تستهدف خطط زيادة إنتاج النفط في الكويت استثمارات بنحو 33 مليار دولار خلال السنوات الـ5 المقبلة، في خطوة من شأنها زيادة الطاقة الإنتاجية إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا بحلول 2035.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف الصباح، في تصريحات صحفية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن): “نحن نتطلع إلى القيام باستثمارات ضخمة.. ليس فقط للحفاظ على قدرتنا الإنتاجية، ولكن تنميتها كما تدعونا إستراتيجيتنا إلى القيام بذلك”.
تأتي خطط لزيادة طاقة إنتاج النفط في الكويت وسط توقعات متفائلة من كبار المنتجين والتجار الآخرين، مثل “توتال إنرجي” و”فيتول غروب”، باستمرار الطلب على النفط حتى عام 2050 وما بعده.
وقال نواف الصباح: “من سيلبي الطلب على النفط؟.. نحن نقدّم أقل تكلفة وأقل كثافة للكربون، ونعتزم الاستمرار في ذلك لسنوات قادمة”.
استثمارات مؤسسة البترول الكويتية
تعدّ استثمارات مؤسسة البترول الكويتية جزءًا من برنامج استثماري بقيمة 20 مليار دينار (65 مليار دولار) بدأ في أبريل/نيسان، ويغطي العديد من الأنشطة، بما فيها أنشطة الاستكشاف إلى البتروكيماويات.
ويستهدف قسم التنقيب والإنتاج في مؤسسة البترول الكويتية زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 3.2 مليون برميل يوميًا في العام المقبل، على أن تصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول 2035.
وسجل إنتاج الكويت من النفط خلال أكتوبر/تشرين الأول 2024 تراجعًا بنحو 14 ألف برميل يوميًا، عند 2.42 مليون برميل يوميًا، مقابل 2.43 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2024، وفق أحدث تقرير شهري من “أوبك”.
وقال نواف الصباح: “مع تراجع إنتاج حقول النفط في العديد من البلدان، هناك حاجة متزايدة لتلك التي يمكنها توفير إنتاج مستقر، مع توقعات أن تبقى سوق الطلب على النفط -حتى عام 2050 وما بعده- كما هي الآن بشكل أو بآخر”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى استبدال ما لا يقل عن 3 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية سنويًا من الحقول الموجودة في جميع أنحاء العالم.. وهو ما ما يعني إنتاج يوازي ما تنتجه الكويت سنويًا”.
خطة التمويل
تتطلب خطة التمويل الخاصة بمؤسسة البترول الكويتية للاستثمار في زيادة إنتاج النفط تحمُّل المزيد من الديون، إذ تستعمل المؤسسة تسهيلات ائتمانية متجددة للعمليات اليومية، وتدرس خيارات تمويل أخرى -بما في ذلك صفقات محتملة لبيع حصص في خطوط الأنابيب الخاصة بها- للمشروعات المستقبلية.
وقال الشيخ نواف الصباح: “نبحث عن مصادر توفير أرخص، وإذا كان الأمر يتعلق بصفقة بيع حصص من خطوط الأنابيب، التي ستكون مفتوحة للمستثمرين المحليين والأجانب، على غرار أرامكو وأدنوك مؤخرًا، فسنمضي في ذلك”.
وأوضح الصباح أن لدى مؤسسة البترول الكويتية مصادر تمويل متعددة، إلّا أن اللجوء لأسواق الأسهم، كما فعلت أرامكو السعودية، ليس مطروحًا للنقاش، مشيرًا إلى أن إحدى الأفكار التي تسعى إلى تحقيقها هي السماح للشركات المحلية غير الحكومية “بالاضطلاع بالعديد من الأنشطة غير الأساسية التي نقوم بها حاليًا”، مثل إنتاج بعض المواد الكيميائية.
ووصف الشيخ نواف الصباح إنهاء إنتاج الوقود الأحفوري دون توفير بديل موثوق فيه ووفير يشبه “دعوة البشرية للقفز من الطائرة ثم محاولة اختراع مظلة خلال الوقوع”.
وتواجه خطة زيادة إنتاج النفط في الكويت تحديات متعلقة بحصّة البلاد الإنتاجية لدى “أوبك+”، البالغة نحو 2.4 مليون برميل يوميًا.
وبالإضافة إلى البرنامج الاستثماري البالغ قيمته 20 مليار دينار، تخطط مؤسسة البترول الكويتية لإنفاق نحو 110 مليارات دولار على إستراتيجيتها لصافي الانبعاثات الكربونية الصفرية لعام 2050، وسيُخصص جزء منها لاحتجاز الكربون والطاقة الشمسية.
وبهدف تحقيق الكفاءة، ستدمج الشركة بعض الوحدات على مدى عامين، إذ ستُدمَج أقسام التنقيب والاستكشاف، وكذلك شركتان في أعمال التكرير والتصدير، وستُشغَّل وحدة جديدة لتجارة الوقود، مقرّها دبي، في النصف الأول من 2025.
واختبرت مؤسسة البترول الكويتية هذا العام البيع الفوري لشحنات الخام الخفيف للغاية والخام الثقيل لوجهات غير محددة، إذ لم يكن حجم إنتاجهما كبيرًا بما يكفي لإصدار عقود توريد طويلة الأجل، وما تزال الشركة تقيّم النتيجة.
كما تعدّ الكويت الآن مزودًا رئيسًا لوقود الطائرات للاتحاد الأوروبي، إذ توفر أكثر من 12% من الطلب السنوي للكتلة، البالغ 40 مليون طن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: