تعتزم شركة سوناطراك الجزائرية حفر 4 آبار ضمن خطتها لتطوير اكتشاف نفطي في النيجر، بعد الإعلان عن استئناف أنشطتها في نيامي.

وقال المدير العام لشركة النفط والغاز الجزائرية، رشيد حشيشي، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) إن برنامج الشراكة في النيجر يتضمن حفر 4 آبار نفطية وتطويرها في حال كانت النتائج الايجابية.

وأشار إلى أن الشراكة مع النيجر تتمحور حول “التكوين وتدريب القدرات البشرية بالاستناد على الخبرة التي تتمتع بها سوناطراك, في اطار شراكات “رابح-رابح”.

وأعلنت سوناطراك مؤخرًا استئناف أنشطتها بمربع كفرا في النيجر، الذي توصّلت فيه لاكتشافين نفطيين خلال السنوات الماضية، باحتياطيات تصل إلى إلى 270 مليون برميل.

نشاط سوناطراك في النيجر

في فبراير/شباط 2022، وقّعت سوناطراك عقدًا مع الشركة النيجرية على تقاسم الإنتاج من مشروع مربع كفرا، الذي تبلغ مساحته 23 ألفًا و737 كيلومترًا مربعًا، والمحاذي لتفاسست، وهو مربع يقع داخل حدود الجزائر تستثمره سوناطراك أيضًا.

وهدف الاتفاق إلى تجديد العقد المبرم سنة 2015، لضمان تقييم أفضل للاحتياطيات المتوافرة من المحروقات على مستوى مربع كفرا، وذلك تبعًا للحقول المكتشفة في أثناء عمليات التنقيب.

وكان مجلس الوزراء النيجري قد وافق عام 2018 على تعديل اتفاقية تقاسم الإنتاج الموقعة في أغسطس/آب 2015، والتي ستتيح “تقديرًا للاحتياطيات” و”تحديد الكميات الإضافية التي يتعين اكتشافها” من أجل “وضع آبار المنطقة قيد الإنتاج”.

جانب من المباحثات الجزائرية النيجرية – الصورة من وزارة الطاقة والمناجم

وحصلت سوناطراك خلال 2005 على ترخيص بالتنقيب في منطقة كفرا، ووقّعت عقدًا لتقاسم الإنتاج في 2015 بنسبة 50% لكل من الجزائر والنيجر.

وحقّقت الشركة الجزائرية أول اكتشاف نفطي لها في النيجر بعد حفر البئر الاستكشافية الأولى “كفر 1” (KFR-1) في عام 2018، والتي أظهرت بالإضافة إلى اكتشاف النفط، وجود مخزون من النفط الثقيل ذي كثافة 0.99 بحجم مثبت ومحتمل يقدر بـ168 مليون برميل.

وفي العام التالي 2019، حقّقت ثاني اكتشاف نفطي في النيجر بعد حفر بئر ثانية كفر إن 1 (KFRN-1) والتي كشفت عن وجود 400 مليون برميل من النفط الغني جدا بالبارافين (زيت شمعي) بكثافة تقدر بـ0.88 عند 15.56 درجة؛ إذ أكدت الشركة الجزائرية، وقتها، أن احتياطيات الاكتشاف الثاني القابلة للاستخراج تقدر بنحو 100 مليون برميل.

وتأمل النيجر في استثمار الاكتشاف النفطي الذي تعوّل عليه في زيادة إنتاجها بنحو 90 ألف برميل يوميًا، لرفع معدل إنتاج البلاد من النفط إلى 110 آلاف برميل يوميًا.

صادرات النفط الجزائري

أكد المدير العام لمجمع سوناطراك, رشيد حشيشي, أن شركته تمكن خلال العام الجاري (2024) من تصدير النفط الجزائري لعدة أسواق جديدة بأوروبا وأميركا وآسيا.

وأوضح حشيشي، خلال لقاء مع برنامج “لقاء التلفزيون”, بثه التلفزيون الجزائري مساء الأربعاء 14 أغسطس/آب, أن “2024 تميزت باقتحام سوناطراك لعدة اسواق جديدة من خلال تصدير الغاز إلى المانيا والتشيك وكرواتيا والنفط إلى الساحل الغربي بأميركا ودول أخرى على غرار الهند والبرازيل”.

