اقرأ في هذا المقال
- تنمو سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة لتنامي الطلب على الغاز
- يتزايد توجه الدول نحو وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة
- تتميّز وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة بفاعلية التكلفة
- أميركا الشمالية تهيمن على سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة
- يُتوقع ارتفاع قدرة إعادة التغويز في أوروبا إلى 283 مليار متر مكعب
شهدت سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة العالمية نموًا متسارعًا خلال السنوات الماضية، مع توقعات استمرار مسارها الصعودي مستقبلًا، مستفيدة من الطلب المطرد على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، تزامنًا مع وفرة إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
ويُتوقع أن تنمو سوق محطات التخزين وإعادة التخزين العائمة إلى ما إجمالي قيمته 3.8 مليار دولار بحلول عام 2032، مدفوعةً -كذلك- بعوامل أخرى مهمة، ممثلةً في فاعلية التكلفة، واستقرار أسعار النفط الخام عالميًا.
وبدأت الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية للغاز الطبيعي، تتدافع نحو بناء أو حتى استئجار محطات التخزين وإعادة التغويز العائمة، من أجل تدبير احتياجاتها المحلية من هذا الوقود منخفض الانبعاثات، وتعزيز أمن الطاقة.
ووفق تقديرات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) ستشهد السعة العالمية لاستيراد الغاز المسال معدل نمو سنوي مركب بنسبة 7.7% بين عامي 2022 و2024، لتصل إلى 1.4 تريليون متر مكعب تقريبًا، مقابل معدل نمو 4.8% خلال المدة بين 2019 و2021.
آفاق إيجابية
من المتوقع أن تنمو سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة إف إس آر يو (FSRU) العالمية من 2.1 مليار دولار في عام 2023 إلى 3.8 مليار دولار بحلول عام 2032، بنمو سنوي مركب نسبته 7.90% خلال مدة التوقعات المذكورة، وفق ما أظهرته دراسة بحثية حديثة نشرتها شركة أبحاث وتحليلات السوق ماركت ريسيرش فيوتشر (Market Research Future).
وتأتي آفاق النمو المطرد المتوقع في سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة مدفوعة بتنامي الطلب على الغاز الطبيعي، واستقرار أسعار النفط الخام عالميًا، وفاعلية تكلفة تلك المحطات، مقارنةً بنظيراتها البرية.
ويتكلّف بناء وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة ما إجمالي قيمته 300 مليون دولار أميركي، وهو ما يعادل قرابة نصف بناء منشأة برية، وفق الدراسة.
وبناءً عليه، تتسم وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة بفاعلية التكلفة وسرعة البناء والتشغيل؛ إذ يمكن دخولها حيز التشغيل في غضون عام، ما يُعد أسرع 6 مرات على الأقل مقارنةً بالمنشآت البرية المماثلة في الحجم.
ولدى البلدان الناشئة والمتقدمة -على السواء- في سوق الغاز الطبيعي المسال القدرة على بناء وحدات إعادة تغويز بسرعة؛ بفضل فاعلية التكلفة المذكورة.
كرواتيا وأوكرانيا والبرازيل
ضربت الدراسة التي تناولت سوق وحدات إعادة التغويز والتخزين العائمة مثالًا بدولة كرواتيا التي تمتلك سوق غاز مسال سريعة النمو، موضحةً أنها بدأت استيراد هذا الوقود منخفض الانبعاثات عبر بناء أول وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة لديها سعة 1.9 مليون طن سنويًا.
وعلى غرار كرواتيا زادت البرازيل والهند اللتان تمتلكان سوق غاز مسال قوية، قدراتهما من وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة عبر إنشاء محطتين ومحطة واحدة لديهما على الترتيب.
وفي مارس/آذار (2022) تسلّمت الهند أول وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، التي رست في محطة جايغار التابعة لمجموعة إتش إنرجي غروب (H Energy Group) في ولاية ماهاراشترا غرب البلاد.
وتلامس سعة وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة الجديدة 650 مليون قدم مكعبة يوميًا، وقدرات تخزينية تصل إلى 170 ألف متر مكعب.
وتساعد إضافات قدرة إعادة التغويز بالهند في تحقيق هدفها المتمثل في زيادة حصة الغاز الطبيعي بمزيج الطاقة إلى 15% بحلول 2030، قياسًا بنسبة 6.7% الحالية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أميركا الشمالية تهيمن
هيمنت أميركا الشمالية على سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة العالمية في عام 2022، بحصة نسبتها 45.80%، بحسب دراسة ماركت ريسيرش فيوتشر.
ويأتي ازدهار تلك السوق في أميركا الشمالية مدعومًا -أساسًا- بوفرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وكون المنطقة موردًا رئيسًا لهذا الوقود الإستراتيجي.
إلى جانب ذلك، تستحوذ الولايات المتحدة الأميركية على نصيب الأسد من سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة في أميركا الشمالية، في حين تمتلك كندا السوق الأسرع نموًا في المنطقة.
أوروبا
استحوذت سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة في أوروبا على حصة كبيرة من السوق العالمية في عام 2022، وهو ما يُعزى إلى توافر إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
ومن المتوقع أن تتوسع قدرة إعادة التغويز في أوروبا، لتصل إلى 283 مليار متر مكعب، خلال عام 2024، ما يمثّل زيادة بنسبة 15.3% على أساس سنوي.
وتُعد ألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا أكبر الدول إسهامًا في تعزيز البنية التحتية لإعادة التغويز في القارة العجوز.
واستأثرت ألمانيا بالحصة السوقية الأكبر من سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة في أوروبا، في حين برزت المملكة المتحدة السوق الأسرع نموًا في المنطقة.
ومع نهاية 2024، يُتوقع أن تطلق ألمانيا 3 محطات لإعادة التغويز تساعد برلين في إضافة سعة قوامها 25 مليار متر مكعب.
آسيا المحيط الهادئ
خلف أميركا الشمالية وأوروبا تحلُّ سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة في منطقة آسيا المحيط الهادئ التي يُتوقع أن تشهد نموًا كبيرًا خلال المدة من 2023 إلى 2032.
ولدى الدول في منطقة آسيا المحيط الهادئ أسواق غاز مسال ناشئة وقوية، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وساقت الدراسة مثالًا على أسواق الغاز الطبيعي المسال القوية المتمركزة في الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، مقابل الأسواق التي ما تزال في المراحل الأولى من التطوير، كما هو الحال في إندونيسيا وباكستان وبنغلاديش.
واستأثرت الصين بأكبر حصة في سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة في المنطقة، في حين برزت السوق الهندية الأسرع نموًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ودعمت الصين جهودها للتحول إلى مصادر طاقة أنظف وتقليل اعتمادها على الفحم وزيادة التوجه نحو استعمال الغاز الطبيعي من خلال بناء محطات إعادة التغويز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..