اقرأ في هذا المقال
- شركات السيارات الكهربائية الصينية تنصب الفخ لنظيرتها الأميركية
- يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق إزاء إمكان جمع البيانات عبر السيارات الكهربائية صينية الصنع
- أميركا تفرض تعرفات على السيارات المستوردة من الصين
- تواجه السيارات المصنعة في الصين والمستوردة مباشرة من قبل الولايات المتحدة تعرفة نسبتها 27.5%
- يحق لشركة فولفو استرداد التعرفات الجمركية لأن لديها عمليات بالفعل في أميركا
وقّعت شركات السيارات الكهربائية الأميركية -على ما يبدو- في فخ نصبته لها نظيراتها في الصين التي تُخطط لإغراق السوق في الولايات المتحدة بمنتجاتها غير التنافسية عبر التحايل على قوانين التعرفات الأميركية.
ولطالما شعر المسؤولون الأميركيون بالقلق إزاء البيانات الحساسة التي يمكن جمعها عبر السيارات الكهربائية عن سائقيها والمناطق التي تمر بها، وهو ما تقول واشنطن إنه سيساعد بكين في التجسس على مواطنيها.
ولعل هذا ما دفع واشنطن إلى فرض تعرفات على السيارات المستوردة من الصين، غير أن تلك التعرفات لن تجدي نفعًا وحدها في ظل حرب الأسعار التي تمارسها بكين في هذا الخصوص الذي لا تستطيع شركات السيارات الكهربائية الأميركية مواكبتها فيه، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
نبوءة حمام الدم
ظهر حمام الدم، الذي حذّر منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الولايات المتحدة الأميركية بصورة أسرع مما كان متوقعًا، وفق ما أورده مقال للكاتب الصحفي ومحلل شؤون الطاقة ديفيد بلاكمون في صحيفة تليغراف.
وقال بلاكمون، إنه عندما أثار ترامب جدلًا إعلاميًا صاخبًا باستعماله مصطلح “حمام الدم”، لوصف تداعيات إعادة انتخاب بايدن على شركات السيارات الكهربائية الأميركية، كان قطب العقارات يشير إلى خطط تتبناها شركات السيارات الصينية لإغراق سوق السيارات في الولايات المتحدة الأميركية بالمركبات رباعية الدفع عالية الجودة ورخيصة التكلفة، عبر استغلال الثغرات في قوانين التعرفات، مستعينةً في ذلك بالمصانع الموجودة في المكسيك كنقطة انطلاق نحو تحقيق أهدافها.
وأضاف كاتب المقال، أن أحد تلك المصانع على الأقل، وهو مملوك لعملاق صناعة السيارات الصينية بي واي دي (BYD)، ما يزال في مرحلة التخطيط، ما يعني أن إغراق سوق السيارات الأميركية سيبدأ خلال السنوات القليلة المقبلة.
فولفو والضربة القاضية
تبدو شركة فولفو (Volvo) ومقرها السويد -تابعة لرائدة صناعة السيارات الصينية جيلي (Geely)- على وشك حسم المنافسة خلال الصيف الحالي مع طرح سيارتها الكهربائية الصغيرة إي إكس30 (EX30) العاملة بالبطارية في الولايات المتحدة الأميركية، وفق وكالة رويترز.
وستدخل إي إكس30 في منافسة مباشرة مع سيارة تيسلا طراز واي (Tesla Model Y) من حيث الأداء والخيارات، وإن كان سعرها الإجمالي يصل إلى 35 ألف دولار، أي أقل بـ8 آلاف دولار عن طراز تيسلا “موديل واي”.
وفي هذا الصدد قالت رويترز: “يعكس هذا السعر التنافسي مزيجًا غير عادي من مزايا التكلفة التي تتمتع بها جيلي في الصين، وقدرة فولفو على تفادي التعرفات المفروضة في أميركا على السيارات الصينية، نظرًا إلى أن لديها -كذلك- عمليات تصنيع في الولايات المتحدة”.
