اقرأ في هذا المقال

  • الحكومات قد تدعم شراء السيارات الكهربائية الجديدة، ولكن معظم السيارات على الطريق ليست كهربائية
  • الساسة الذين يبحثون عن مزيج واحد يناسب الجميع من السياسات غير موفقين
  • التسعير يبدو التدبير الأكثر فعالية في الحدّ من انبعاثات القطاعات التي تحفزها الأرباح
  • لا يمكن تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات إلّا بالاقتران بأدوات قائمة على الأسعار

توصلت دراسة حديثة إلى أن الغالبية العظمى من سياسات المناخ فشلت في وضع حلول عملية لخفض الانبعاثات، وكانت نتائجها أقل من المطلوب منها، في ظل عدم مواءمتها للواقع.

وأجرت الدراسة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقييمًا لتأثير 1500 سياسة مناخية نُفِّذت بين عامي 1998 و 2022، وشملت 41 دولة في 6 قارات.

وأشار رئيس مختبر تقييم السياسات الباحث الأول لدى معهد ميركاتور للأبحاث حول الموارد العالمية المشتركة وتغير المناخ في برلين، نيكولاس كوخ وزملاؤه المشاركون في الدراسة، إلى أن الغالبية العظمى من سياسات المناخ تفشل في الحدّ بصورة كبيرة من الانبعاثات.

لذلك، فإن هذه السياسات لا تُحدث فرقًا كبيرًا في كبح تداعيات تغير المناخ، ما يشير إلى أن الحكومات يجب أن تعمل بجدّية أكبر لتحديد طرق الوصول إلى الأهداف.

مقارنة الانقطاعات في الانبعاثات

بدأ الباحثون باستعمال تقنية التعلم الآلي لتحديد الأوقات التي انخفضت فيها انبعاثات دولة ما بصورة كبيرة، مقارنة بمجموعة تحكّم من الدول الأخرى غير المُدرَجة في التحليل.

وجد الباحثون 69 من هذه الانقطاعات في الانبعاثات، وقارنوها بقاعدة بيانات جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التي تتبع أنواع سياسات المناخ التي سُنَّت وتواريخها.

وقال للصحفي المستقل في مجال التكنولوجيا، كريس ستوكيل ووكر، في مقال نشرته مجلة نيو ساينتيست البريطانية (New Scientist) المعنية بأخبار العلوم والتكنولوجيا، إنه رغم أن مطابقة التحولات السياسية مع التغيرات في الانبعاثات لا تُعدّ علمًا دقيقًا، تمكّن فريق الباحثين من إرجاع 63 من هذه الانقطاعات إلى تدخُّل سياسي واحد أو أكثر خلال عامين حول مدة الانقطاع، من أجل رصد الآثار المتأخرة أو المتوقعة.

وقد شهدت الانقطاعات الـ63 انخفاضًا في الانبعاثات بما يتراوح بين 0.6 مليار و 1.8 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وبصورة عامة، وجد الباحثون أن معظم سياسات المناخ لا تحقق أيّ شيء قريب من هذا المستوى من النجاح، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ناشطون بيئيون يتظاهرون ضد السياسات المناخية بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي – المصدر: thehill

وقال رئيس مختبر تقييم السياسات الباحث الأول لدى معهد ميركاتور للأبحاث حول الموارد العالمية المشتركة وتغير المناخ في برلين، نيكولاس كوخ: “لدينا الكثير من سياسات المناخ التي لم تؤدِّ إلى تخفيضات كبيرة في الانبعاثات، والمزيد من السياسات لا تؤدي بالضرورة إلى نتائج أفضل”.

وأوضح أن العديد من سياسات المناخ تفشل، لأنها مستهدفة بصورة محددة للغاية، وفقًا لمجلة نيو ساينتيست البريطانية (New Scientist).

على سبيل المثال، قد تدعم الحكومات شراء السيارات الكهربائية الجديدة، ولكن معظم السيارات على الطريق ليست كهربائية، ومن ثم فإن التأثير ضئيل.

وأضاف ووكر: “تتمثل إحدى الأدوات التي تبدو فعالة للغاية في الحظر الصريح، على سبيل المثال، وقف استعمال الفحم لتوليد الكهرباء، ولكن نظرًا لاستعمالها دائمًا بالتزامن مع تدابير أخرى، كان من الصعب على الفريق تحديد ما إذا كانت تعمل بمعزل عن غيرها”.

دور الساسة

يُعدّ الساسة الذين يبحثون عن مزيج واحد يناسب الجميع من السياسات غير موفقين، إذ لم ينجح أيّ منها في جميع القطاعات.

وأشار رئيس مختبر تقييم السياسات الباحث الأول لدى معهد ميركاتور للأبحاث حول الموارد العالمية المشتركة وتغير المناخ في برلين، نيكولاس كوخ، إلى أن “التسعير يبدو التدبير الأكثر فعالية، خصوصًا في الحدّ من انبعاثات القطاعات التي تحفّزها الأرباح، ولكنه ليس الحل الوحيد”.

وأضاف: “ما نلحظه هو أن أدوات السياسة الأكثر استعمالًا -وهي الإعانات واللوائح التنظيمية- ليست كافية وحدها”.

محطة كهرباء تعمل بالفحم بالقرب من مدينة غريفينبرويش في ألمانيا
محطة كهرباء تعمل بالفحم بالقرب من مدينة غريفينبرويش في ألمانيا – الصورة من بلومبرغ

وأكد أنه “لا يمكن تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات إلّا بالاقتران بأدوات قائمة على الأسعار، مثل أسعار الكربون وضرائب الطاقة”.

وذكرَ أن “الأشخاص لا يخفضون الانبعاثات إلّا عندما يؤثّر ذلك في محفظتهم”.

من جهته، قال ماثيو باترسون من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة: “إن القيمة الأساسية في هذا البحث تكمن بتحديد تلك الانقطاعات الواضحة في الانبعاثات بقطاعات ودول محددة”.

وأكد أن قاعدة بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للتغييرات السياسية لديها بعض القيود، لأن الوثائق الحكومية التي تستمد منها محتواها لا يُبَلَّغ عنها بشكل متّسق في جميع أنحاء العالم.”

وتقول ماريون دوماس من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بالمملكة المتحدة: إن “العمل يجب أن يكون مفيدًا لصنّاع السياسات، لكن طريقة الفريق قد لا ترصد تمامًا حقيقة تدخّلات السياسة، إذ إنها تنظر إلى اتجاهات الانبعاثات – أو النتائج – أولًا، ثم تعود للبحث عن السبب”.

وتتمثل المشكلة الكبرى في تحديد التدابير الأكثر تأثيرًا في كون صنع السياسات لا يأتي من فراغ، ويجب أن تكون أيّ سياسة محددة مقبولة لدى عامة الناس.

وقال باترسون: “في أيّ بلد أو قطاع محدد، ستكون الديناميكيات السياسية هي التي تحدد ما إذا كان يمكن تنفيذ مثل هذا المزيج أم لا”.

وقال كوخ: “أنا أدرك أن هذا أمر صعب للغاية من الناحية السياسية”.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.