وأشار إلى أن شركته وقعت خلال العام الحالي 16 عقدًا دوليا لتصدير النفط الجزائري, مشيرا الى أن “الطلب على النفط والغاز الجزائري كبير في الأسواق الدولية رغم التوترات الجيوسياسية العالمية.

وارتفع متوسط صادرات الجزائر من النفط الخام إلى 416 ألف برميل يوميًا خلال أول 6 أشهر من 2024، مقارنة مع 375 ألف برميل يوميًا خلال المدّة نفسها من 2023.

وانضمت الهند إلى البلدان الأوروبية، لتكون ضمن قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري في النصف الأول من 2024، رغم أنها لم تستورد أيّ كمية من الجزائر خلال المدّة نفسها من 2023.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض قائمة بأكبر 5 دول مستوردة للنفط الجزائري في النصف الأول من 2024:

أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري

اكتشافات النفط والغاز في الجزائر

استعرض حشيشي تفاصيل الإستراتيجية قصيرة وطويلة المدى التي وضعتها سوناطراك لتنويع نشاطها وتطوير مشروعات الإنتاج المحلي للتجهيزات المستعملة في مجال المحروقات على غرار رؤوس الأبار بدل استيرادها.

وأكد وجود “اهتمام كبير من شركات النفط والطاقة العالمية للاستثمار في الجزائر في ظل جاذبية المجال المنجمي الجزائري.
وأضاف أن شركته تسجع الشراكات الدولية لتقاسم المخاطر، لا سيما في نشاط المنبع (الاستكشاف) الذي يتطلب استثمارات كبرى وثقيلة.

ونججت سوناطراك منذ مطلع العام الجاري إلى نهاية يوليو/تمو في تحقيق 14 اكتشافًا من النفط والغاز, وهو ما يدعم خطط الشركة تجديد احتياطات الجزائر من المحروقات.

وقال حشيشي إن الاكتشافات التي حققتها سوناطراك إلى نهاية شهر يوليو/تموز قدرت بـ 14 اكتشافًا، وأن الرقم مرشح للارتفاع طبعا بنهاية العام الجاري مع استمرار أعمال الاستكشاف دون توقف.

وأوضح أن شركته تسعى إلى تعزيز قدرات الإنتاج الأولي للمحروقات، بالموازاة مع تحفيز مختلف سلاسل القيم على غرار نشاطات البتروكيماويات والنقل والتسويق لتلبية احتياجات السوق الوطنية والتصدير نحو الأسواق الدولية.

وذكر حشيشي بـ”الاتفاقيات الحصرية” التي وقعتها الشركة في الآونة الاخيرة مع عدد من كبرى الشركات الطاقوية العالمية على غرار “إكسون موبيل” و”شيفرون” الأميركيتان، و”سينوبك” الصينية و”إيني” الإيطالية.

تكرير النفط في الجزائر

أوضح المدير العام لسوناطراك أن شركته تهدف لإنتاج الوقود والإسفلت ومشتقات النفط الأخرى، من أجل تأمين احتياجات البلاد من الوقود.

وأكد أن مشروع مصفاة حاسي مسعود الذي شجل تأخرًا سيتم إحيائه خلال الأيام المقبلة، بعد الاتفاق مع الشركة المنفذة, مشيرا الى ان هذه المنشأة الإستراتيجية ستمكن من معالجة 35.5 مليون برميل من الخام سنويا.

وتملك الجزائر حاليا 6 مصافي تنتج جميعها نحو 10 ملايين طن (73 مليون برميل) سنويًا, وهو ما يؤمن الطلب المحلي الذي يقدر بنحو 10 ملايين طن سنويًا.

وشدد حشيشي أن تعزيز حقل الغاز بحاسي الرمل ”بوستينغ”, يعد من المشروعات الإستراتيجية لشركة سوناطراك، إذ يشكل الحقل الغازي نحو 55% من الغاز الطبيعي الوطني, ومن المقرر أن يدخل المشروع حيز الخدمة نهاية 2026 أو بداية 2027.

ووفق حشيشي، سيمكن المشروع مواصلة إنتاج حقل حاسي الرمل عند مستويات 188 مليون متر مكعب يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.