انتقد الرئيس التنفيذي لعملاقة الطاقة الروسية شركة روسنفط (Rosneft) إيغور سيتشين زيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط الخام، التي تبدد محاولات أوبك+ لخفض إنتاج النفط.

ويُقصد بالطاقة الإنتاجية الفائضة الفرق بين أقصى طاقة يمكن أن تنتجها الدولة وإنتاجها الحالي، وتؤدي دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات أسعار النفط، بسبب العلاقة العكسية بين حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة وأسعار النفط وبين نوعية النفط الفائض وأسعار النفط.

ويؤدي توافر طاقة إنتاجية من النفط الخفيف دورًا أكبر في تخفيض أسعار الخام مما لو كان هذا النفط ثقيلًا، وفق تقارير ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

واتفق بعض أعضاء تحالف أوبك+ (ومن بينهم روسيا) يوم الأحد 2 يونيو/حزيران (2024) على التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا على مدار عام يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول.

كما اتفقوا على الإبقاء على تخفيضين آخرين بإجمالي 3.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2025 المقبل.

جهود تحالف أوبك+

أشار الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط الروسية إيغور سيتشين إلى أن الطاقة الإنتاجية الفائضة لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق مجتمعين تبلغ 5.6 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل 13% من إنتاج أوبك+ حاليًا.

وأضاف: “ربما يكون قيام كلًا من شركات الغرب والشرق الأوسط ببناء احتياطيات كما نرى هو بناء على توقع لتغيرات سوقية خطيرة”.

وتابع: “وجود تلك (البراميل الوهمية) والتي يمكن أن يكون لها تأثيرًا واسع النطاق في السوق، تبدد آثار الخفض الطوعي لحصص الإنتاج التي اتخذها المشاركون الرئيسيون في أوبك”.

رئيس روسنفط في لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- الصورة من وكالة رويترز

ولطالما كانت أرقام طاقة الإنتاج للدول الأعضاء في أوبك+ مثار خلاف، وهي تساعد التحالف في تحديد أرقام الإنتاج الأساسية التي بناء عليها تكون التخفيضات، وفق ما جاء في تقرير لوكالة رويترز.

وكانت الإمارات العضو الوحيد في أوبك+ الذي حصل على حصة إنتاج أعلى بمقدار 300 ألف برميل يوميًا.

بدوره، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي التزام بلاده تجاه تحالف أوبك+ وتجاه المستهلكين، مشيدًا بدور التخفيضات الطوعية في دعم استقرار أسواق النفط.

وتميل الدول الأعضاء إلى إعطاء تقديرات إنتاج أعلى للحصول على حصص إنتاج أعلى بعد تطبيق التخفيضات ومن ثم زيادة الإيرادات.

ويضم تحالف أوبك+ أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، بالإضافة إلى 10 دول هي روسيا وأذربيجان والبحرين وبروناي وماليزيا وقازاخستان والمكسيك وسلطنة عُمان والسودان وجنوب السودان.

وقالت روسيا والسعودية وهما أكبر مصدرين للنفط في العالم إنهما ربما تتوقفان مؤقتًا أو تتراجعان عن الزيادة في إنتاج النفط في حالة شح إمدادات السوق.

أسعار النفط

ربط الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط بين أسعار النفط وقرارات أوبك+ الأخيرة، قائلًا إن الأسعار بالسوق انخفضت بعد القرار الأخير لوزراء الدول المشاركة في تحالف أوبك+.

وتراجعت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي ليقترب خام برنت المرجعي من أدنى مستوى له في 4 أشهر عند أقل من 77 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء (4 يونيو/حزيران)، ثم استعاد السوق قوتها ليرتفع السعر إلى أكثر من 79 دولارًا بنهاية الأسبوع.

ولفت رئيس روسنفط إلى أن هناك العديد من الشكوك في السوق مثل نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر عقدها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2024).

كما قال إن ميزانيات معظم دول أوبك+ كانت قادرة على تحمل الانخفاض المحتمل في أسعار النفط وهو ما كان ستعوّضه -جزئيًا أو كليًا- الزيادة في المعروض.

وأوضح رئيس شركة روسنفط أن انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى إزالة القيود المرتبطة بسقف أسعار النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022).

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ خلال 2025:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2025

مفاجآت أوبك+

وصف بنك الاستثمار السويسري “يو بي إس” قرارات تحالف أوبك+ الأخيرة بأنها تمثّل “العديد من المفاجآت”؛ إذ بموجبها تقرر تمديد تخفيضات الإنتاج للمجموعة البالغة 1.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية 2025، بعدما كان مقررًا أن تنتهي في نهاية 2024 الجاري.

كما مدد التحالف تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا لـ8 دول أعضاء، لمدّة 3 أشهر حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2024.

وأيضًا، كشف التحالف عن خطة للإلغاء التدريجي لهذه التخفيضات على أساس شهري من أكتوبر/تشرين الأول 2024 وحتى سبتمبر/أيلول 2025.

وتوقع المحلل في “يو بي إس” جيوفاني ستانوفو أن تشهد السوق تقلبات في الأسعار على المدى القريب، بسبب التصور المختلف للقرار؛ إذ يعتقد بعض المشاركين بالسوق أن أوبك+ قد يُغرق السوق.

ولفت ستانوفو إلى أن التحالف ما يزال يتمتع بالمرونة، ومن المرجّح أن يُنتج المزيد فقط إذا اعتقد بأن السوق ستستوعب هذه البراميل الإضافية، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول، على أقرب تقدير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.