تواجه صناعة الصلب في الصين، التي تعاني بالفعل من فائض الطاقة الإنتاجية وضعف الطلب المحلي، ضربة غير مباشرة إذا سعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية مثل العناصر المصنعة المصنوعة من السبائك.
شحنت أكبر دولة منتجة ومصدرة للصلب في العالم حتى الآن في عام 2024 أكثر من 90.26 مليون طن متري العام الماضي، بقيمة 85 مليار دولار، مما أدى إلى تأجيج الاحتكاك التجاري مع دول تتراوح من إندونيسيا وتركيا إلى الولايات المتحدة، وفقا لرويترز.
في حين يتم شحن أقل من 1% من صادرات الصلب المباشرة للصين إلى الولايات المتحدة، فإن شركات صناعة الصلب معرضة بشدة للرسوم الجمركية المحتملة على سلع مثل الحاويات والمركبات والآلات الهندسية والأجهزة المنزلية والمصاعد.
وقال جيانج مينجتيان، المحلل في شركة الاستشارات هورايزون إنسايتس، “ستمارس الرسوم الجمركية المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة تأثيرًا أكثر أهمية على السلع المصنعة، والتي تصنف على أنها صادرات غير مباشرة للصلب”.
وأوضح المحلل تشي تشون يي من شركة جالاكسي فيوتشرز إن صادرات الصين غير المباشرة من الصلب تعادل تقريبًا من حيث الحجم صادراتها المباشرة، والتي من المتوقع أن تصل مجتمعة إلى 222 مليون طن هذا العام، وهو ما يمثل ربع الطلب الإجمالي على الصلب في الصين.
وأكد تشي إنه إذا رفع ترامب التعريفات الجمركية إلى 60٪ أو أكثر، فإن ما يصل إلى 12.78 مليون طن من صادرات الصلب غير المباشرة ستكون معرضة للخطر، مما يهدد الطلب على صناعة الصلب المتضررة.
وقال تشي إن قيمة صادرات المنتجات الفولاذية الصينية مثل السفن والهياكل العائمة انخفضت بأكثر من 50٪ بين عامي 2019 و 2022 بعد أن فرض ترامب تعريفات جمركية على بعض المنتجات في عام 2018 خلال إدارته الأولى.
وأضاف تشي في مذكرة هذا الأسبوع: “قد يكون للتغيرات في صادرات الصلب الخارجية وصادرات التصنيع النهائي تأثير كبير على الطلب على الصلب”.
أظهرت بيانات التجارة الصينية يوم الخميس ارتفاع صادرات أكتوبر الإجمالية بأسرع وتيرة في عامين حيث سارعت المصانع إلى شحن المنتجات قبل الرسوم الجمركية المتوقعة من إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي.
بلغت صادرات الصلب المباشرة في أكتوبر أعلى مستوى لها في تسع سنوات عند 11.18 مليون طن، لكن البيانات المتعلقة بالصادرات غير المباشرة لن تُنشر حتى وقت لاحق من هذا الشهر.
ساعدت صادرات الصلب الصينية المرتفعة في تعويض الطلب المحلي المتناقص، والذي تأثر بتراجع قطاع العقارات وتباطؤ بناء البنية التحتية.
قالت جمعية الحديد والصلب الصينية إن استهلاك الصلب الظاهري في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 انخفض بنسبة 6.2٪ إلى 688 مليون طن.