جددت شركة التقنية الفنلندية فارتسيلا اتفاقًا لتقديم خدمات الصيانة إلى 10 من ناقلات الغاز المسال المملوكة لشركة سيبيك ماريتيم الرائدة.
ووفق بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، يتضمن العقد الذي يستمر 16 عامًا تقديم فارتسيلا خدماتها الخاصة بإدارة دورة حياة الناقلات؛ للحفاظ على التنافسية وخفض الانبعاثات وتحقيق وفورات بالوقود وتقليل مخاطر الأعطال.
وتُعد سيبيك -ومقرّها مدينة غلاسكو في إسكتلندا- ثالث أكبر مالك ومشغل مستقل لناقلات الغاز المسال وغاز النفط المسال في العالم.
ولاقى الغاز المسال رواجًا بين الكثير من الشركات والدول بعد أزمة الطاقة التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع عام 2022، لكن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي حذر من فائض كبير بالمعروض في ظل شكوك بشأن انخفاض الطلب.
تفاصيل العقد الجديد
يمثّل العقد الجديد بين فارتسيلا وسيبيك تمديدًا لعقد آخر مبرم بين الشركتين بشأن ناقلات الغاز المسال نفسها.
وبحسب البيان الصحفي الذي نشرته شركة فارتسيلا عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، جرى حجز الطلبية الجديدة خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، ودخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني (2024).
ويستهدف الاتفاق تحسين أداء عمليات صيانة ناقلات الغاز المسال، وزيادة مدة تشغيل محرك الناقلة بين الإصلاحات إلى 30 ألف ساعة، وهو ما سيرفع الدعم إلى مستوى جديد.
وستقدم فارتسيلا خدمات الدعم التشغيلي عن بعد على مدار الساعة، فضلًا عن خدمات الصيانة الوقائية التي يقدمها الخبراء وتوفير قطع الغيار وفق الجداول الزمنية المقررة وخدمات داخل الناقلات لحل المشكلات الأكبر والأكثر تعقيدًا.
كما ستوفر فارتسيلا مديرًا بدوام كامل لشؤون العقد داخل مقر سيبيك في غلاسكو.
ناقلات الغاز المسال
يقول مدير أسطول شركة سيبيك مايكل ماكنول، إن شركة فارتسيلا مزود خدمات دعم موثوق؛ ولذلك لجأوا إليها وسط الاهتمام بتحسين الأداء والصيانة.
ولفت إلى أن خدمات الاتفاق الجديد أعلى من سابقتها، و”ستأخذنا إلى عصر جديد من كفاءة الصيانة”.
بدوره، يؤكد نائب الرئيس لخدمات الصيانة في شركة فارتسيلا مارين، أندريا مورغانتي، أن إجراءات الصيانة “المثالية” لمحركات ناقلات الغاز المسال ومعدتها، تضيف قيمة كبيرة إليها عبر تعزيز الكفاءة وتقليل تكاليف التشغيل.
وأضاف أن نهج الدعم الذي تقدمه فارتسيلا بموجب اتفاقيات الصيانة محور رئيس في جهود زيادة الكفاءة وتحقيق استدامة أكبر لعمليات عملائنا.
سوق الغاز المسال العالمية
تتوقع شركة فارتسيلا ارتفاع الطلب على ناقلات الغاز المسال خلال السنوات المقبلة؛ ما سيرفع الحاجة إلى تدخلات أقل من أجل إجراء أعمال الصيانة للناقلات قيد التشغيل في ظل بيئة العمل السريعة والنشطة.
وفي المقابل، يتوقع معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي أن تعاني سوق الغاز المسال لمدة طويلة فائضًا بالمعروض، وذلك في غضون عامين.
يأتي ذلك في ضوء التراجع في نمو الطلب على الغاز المسال بالتزامن مع الارتفاع في قدرات التصدير بحلول عام 2028، بحسب نص التحليل الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وستضيف مشروعات الغاز المسال الجديدة 193 مليون طن متري سنويًا، لتصل قدرات التوريد إلى 666.5 مليون طن متري سنويًا بحلول نهاية 2028، في زيادة بنسبة 40% في غضون 5 سنوات فقط.
وعلى نحو خاص، ستكون الولايات المتحدة وقطر وأستراليا على الترتيب أصحاب الحصة الأكبر من الإضافات الجديدة لمشروعات الغاز المسال العالمية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مُصدّري الغاز المسال خلال يوليو/تموز (2024):
كما لفت التحليل إلى أهداف خفض الطلب في أكبر الدول المستوردة للغاز المسال، وهي اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا، التي تمثّل مجتمعة أكثر من نصف واردات الغاز المسال العالمية بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
ودحض المعهد توقعات بلجوء التجار والموردين إلى الأسواق الناشئة لتعويض تراجع الطلب واستيعاب “فائض المعروض الجديد”.
وقال إن نمو الطلب على الغاز المسال في الاقتصادات الناشئة -مثل جنوب وجنوب شرق آسيا- غير مضمون بسبب التحديات المالية والائتمانية والتأخيرات في إنشاء مرافق البنية الأساسية والمشكلات المرتبطة بالعقود.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..