يقترب موعد انعقاد الانتخابات الأميركية بين الرئيس السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترمب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2024).

وارتفع حجم التمويلات التي قدّمها كبار رؤساء شركات النفط إلى حملة المرشح الجمهوري الانتخابية مؤخرًا، لتأتي في المركز الرابع بقفزة بـ6 مراكز عن الانتخابات السابقة عام 2020، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن أبرز الداعمين الرئيس التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب “إنرجي ترانسفير” (Energy Transfer) كيلسي وارين، ومؤسس شركة “كونتنينتال ريسورز (Continental Resources) هارولد هام الذي رشّحه ترمب في 2016 لتولّي منصب وزير الطاقة، والرئيس التنفيذي لشركة “هيلكورب إنرجي” (Hilcorp Energy) جيف هيلدبراند.

وكان المرشح الجمهوري قد وعد بدعم سخي لأعمال النفط والغاز في الولايات المتحدة في حالة عودته للبيت الأبيض، وفي المقابل طلب جمع مليار دولار، لكنه لم يحصل سوى على 22.5 مليون دولار حتى الآن.

لكن أموال النفط تحمل أهمية خاصة لحملة ترمب التي ارتفع إنفاقها في أغسطس/آب إلى 32 مليون دولار و72 مليون دولار على الدعاية فقط في سبتمبر/أيلول، وهو ما يقلّ كثيرًا عن 192 مليون دولار أنفقتها حملة منافسته هاريس.

دعم دونالد ترمب بالانتخابات

تحولت أنظار شركات النفط الأميركية إلى الحزب الجمهوري ومرشّحه دونالد ترمب بعد تراجع دعم الديمقراطيين للقطاع في مجلسي النواب والشيوخ، وتعهدت كامالا هاريس بمواصلة نهج الرئيس جو بايدن، وفق وكالة بلومبرغ.

وضمن جولة لجمع التمويلات، زار المرشح الجمهوري قبل أيام مدينة ميدلاند في ولاية تكساس، حيث يوجد حوض برميان الذي من المتوقع أن يقود النمو الإجمالي لإمدادات النفط والغاز في أميركا، كما زار هيوستن التي تُلقّب نفسها بعاصمة الطاقة في العالم.

عامل داخل حقل نفط في حوض برميان- الصورة من موقع أكسيوس

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة خلال شهر أبريل/نيسان (2024) اجتماعًا مماثلًا بين ترمب والرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الأميركية فينتشر غلوبال (Venture Global)، وشينيير إنرجي (Cheniere Energy)، وممثلين عن شيفرون (Chevron)، و”كونتننتال ريسورسيز” وإكسون موبيل، وأوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum).

وتعهّد ترمب في ذلك الحين بإنهاء العمل بقوانين وسياسات بيئية أطلقها الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ومنها قواعد الانبعاثات التي تستهدف نشر السيارات الكهربائية، وحظر تراخيص محطات تصدير الغاز المسال الجديدة، وأخرى.

وترى المتحدثة باسم حملة ترمب أن كامالا هاريس يسيطر عليها متطرفون بيئيون يحاولون تنفيذ أكثر خطة طاقية متطرفة في التاريخ، وإجبار الأميركيين على شراء سيارات كهربائية لا يمكنهم تحمُّل تكاليفها.

وفي المقابل، يدعم الرئيس ترمب أشخاصًا يشاركونه رؤيته حول سيطرة الطاقة الأميركية لحماية الأمن القومي وخفض تكلفة المعيشة لكل المواطنين، بحسب المتحدثة.

شركات النفط الأميركية

وصف مدير برنامج الطاقة في جمعية “بابليك سيتيزين” (Public Citizen) تايسون سولكوم الدعم السخي الذي يقدّمه رؤساء شركات النفط الأميركية لدونالد ترمب بـ”بئر نقد لا قاع له”.

وفي مايو/أيار، دفع مؤسس شركة بارسلي إنرجي (Parsley Energy) برايان شيفلد 844 ألفًا و600 دولارًا لحملة ترمب.

وقال، إن ترمب مؤيد لقطاع الطاقة وأفضل لصناعة النفط الأميركية من كامالا هاريس، رغم أنه “لم يضعنا على رأس القائمة” بحسب شيفلد.

ودفع رئيس إنرجي ترانسفر كيلسي وارين وزوجته 5.8 مليون دولار لحملة ترمب، بانخفاض عن 12.2 مليون في انتخابات 2020، في حين دفعت عائلة الرئيس التنفيذي لشركة هيلكورب إنرجي هيلدبراند 1.4 مليون دولار منذ حملة 2016، ومؤسس كونتنينتال ريسورز هارولد هام 1.7 مليون دولار، وشركته مليون دولار.

ولم تقدّم شركات النفط والأميركية سوى 22.4 مليون دولار لترمب والحزب الجمهوري ولجنة العمل السياسي العليا الجديدة (PAC).

وجاء معظم التمويلات من عدد صغير من المتبرعين، لكن بمبالغ ضخمة، لكن المبلغ يمثّل حصة ضئيلة للغاية مما أسماه بـ”صفقة” المليار دولار التي كشفها ترمب سابقًا.

المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تصافح دونالد ترمب
المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تصافح دونالد ترمب- الصورة من “the spun”

أسعار النفط

يتباهى الرئيس السابق دونالد ترمب بالتدخل في 2020 لمحاولة خفض أسعار النفط، وفي العام الماضي (2023)، وجّه حديثه لداعميه في ولاية أيوا قائلًا: “هل تتذكرون عندما كنتم تحصلون على بنزين مجاني تقريبًا؟”.

ومحليًا، توطدت العلاقة بين دونالد ترمب وشركات النفط الأميركية منذ ربيع عام 2020، عندما اندلعت حرب أسعار النفط بين روسيا والمملكة العربية السعودية وتراجع الطلب بسبب تفشي كورونا، ما أدى لأسوأ انهيار بسوق النفط الخام على الإطلاق، وفق التقرير.

وتحوّل ترمب لدعم رفع الأسعار عبر خفض الإنتاج، بعدما استمر لسنوات في حثّ منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك على زيادة المعروض من النفط بالسوق.

وفي هذا الوقت، أشاد مستشار الطاقة غير الرسمي سابقًا لترمب، هارولد هام، بعلاقات الصداقة التي جمعت الرئيس السابق والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.

وكان هام أحد المتضررين من تراجع أسعار النفط؛ إذ تراجعت ثروته إلى 3 مليارات دولار، لكن ترمب توسّط لاتفاق بين أعضاء تحالف أوبك+ لخفض إنتاج 10 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يمثّل عُشر الإنتاج العالمي.

ورغم أن الخطوة لم تؤدِّ لانهيار تاريخي بأسعار النفط، فإنه على المدى الطويل حجّمت الإمدادات حتى أبريل/نيسان (2022)، ثم ارتفع الطلب على البنزين في أميركا خلال صيف 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.