شهدت الطاقة النووية في أميركا دخول وحدة جديدة بمحطة فوغتل بولاية جورجيا حيز التشغيل التجاري، بعد توصيلها بشبكة الكهرباء، ليسدل الستار على أول محطة جديدة تُبنى في البلاد منذ أكثر من 30 عامًا.
وأعلنت شركة جورجيا باور (Georgia Power) خلال هذا الأسبوع دخول مفاعل الوحدة 4 في محطة فوغتل للطاقة النووية -القريبة من مدينة واينيسبور- إلى حيز التشغيل التجاري، بعد توصيله بشبكة الكهرباء في مارس/آذار 2024.
وجاء تشغيل هذا المفاعل في إطار مشروع توسعة محطة فوغتل، الذي بدأ منذ 11 عامًا، لإضافة مفاعليْن جديديْن إلى قدرتها التوليدية، لتصبح أكبر محطات الطاقة النووية في أميركا، بحسب تقرير أميركي حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).
ثاني مفاعل يدخل حيز التشغيل في عام
تبلغ قدرة مفاعل الوحدة 4 في محطة فوغتل قرابة 1.1 غيغاواط، وهو ثاني مفاعل يدخل حيز التشغيل التجاري في أقل من عام، إذ جرى تشغيل مفاعل الوحدة 3 بقدرة 1.1 غيغاواط خلال يوليو/تموز 2023.
وبدأ تشغيل أول مفاعلين في محطة فوغتل للطاقة النووية بقدرة 2.43 غيغاواط في عامي 1987 و1989، ومن المتوقع أن يرفع المفاعلان الجديدان إجمالي قدرة التوليد في المحطة إلى ما يقرب من 5 غيغاواط، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية مطلع مايو/أيار 2024.
وكانت محطة بالو فيردي بولاية أريزونا أكبر محطات الطاقة النووية في أميركا بقدرة 4.21 غيغاواط، قبل تشغيل المفاعليْن الجديديْن في محطة فوغتل، لتصبح الأولى على مستوى البلاد.
وبدأت أعمال بناء مفاعلات الوحدتين 3 و4 في محطة فوغتل في عام 2009، وكان من المتوقع أن تبلغ تكلفتهما 14 مليار دولار، على أن يبدأ تشغيلهما التجاري في عامي 2016 و2017، لكن المشروع واجه تأخيرات طويلة في البناء، ما أدى إلى زيادة التكاليف.
وتقدر شركة جورجيا باور المالكة للمحطة بمفاعلاتها الـ4 التكلفة الإجمالية للمشروع بعد تشغيل المفاعلين بأكثر من 30 مليار دولار، ما يشير إلى أكثر من ضعف التكلفة الأولية المخططة، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويبدأ تاريخ التشغيل التجاري لمشروعات الطاقة النووية في أميركا عندما يسلم القائمون على البناء المفاعل إلى المالك أو المشغل للمحطة، ما يعني أن المفاعل قد دخل مرحلة التشغيل التجاري رسميًا.
أسطول الطاقة النووية في أميركا
لا توجد مفاعلات نووية قيد الإنشاء حاليًا في الولايات المتحدة، لكنها تضم أكبر أسطول تجاري للطاقة النووية في العالم بقدرة إجمالية تصل إلى 97 غيغاواط.
وبلغت حصة الطاقة النووية في أميركا من إجمالي الإنتاج المحلي للكهرباء قرابة 19%، لتحتل المركز الثاني في مصادر التوليد بعد الغاز الطبيعي الذي يشكل 43% من إجمالي التوليد، بحسب أحدث بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة عن مزيج الكهرباء الأميركي عام 2023.
ولا ينتج عن توليد الكهرباء من المفاعلات النووية أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، كما يمكن لها أن توفر كميات كبيرة من الكهرباء البديلة للتوليد من الفحم أو الغاز الطبيعي.
وعلى الرغم من خروج عدد من المفاعلات النووية في أميركا من الخدمة خلال السنوات الأخيرة، فإن الاهتمام بها زاد -مؤخرًا- للمساعدة على تقليل البصمة الكربونية لقطاع الكهرباء في البلاد.
وتستعمل المفاعلات الجديدة في محطة فوغتل للطاقة النووية أحدث تصميمات المفاعلات لشركة وستنغهاوس إلكتريك الأميركية (Westinghouse Electric) الذي يحمل العلامة (AP1000).
ويتميز تصميم هذا المفاعل بكونه أبسط من تقنيات مفاعلات الجيل السابق، كما يشغل مساحة أصغر، بالإضافة إلى تمتعه بأنظمة أمان ذاتية يمكنها أن تغلق المفاعل دون الحاجة إلى أي إجراء من جانب المشغل أو أي مصدر كهرباء خارجي.
وتعد محطة فوغتل أول المتبنين لنشر هذا الطراز من المفاعلات النووية الجديدة على مستوى أميركا، وكان من المقرر بناء مفاعلين من هذا النوع في ولاية كارولينا الجنوبية، لكن شركات المرافق أوقفت أعمال البناء هناك في عام 2017، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..