ألغت السلطات في العاصمة السويدية ستوكهولم قرارًا سابقًا يقضي بحظر سيارات الوقود الأحفوري في وسط المدينة؛ ما يمثل انتكاسةً جديدةً لجهود التحول الأخضر بالبلد الإسكندنافي.

وكان من المقرر سريان القرار المُعلَن في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، بدءًا من أواخر العام الجاري في مسعى لخفض مستويات التلوث المرتفعة الناجمة عن قطاع النقل في المدينة.

واشتكى الكثيرون من التلوث الهوائي في ستوكهولم، الذي ينجم عنه تفشي أمراض الرئة بين الأطفال، والوفاة المبكرة لدى كبار السن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

واستحدث العديد من العواصم الأوروبية خُططًا مماثلةً لمواجهة تلوث الهواء، بما في ذلك باريس وأثينا ومدريد، عبر حظرها السيارات العاملة بالديزل، غير أن ستوكهولم ذهبت إلى أبعد من ذلك وحظرت السيارات العاملة بالبنزين كذلك.

رفض الحظر

ألغت ستوكهولم خُطط حظر سيارات الوقود الأحفوري في وسط المدينة بعد رفضها مبدئيًا بوساطة مجلس المدينة، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.

وكان من المخطط دخول قرار حظر سيارات الوقود الأحفوري حيز التنفيذ في 31 ديسمبر/كانون الأول (2024)، والذي يجيز فقط للسيارات الكهربائية وبعض الشاحنات الهجينة ومركبات خلايا الوقود الهيدروجينية، السير في منطقة تتألف من قرابة 20 مربعًا سكنيًا وسط ستوكهولم.

لكن شركات عدة؛ من بينها شركة عقارات وأخرى عاملة في مجال سيارات الأجرة، طعنت في القواعد الجديدة؛ وستتخذ اللجان المختصة في ستوكهولم القرار النهائي بشأن الحظر في وقت لاحق، وفقًا لوثيقة حديثة بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

شارع في العاصمة السويدية – الصورة من euronews

حظر سيارات الوقود الأحفوري

تستهدف ستوكهولم من قرار حظر السيارات الوقود الأحفوري وسط المدينة خفض معدلات التلوث وتقليص الانبعاثات الكربونية، وفق ما أورده موقع يورو نيوز.

وكان من المقرر أن تدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الثاني (2024)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الخبير الاستشاري في الشؤون المرورية والنائب في البرلمان السويدي لارس سترومغرين: “في ستوكهولم ينبغي على الجميع أن يتنفس هواء عليلًا دون أن يمرض”، في منشور كتبه قبل عام على حسابه الشخصي على منصة إكس (“تويتر” سابقًا).

وكشف سترومغرين عن تصوره الحالمِ بمدينة “تحوي أماكن للجلوس ومساحات وفيرة مخصصة للمشي وركوب الدراجات”.

ويُعد قرار حظر السيارات العاملة بالبنزين والديزل هي المرة الأولى التي تتخذ فيها السويد مثل تلك الإجراءات البيئية الصارمة المنظمة للمركبات.

أماكن الحظر في ستوكهولم

غطى قرار حظر سيارات الوقود الأحفوري 20 مربعًا سكنيًا في وسط العاصمة السويدية، بما في ذلك الشوارع الموجودة في مناطق كونغسجاتان، وبيرغر جارلسغاتان، وهامنغاتان، وسفيافاغن.

وتُعد المناطق المذكورة هي الأعلى زخمًا في ستوكهولم، من حيث عمليات توصيل الطعام إلى المواطنين في منازلهم، وفق ما صرح به لارس سترومغرين.

وأشار سترومغرين إلى أنه عبر التحول إلى السيارات الكهربائية، لن تكون عمليات توصيل الطعام إلى المواطنين في منازلهم أكثر استدامة فحسب، بل أكثر هدوءًا كذلك؛ ما يعني ضمان استمرارية تلك العمليات على مدار الساعة.

وبموجب الحظر لا يجوز سوى للسيارات الكهربائية والمركبات منخفضة الانبعاثات بالسير في المناطق التي شملها القرار، كما سيكون مسموحًا للمركبات الهجينة المخصصة لنقل البضائع بالسير في المناطق المذكورة.

وبالمثل، لا تخضع سيارات الطوارئ وتلك المخصصة للمعاقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة لقرار حظر السيارات العاملة بالبنزين والديزل.

ومن الممكن توسيع المنطقة البالغة مساحتها 180 ألف متر مربع، وهو الأمر المتروك للمناقشة في أوائل العام المقبل (2025).

وكان من المخطط في البداية -كذلك- تطبيق قرار حظر سيارات الوقود الأحفوري في مدينة غاملا ستان القديمة في العاصمة السويدية، لكن تلك الخطط أُلغيت، وستصبح تلك المنطقة “بيئية حضرية” مخصصة للمشاة، مع التخطيط لإزالة 130 مكانًا لانتظار السيارات بهدف إفساح المجال للمشي وركوب الدراجات، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة السويدية إس في تي (SVT Nyheter).

سيارات كهربائية في نقطة شحن
سيارات كهربائية في نقطة شحن – الصورة من reneweconomy

رؤية ستوكهولم لمستقبل أخضر

كشف حزب الخضر السويدي، وهو جزء من تحالف “الأحمر-الأخضر” في البلاد، النقاب عن خُطط طموحة لتحقيق الحياد الكربوني في ستوكهولم بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشتمل هذا على طرح مناطق بيئية تطبق أعلى معايير الضوابط واللوائح المنظمة لسير المركبات في المناطق متدنية الجودة؛ بما في ذلك حظر السيارات في مناطق معينة، وخلال أيام معينة، وخفض حركة مرور السيارات الإجمالية بنسبة 30% بحلول عام 2030.

ووفق تقديرات ساقها حزب الخضر، يتعرض ألف شخص من سكان العاصمة السويدية للوفاة المبكرة سنويًا بسبب تلوث الهواء، وهو الرقم الذي ترغب سلطات المدينة في خفضه عبر سن الإجراءات المرورية الجديدة.

وفي العام الماضي (2023)، أعلن الخبير الاستشاري في الشؤون المرورية والنائب في البرلمان السويدي لارس سترومغرين، تخصيص ملياري يورو (2.11 مليار دولار أميركي) لتحسين البنية التحتية للمشاة والدراجات ووسائل النقل العام في ستوكهولم.

*(اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.ستوكهولم تلغي قرار حظر السيارات العاملة بالديزل والبنزين من بلومبرغ.
2.ستوكهولم تحظر سيارات الوقود الأحفوري من يورونيوز.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.