وترى فولفو أنه حتى عند هذا السعر الذي يقل عن السوق، فإنها تتوقع تحقيق هامش ربح يتراوح بين 15 و20 % في مبيعات سيارتها إي إكس30، ما يعني أن لديها مجالًا لخفض السعر بصورة أكبر، حال وجدت تيسلا أو الشركات الأخرى طرقًا لمواكبة التسعيرة الأولية للسيارة الصينية.
شهادات وفاة مالية
لعل ما يجعل الاقتصاد أكثر جاذبية لكل من المستهلكين وشركة فولفو/جيلي هو تفسير بايدن الأخير لبند في قانون خفض التضخم الذي مرره الكونغرس الأميركي في عام 2022، والذي يتيح للمشترين دعمًا فيدراليًا بقيمة 7 آلاف و500 دولار إذا استأجروا السيارة في البداية، وفق كاتب المقال.
وسيشتري العديد من العملاء، لاحقًا، السيارة بالكامل عبر سداد قيمة الإيجار مبكرًا دون خسارة أي جزء من هذا الدعم، بحسب ما قاله الكاتب، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستحدثت وزارة الخزانة في إدارة بايدن هذا الموقف عبر تفسير يصنف السيارات الكهربائية المستأجرة على أنها “مركبات تجارية”، بصرف النظر عن فئتها أو تكوينها، ما يُعد قفزة منطقية في عهد الإدارة الحالية.
وما على المرء إلا أن يتساءل بشأن إذا كانت الإدارة في شركة تيسلا وشركات السيارات الأمريكية الكبرى أمثال فورد وجنرال موتورز قد طالعت تلك التفاصيل الدقيقة في أثناء ضغطها لإقرار قانون خفض التضخم بالتعاون مع إدارة بايدن في سعيها للحصول على الإيجارات الفيدرالية.
ومع تطور الأمور واتضاحها يبدو أن شركات السيارات الكهربائية الأميركية تلك كانت تسطر بنفسها شهادات وفاتها ماليًا.
فبموجب القانون الحالي في أميركا، تواجه السيارات المصَنعة في الصين، والمستوردة مباشرة من قبل الولايات المتحدة تعرفة نسبتها 27.5%.
ويحق لشركة فولفو استرداد التعرفات الجمركية، لأن لديها عمليات بالفعل في أميركا التي تبيع خلالها -كذلك- سيارات مشابهة.
وستكون هناك شركات صينية أخرى -مثل بي واي دي- قادرة على تفادي التعرفات الأميركية عبر بناء شركات لتصنيع السيارات في المكسيك أو كندا، مستغلة الثغرات في اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا يو إس إم سي إيه (USMCA).
خفض الأسعار
نجحت فولفو وجيلي في خفض أسعار سيارة إي إكس30 عبر استغلال منصة مشتركة تتيح لسيارات فولفو استعمال البطاريات والمحركات والمحولات والتروس نفسها، وغيرها من المعدات مرتفعة التكلفة التي تستعملها جيلي في عمليات التصنيع الخاصة بها.
وطالب كاتب المقال بالانتظار حتى رؤية إذا كانت شركة بي واي دي وغيرها من شركات السيارات الصينية ستقدر على خفض التكاليف خلال تصنيع السيارات في المصانع المكسيكية، مشيرًا إلى أن المنافسة في هذا المجال قد تصبح شرسة خلال السنوات المقبلة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لكن، والكلام للكاتب، يتبقى هناك شيء واحد مؤكد: شركات السيارات الكهربائية الأمريكية، وتصنيع السيارات الكهربائية في المصانع الأميركية، ودفع أجور العمالة في الولايات المتحدة، لن تستطيع مواكبة الأسعار التنافسية للسيارات الكهربائية الصينية.
واختتم كاتب المقال بقوله، إن هذا هو “حمام الدم” الذي كان يتحدث عنه دونالد ترامب، وقد ظهر في الولايات المتحدة بأسرع من المتوقع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..