يتأثر زيت الوقود الروسي بالأحداث المتلاحقة التي غيّرت خريطة الشراء، وتسببت في تأرجح معدل الصادرات، مثل بقية مصادر الطاقة الأخرى.

وحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يزيد على عامين، فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على صادرات موسكو من المشتقات النفطية بدءًا من فبراير/شباط 2023، ومنذ ذلك الحين تباين حجم الصادرات.

وأعادت روسيا فتح منافذ جديدة لشحناتها، وتوجهت غالبية الصادرات إلى دول آسيوية بالإضافة إلى بعض الوجهات الأفريقية.

وفي شهر أبريل/نيسان 2024، كان للهند ومصر نصيب الأسد من شحنات روسيا المنقولة بحرًا، سواء زيت الوقود (Fuel Oil) أو زيت الوقود الناتج عن التقطير التفريغي (Vacuum gasoil).

بيانات صادرات أبريل

بلغت صادرات زيت الوقود الروسي وزيت الوقود عن التقطير التفريغي، ما يصل حجمه إلى 3.32 مليون طن، الشهر الماضي.

وتسجل هذه الكميات تراجعًا بنسبة 10% على أساس شهري، مقارنة ببيانات شهر مارس/آذار السابق له.

وكانت الهند على رأس وجهات الصادرات الروسية في أبريل/نيسان، بشحنات لزيت الوقود المباشر والناجم عن التقطير التفريغي قُدرت بنحو 600 ألف طن متري، ارتفاعًا من 400 ألف طن متري في مارس/آذار.

*(طن المشتقات النفطية = 7.3 برميلًا)

وقُدرت صادرات روسيا إلى نيودلهي من زيت الوقود خلال الشهر ذاته، بنحو 112 ألف برميل يوميًا، وفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) من مزود البيانات كبلر.

ناقلة نفط بجوار منشأة تخزين روسية – الصورة من بلومبرغ

وصدّرت موسكو إلى محطة مصرية 500 ألف طن متري من زيت الوقود الروسي بنوعيه، ارتفاعًا من 100 ألف طن في الشهر السابق له، حسب تقديرات رويترز.

ويستعمل التجار محطة العين السخنة مرفقًا للتخزين والمزج، ويكثفون من وتيرة الشراء قبل دخول فصل الصيف، لأغراض توليد الكهرباء.

ويبدو أن هذه الوتيرة ستستمر في تحميلات شهر مايو/أيّار الجاري -أيضًا-، إذ قدرت بنحو 200 ألف طن، وفق بيانات رُصدت حتى توقيت كتابة هذا التقرير.

وجهات أخرى

واصلت شحنات زيت الوقود الروسي المنقولة بحرًا انتشارها في وجهات آسيوية وأفريقية في أبريل/نيسان، لكسر قيود الحظر الأوروبي.

ومع سيطرة الهند ومصر على غالبية الشحنات، تراجعت الصادرات إلى الصين من 660 ألف طن في مارس/آذار إلى نحو 450 ألف طن في أبريل/نيسان الماضي، طبقًا لبيانات وحسابات مشتركة بين رويترز ومزود البيانات إل إس إي جي (LSEG).

ورغم اختلاف أرقام الصادرات بين البلدين، فإن الهند والصين كثفتا وتيرة الشراء من زيت الوقود الروسي بنوعيه، للتغلب على ارتفاع سعر خام الأورال.

وكان للإمارات حصة -أيضًا- من هذه الصادرات، وشحنت موسكو 260 ألف طن إلى ميناء الفجيرة في أبريل/نيسان، ارتفاعًا من 60 ألف طن فقط في الشهر السابق له.

وصدّرت موسكو إلى السعودية 200 ألف طن من زيت الوقود الشهر الماضي، انخفاضًا من 490 ألف طن في مارس/آذار.

وتراجعت الصادرات الروسية للسنغال -أيضًا- من 310 آلاف طن في مارس/آذار إلى 100 ألف طن فقط خلال الشهر الماضي.

المصافي وطاقة التكرير

حملت الناقلات في المواني الروسية الشهر الماضي ما يقرب من 399 ألف طن من زيت الوقود بنوعيه، بنظام النقل من سفينة إلى أخرى (Ship-To-Ship)، وتتخذ غالبيتها من آسيا وجهة لها.

ووقع اختيار موردي هذه الشحنات على موقع قرب اليونان ومالطا لنقل الحمولة بين السفينتين، إذ عادة تستعمل روسيا هذه الطريقة في نقل شحنات الطاقة لتجنب العقوبات الأوروبية والأميركية.

احتراق مصفاة روسية بعد هجوم أوكراني
احتراق مصفاة روسية بعد هجوم أوكراني – الصورة من WSJ

وربما يعود انخفاض صادرات زيت الوقود الإجمالية لشهر أبريل/نيسان الماضي إلى ما واجهته مصافي التكرير الروسية، سواء ما يتعلق بحاجة بعض المصافي إلى الصيانة والإصلاحات لحل مشكلات تقنية، أو بسبب الهجمات الأوكرانية بالمُسيّرات.

ورغم هذه العوامل التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، زادت طاقة التكرير بمعدل 13.6% مقارنة بشهر مارس/آذار السابق له.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.