد على الصور والفيديوهات الجاهزة – Stock Footage.
  • يحتاج التواجد في مكان العمل: وهو الذي يطلب منه التصوير وجمع المواد من مكان العمل، ثم إنشاء الفيديوهات منها.

يدعم دور المصوّر أو محرر الفيديو أحيانًا مسؤولًا عن التعليق الصوتيّ Voice Over في المحتوى الذي يتطلب ذلك، ويمكن أن يكون دور هذا الشخص مؤقّتًا كعاملٍ حرّ.

ختامًا، قد يبدو بناء التواجد الرقمي أمرًا معقّدًا لكثير ممن يحاولون الدخول للمجال، لكنّه في النهاية مقاربٌ جدًا لإدارة فرعٍ جديدٍ لعملك، كلّ ما عليك هو فهم طريقة عمل هذا الفرع، ومن يمكنه أن يساعدك في تأسيسه، وما هي القيود المرتبطة بالعمل في هذا المجال، ومن ثم يمكنك اتّخاذ قراراتٍ صائبةٍ على بصيرة، تحقق أهدافك دون هدر.

تم النشر في: التسويق الإلكتروني

رابط المصدر

شاركها.