يترقب قطاع توليد الكهرباء بالفحم في الهند طفرة كبيرة من أجل تلبية الطلب المتزايد سريعًا في البلد صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يسهم الفحم بأكثر من نصف إنتاج الكهرباء، بسبب توافره ورخص أسعاره مقارنة بالمصادر الأخرى.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الكهرباء مستهدفات زيادة قدرات محطات الفحم بمقدار 80 غيغاواط، بتكلفة 6.67 لاك كرور روبية (80 مليار دولار) لتلبية الطلب المتوقع على توليد الكهرباء بحلول عام 2031-2032.

كما رفعت شركة كول إنديا (Coal India) توقعاتها لإنتاج الفحم إلى مليار طن بحلول العام المالي 2025-2026، وإلى مليار و90 مليون طن في 2028-2029.

قدرات توليد الكهرباء بالفحم في الهند

وضعت الهند هدف الخروج التدريجي للفحم من مزيج الكهرباء تحقيقًا لأهداف إزالة الكربون والحياد الكربوني في 2070، غير أنها تقول، إنه أساس لتلبية الطلب المتزايد.

وبناءً على دراسات التخطيط التي أجرتها الهيئة المركزية للكهرباء (CEA)، يجب أن تصل القدرات المركبة لتوليد الكهرباء بالفحم والفحم البني إلى 283 غيغاواط لتلبية الطلب المتوقع على الكهرباء.

محطة موندا لتوليد الكهرباء بالفحم في الهند- الصورة من صحيفة “هيندو بيزنس لاين”

يمثّل ذلك ارتفاعًا من 217.5 غيغاواط من القدرات المركبة حاليًا، وفق تقرير صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” المحلية (The economic times).

وبناءً على ذلك، تقترح الحكومة بناء قدرات إضافية بقدرات لا تقلّ عن 80 غيغاواط بحلول العام 2031-2032.

(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان، وينتهي في 31 مارس/آذار من العام اللاحق له).

وستصل تكلفة رأس المال المتوقعة لبناء القدرات الحرارية الجديدة إلى 8.34 كرور لكل ميغاواط، بناءً على مستوى الأسعار في العام 2021-2022.

وبذلك، تصل التكلفة الإجمالية لقدرات الفحم الجديدة بحلول العام المالي 2031-2032 إلى 6.67 لاك كرور روبية بما يعادل 80 مليار دولار.

الروبية= 0.012 دولارًا أميركيًا

لاك كرور يساوي تريليون روبية

مناجم الفحم في الهند

توجد الهند بين أكثر البلدان اعتمادًا على الفحم في العالم، وهو ما يوضحه الرسم البياني أدناه، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة:

أكثر 10 دول اعتمادًا على الفحم في العالم

كما تحتضن على أراضيها ثاني ورابع أكبر 5 مناجم للفحم في العالم، هما حقلا جيفرا وكوسموندا وتديرهما شركة كول إنديا (Coal India).

وينتج الحقلان أكثر من 100 مليون طن من الفحم سنويًا، تشكّل قرابة 10% من إجمالي إنتاج الفحم في الهند.

وعلى نحو خاص، بلغ إنتاج منجم جيفرا الذي دخل حيز التشغيل في عام 1981، 59 مليون طن من الفحم في العام المالي المنصرم 2023-2024.

ويحتوي الحقل الضخم على احتياطيات تكفي لتلبية احتياجات الكهرباء على مدار العقد المقبل، وفق بيان صحفي منشور عبر موقع الحكومة الرسمي.

منجم جيفرا ثاني أكبر مناجم الفحم في العالم
منجم جيفرا ثاني أكبر مناجم الفحم في العالم- الصورة من صحيفة “تايمز أوف إنديا”

الطلب على الكهرباء في الهند

توقّع وزير الكهرباء في الهند بانكاج أجاروال ارتفاع الطلب إلى 400 غيغاواط بحلول العام المالي 2031-2032، في زيادة بنسبة 4.2% عن توقعات سابقة عند 384 غيغاواط.

ولتلبية هذا الطلب المتزايد بفعل النشاط الاقتصادي وارتفاع درجات الحرارة، أشار الوزير إلى الحاجة لزيادة إجمالي قدرات التوليد المركبة إلى 900 غيغاواط بحلول ذلك الموعد.

وحتى شهر مايو/أيار (2024)، وصلت القدرات المركبة لتوليد الكهرباء إلى 444.7 غيغاواط، منها 242.9 غيغاواط من محطات الفحم، و193.6 غيغاواط من محطات طاقة الرياح، و8.1 غيغاواط من الطاقة النووية.

يُشار هنا إلى أن الهند وضعت هدف بناء 500 غيغاواط من القدرات المركبة لمصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وفق تقرير منفصل لصحيفة “ذا إيكونوميك تايمز“.

وفي السياق ذاته، تستهدف الحكومة رفع القدرات المركبة لتوليد الكهرباء من مصادر غير أحفورية، لتشكّل 50% من توليد الكهرباء بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، ارتفاعًا من 45.5% حاليًا.

توقعات إنتاج الفحم

رفعت شركة “كول إنديا” الحكومية توقعاتها لإنتاج الفحم إلى مليار طن بحلول العام المالي 2025-2026، من أجل تلبية الطلب ودعم إستراتيجية “الهند المعتمدة على نفسها” (تمانيربار بهارات).

يمثّل الرقم ارتفاعًا من إنتاج 773.6 مليون طن في العام المالي المنصرم 2023-2024، وفق تقرير لصحيفة “تيليغراف إنديا” (Telegraph India).

وفي العام الجاري 2024-2025، تقول الشركة، إن الإنتاج سي، بقدرة إنتاج تصل إلى 896 مليون طن سنويًا.

وبحسب الشركة التي تُعدّ أكبر شركات التعدين في العالم، فالمشروعات المذكورة في مراحل مختلفة من عمليات التطوير وجزء من إستراتيجية زيادة الإنتاج المحلي وتلبية الطلب المستقبلي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.