شهد مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات صفقة شراكة ضخمة مع 4 شركات عالمية، في خطوة تدعم جهود أبوظبي نحو التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون.

ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” اتفاقًا مع كل من شركات “بي بي”، و”ميتسوي وشركاه”، و”شل”، و”توتال إنرجي”، ليصبحوا شركاء في مشروع الرويس للغاز المسال منخفض الانبعاثات.

بموجب الاتفاقية التي شهد مراسم توقيعها ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ستحصل كل شركة على حصة 10% في مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، في حين تحتفظ “أدنوك” بحصّة الأغلبية، البالغة 60%.

وقَّع الاتفاق كلٌّ من العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ “أدنوك” ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان أحمد الجابر، والرئيس التنفيذي لشركة “بي بي” موراي أوشينكلوس، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة “ميتسوي وشركاه” كينيتشي هوري، والرئيس التنفيذي لشركة “شل” وائل صوان، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجي” باتريك بويانيه.

جانب من الاجتماع مع شركاء مشروع الرويس – الصورة من مكتب أبوظبي الإعلامي (10 يوليو 2024)

شراكة إستراتيجية

التقى ولي عهد أبوظبي عددًا من رؤساء وممثّلي شركات الطاقة العالمية، لمناقشة مستقبل قطاع الطاقة، والجهود التي تبذلها الإمارات لضمان تحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة، والمساعي الهادفة إلى تبنّي أحدث الابتكارات والحلول التقنية لتعزيز جهود التعاون الدولي في هذه المجالات الحيوية.

تؤكد الشراكات النوعية مكانة أبوظبي بصفتها وجهة عالمية موثوقة للاستثمارات الرائدة، وتستند إلى “قرار الاستثمار النهائي” لمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، الذي اعتُمِدَ الشهر الماضي من قِبل الشيخ خالد بن محمد بن زايد، بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة “أدنوك”.

وأكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد أن إمارة أبوظبي تواصل ترسيخ مكانتها وجهة رائدة وموثوقة للشراكات الإستراتيجية والاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة، تماشيًا مع التزام البلاد بتوظيف الحلول التقنية المبتكرة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستوى الوطني.

وأوضح أن الإمارات تواصل تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة، من خلال الاستثمار بمشروعات الطاقة النظيفة والمبادرات منخفضة الكثافة الكربونية، وتعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي مع الشركاء في قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم، لدعم المبادرات التي تسهم بتعزيز التنمية المستدامة في القطاعات والصناعات الحيوية.

وأكَّد اهتمام قيادة الإمارات بتطوير مهارات وكفاءات الكوادر الوطنية، من خلال دعم الاستثمار في مجالات البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية لتبادل الخبرات والمعارف، وفتح آفاق جديدة للابتكار في مجال الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

الغاز المسال في الإمارات

قال سلطان الجابر: “نرحّب بانضمام كل من بي بي وميتسوي وشل وتوتال إنرجي شركاء في مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، المخطط أن يكون واحدًا من أقل المشروعات من نوعه من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم”.

وأضاف: “كلّنا ثقة بأن المشروع العالمي سيسهم في تمكين أدنوك من توفير المزيد من الغاز منخفض الكربون لتلبية النمو الكبير في الطلب على هذا المورد الحيوي، ومساعدة العالم على الانتقال إلى الطاقة النظيفة المستقبلية”.

جانب من توقيع اتفاقية الشراكة لمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات
جانب من توقيع اتفاقية الشراكة لمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات – الصورة من مكتب أبوظبي الإعلامي (10 يوليو 2024)

وأشار إلى أن مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات سيسهم بتسريع جهود النمو والتقدم والتطور في مدينة الرويس الصناعية لبناء منظومة صناعية متكاملة وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين الإماراتيين من أصحاب المهارات في القطاع الخاص.

ومن المقرر تغذية مشروع الرويس للغاز المسال من الكهرباء النظيفة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة والنووية، والاستفادة من أحدث التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة، ليكون إحدى أقل منشآت الغاز الطبيعي المسال من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية عالميًا، بحسب ما تصفها شركة أدنوك.

صفقات الغاز المسال

بشكل منفصل، أبرمت “أدنوك” اتفاقيات جديدة طويلة الأمد لبيع الغاز المسال إلى شركاء دوليين، ومن بينها اتفاقية لبيع مليون طن متري سنويًا لشركة شل، واتفاقية أخرى لبيع شركة “ميتسوي وشركاه” 0.6 مليون طن متري سنويًا، ما سيُسهم في رفع الطاقة الإنتاجية الملتزَم ببيعها من مشروع الرويس إلى 70%.

ومن المخطط أن يكون مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، الذي يُطَوَّر حاليًا في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، أول منشأة لتصدير الغاز المسال تعمل بالطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ ستوظِّف أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة التشغيلية.

وسيضُم المشروع خطَّين لتسييل الغاز الطبيعي، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما 4.8 مليون طن متري سنويًا، وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن متري سنويًا.

وسيُسهم المشروع في رفع الطاقة الإنتاجية لأدنوك من الغاز المسال في الإمارات بأكثر من الضعف، لتصل إلى نحو 15 مليون طن سنويًا، كما يدعم مساعي الشركة المستمرة لتوسعة محفظة أعمالها الدولية في مجال الغاز المسال منخفض الكربون.

ونجحت أدنوك خلال الأشهر الماضية بتوقيع صفقات تصديرية طويلة الأجل من المشروع؛ ففي ديسمبر/كانون الأول 2023، وقّعت البنود الرئيسة لتوريد ما لا يقلّ عن مليون طن سنويًا (1.36 مليار متر مكعب) من الغاز المسال لمدة 15 عامًا، مع شركة “إي إن إن” للغاز الطبيعي المسال (ومقرّها سنغافورة)، المملوكة لإحدى أكبر شركات الطاقة الخاصة في الصين.

كما وقّعت الصفقة التصديرية الثانية في مارس/آذار 2024، مع شركة “سيفي” للتجارة والتسويق (مقرّها سنغافورة)، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة سيفي الألمانية، وتضمّنت الاتفاقية توريد مليون طن سنويًا (1.36 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عامًا من مشروع الرويس للغاز المسال منخفض الانبعاثات، لتسهم المنشأة في تنويع إمدادات ألمانيا من الغاز الطبيعي.

وفي مايو/أيار 2024، وقّعت أدنوك ثالث اتفاقية تصديرية مع شركة إنرجي بادن فورتمبيرغ (EnBW)، إحدى أكبر شركات الطاقة في ألمانيا، وتتضمن تصدير 600 ألف طن متري سنويًا (0.816 مليار متر مكعب) من الغاز المسال لمدة 15 عامًا.

وتخضع مشاركة كل من “بي بي”، و”ميتسوي وشركاه”، و”شل”، و”توتال إنرجي”، في المشروع للموافقات التنظيمية المعتادة.

جانب من توقيع اتفاقية الشراكة لمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات
جانب من توقيع اتفاقية الشراكة لمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات – الصورة من مكتب أبوظبي الإعلامي (10 يوليو 2024)

تجارة الغاز المسال

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة “بي بي” موراي أوشينكلوس: “تفخر شركة بي بي بالانضمام إلى أدنوك في تنفيذ خططها الخاصة بمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، ما يعزز شراكتنا الإستراتيجية طويلة الأمد، إذ تقدّم هذه الشراكة دليلًا على استثمارنا لتطوير وتنمية مشروعات الغاز في الشرق الأوسط، ضمن مساعينا المستمرة لتطوير أعمالنا في مجال الغاز المسال على مستوى العالم”.

وبدوره، قال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “ميتسوي”، كينيتشي هوري: “نحن على ثقة بأن الغاز المسال سيستمر في القيام بدور محوري في ضمان إمدادات مستقرة من الطاقة والتصدي لتداعيات تغير المناخ، ويتماشى مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات بشكل مثالي مع إستراتيجية الشركة”.

وأضاف: “يسعدنا أن نتعاون مع أدنوك التي نرتبط معها بعلاقة إستراتيجية راسخة مستمرة لأكثر من 50 عامًا، مع بي بي وشل وتوتال إنرجي، شركائنا العالميين على المدى الطويل في قطاع الطاقة، ونحن متحمسون للبدء في هذا التعاون الجديد مع شركائنا، وملتزمون بالإسهام في نجاحه”.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “شل”، وائل صوان: “يسعدنا البناء على شراكتنا طويلة الأمد مع أدنوك، من خلال مشروع الرويس للغاز المسال، وتماشيًا مع إستراتيجية الشركة الهادفة إلى خلق المزيد من القيمة بأقلّ الانبعاثات، فإننا نستثمر في تطوير قدرات إضافية للغاز المسال، ونواصل تنمية محفظة أعمالنا الرائدة عالميًا في هذا المجال من خلال مشروعات موفرة للطاقة وتنافسية من حيث انبعاثات الكربون”.

ومن ناحيته، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجي”، باتريك بويانيه: “نحن سعداء بتعزيز التعاون مع أدنوك شريكنا الإستراتيجي من خلال تطوير هذا المشروع الواعد للغاز المسال، إذ التزمت كل من توتال إنرجي وأدنوك العام الماضي خلال قمة المناخ “كوب 28” بالقيام بدور رائد في دعم “ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز”، الذي يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع الطاقة”.

وأضاف: “نسعى إلى تنفيذ هذا الالتزام من خلال شراكتنا بمشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، الذي من المخطط أن يكون واحدًا من أقل منشآت الغاز المسال في العالم من حيث كثافة الكربون، إذ يكتسب المشروع أهمية إضافية في ضوء الدور المحوري للغاز الطبيعي بصفته وقودًا انتقاليًا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.