تقترب أول محطة طاقة نووية في إحدى دول غرب أفريقيا من أن تصبح حقيقة واقعة أخيرًا، منذ بزوغ الحلم في ستينيات القرن الماضي.

وقال مسؤول بوزارة الطاقة في غانا، إن بلاده ستختار في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 الشركة أو الشركات المطورة لأول محطة طاقة نووية هناك.

وتتنافس شركات عالمية للفوز بالعقد، وهي شركة “إي دي إف” الفرنسية (EDF) ونوسكيل باور (NuScale Power) و”ريغنوم تكنولوجي غروب” الأميركيتان (Regnum Technology Group).

كما تضم قائمة المنافسين المؤسسة الوطنية النووية الصينية وشركة كيبكو الكورية الجنوبية (Kepco) وشركتها التابعة “كوريا هيدور هيدرو نيوكلير باور كوربوريشن” وشركة روساتوم الروسية (ROSATOM).

أول محطة طاقة نووية في غانا

يقول نائب مدير قسم الطاقة النووية والبديلة في وزارة الطاقة روبرت سوغبادجي، إنّ عقد تطوير المحطة النووية الأولى في غانا سيمتد على مدار العقد المقبل.

وسيوافق مجلس الوزراء على الاختيار النهائي للمطور، الذي ربما يكون منفردًا، أو اثنين، بناءً على النموذج المالي والتفاصيل الفنية.

وبدأ الحلم النووي لغانا في ستينيات القرن الماضي، لكن انقلابًا على الحكم أحبطه، ثم عاد للحياة في عام 2006 بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب أزمة كهرباء مدمرة.

المسؤول بوزارة الطاقة روبر سوغبادجي- الصورة من “إنرجي غانا ماغازين

وكانت 16 شركة قد استجابت لطلب الحكومة للمشاركة، وقلّص فريق فني، يضم أجهزة حكومية على رأسها وزارة الطاقة، العدد إلى الـ5 شركات المذكورة.

ويقول المسؤول، إن الحكومة وفّرت موقعًا لبناء المشروع قادرًا على استيعاب ما يصل إلى 5 مفاعلات نووية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وتفضل الحكومة اتفاقًا للبناء والامتلاك والتشغيل والنقل، مع إفساح المجال للشركات المحلية لحيازة الأسهم.

وتستهدف غانا -التي تعاني من أزمة انقطاع التيار- زيادة مساهمة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء إلى نحو ألف ميغاواط بحلول عام 2034.

وتصل القدرات المركبة للكهرباء في غانا حاليًا إلى 5 آلاف و454 ميغاواط، منها 4 آلاف و483 ميغاواط قيد التشغيل.

وتتوقع غانا أن تصبح الطاقة النووية المصدر الرئيس للكهرباء من أجل زيادة الصادرات إلى بنين وساحل العاج وتوغو ودول أخرى من خلال تجمع كهرباء غرب أفريقيا (WAPP).

الطاقة النووية في أفريقيا

تعدّ غانا إحدى دول أفريقيا التي يعاني فيها أكثر من 600 مليون نسمة من الحرمان من الكهرباء، ولذلك جاءت فكرة إنشاء أول محطة نووية لسدّ الفجوات بين العرض والطلب باستعمال قدرات المفاعلات النووية.

وسبقت غانا بوركينا فاسو وأوغندا اللتان أبرمتا اتفاقيتين مع روسيا والصين لبناء أول محطة طاقة نووية في كلا البلدين.

كما تعمل كينيا والمغرب وناميبيا على إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الكهرباء المحلي هناك.

وتدير جنوب أفريقيا محطة الطاقة النووية الوحيدة في القارة السمراء، كما تتطلع إلى زيادة الإنتاج بمقدار ألفين و500 ميغاواط لحلّ أزمة انقطاع الكهرباء المتفاقمة هناك.

مواطن أمام محطة "كودانكولام" للطاقة النووية
مواطن أمام محطة “كودانكولام” للطاقة النووية- الصورة من “سبوتنيك إنديا”

وبالشراكة مع روسيا، تطور مصر محطة الضبعة النووية التي شهدت في يناير/كانون الثاني (2024) بدء صب الخرسانة بقاعدة الوحدة الرابع بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين.

يقول السيسي، إن أزمة إمدادات الطاقة العالمية أبرزت أهمية قرار القاهرة الإستراتيجي بإحياء البرنامج النووي السلمي من أجل توفير إمدادات آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري وتقلّبات أسعاره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.