أسدلت صفقة إسرائيلية رومانية النقاب على مساعٍ مستمرة منذ عدة أشهر لإيجاد شريك جديد لاستكمال أعمال تطوير حقل غاز تخلّت عنه شركة توتال إنرجي الفرنسية في مارس/آذار (2024).
ودخلت شركة نيوميد الإسرائيلية (NewMed) التي تتخذ من تل أبيب مقرًا لها في شراكة إستراتيجية مع شركة “أو إم في بتروم” الرومانية لاستغلال إمكانات حقل غاز هان أسباروه” البحري (Han Asparuh).
وستدفع نيوميد 104 ملايين دولار تقريبًا لحفر بئرين داخل موقع الحقل الذي بدأت أعمال التنقيب فيه خلال عام 2012.
وبحسب آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تشير التقديرات إلى أن المربع الواقع غربي البحر الأسود يحتضن احتياطيات تُقدر بـ3.5 تريليون قدم مكعبة، وقادر على إنتاج 13 مليار متر مكعب سنويًا.
تفاصيل الاتفاق
تنص بنود الصفقة على نقل 50% من حصص التنقيب في مربع “هان أسباروه” من “أو إم في بتروم” إلى نيوميد إنرجي بلكان التابعة لنيوميد الإسرائيلية.
وستحتفظ الشركة الرومانية بدورها بوصفها المشغل للرخصة، فيما ستتحمل نيوميد جزءًا كبيرًا من تكاليف التنقيب والتقييم.
كانت شركة “أو إم في بتروم” تمتلك 100% من حصص التنقيب عن الغاز الطبيعي في الحقل بعد انسحاب توتال إنرجي وبيعها حصتها البالغة 57.14% إلى “أو إم في أوفشور بلغاريا” التابعة لـ”أو إم في بتروم”.
ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال النصف الأول من العام المقبل (2025) بعد استيفاء شروط تجارية والحصول على موافقة السلطات البلغارية، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
ويمتد المربع على مساحة 13 ألفًا و712 كيلومترًا، ويصل عمق المياه إلى ألفي كيلومتر تحت سطح البحر.
وبدأت أعمال التنقيب في عام 2012 وحُفرت 3 آبار استطلاعية وأجريت مسوح جيولوجية وجيوفيزيائية ومسح زلزالي ثلاثي الأبعاد انتهى في مايو/أيار 2020.
كما يقع المربع إلى الجنوب من مربع “نبتون ديب” (Neptun Deep) في رومانيا الذي يحتوي على احتياطيات تُقدر بـ100 مليار متر مكعب من الغاز، ومن المقرر بدء الإنتاج منه في عام 2027 وتطوره كلًا من روم غاز (Romgaz) و”أو إم في بتروم”.
تقاسم المخاطر
تفخر شركة إو إم في بتروم بتاريخها الممتد على مدار 40 عامًا في إنتاج النفط والغاز في البحر الأسود وتشغيل مربعات نفط وغاز في رومانيا تحديدًا.
إلا أن تقريرًا يرجع إلى أبريل/نيسان (2024) رصد مساعي الشركة الحثيثة لإيجاد شريك جديد بديلًا عن توتال إنرجي لاستكمال مسيرة تطوير حقل هان أسباروه العملاق، وخاصة وأن شركة “بي إي اتش” المملوكة للدولة (BEH) تفتقر للخبرة اللازمة في قطاع التنقيب والإنتاج ما يجعل من العسير عليها “تقييم المخاطر المرتبطة بالتنقيب والتطوير”.
وعلى نحو خاص، ترى شركة “أو إم في بتروم” إن حقل غاز هان أسباروه يحمل أهمية قصوى لضمان أمن الطاقة ليس في بلغاريا فحسب وإنما في المنطقة كلها.
وجاء في بيان إعلان الصفقة بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) أن “هذا التعاون يسمح لكلا الطرفين بتقاسم المخاطر والتكاليف المصاحبة للمشروع”.
وبدوره، أشار عضو مجلس الإدارة في “أو إم في بتروم” والمسؤول عن قطاع التنقيب والإنتاج كريستيان هوباني إلى خبرة شركته الواسعة في العمل بالمياه الضحلة والعميقة بالبحر الأسود، ما سيعود بالنفع على أعمال تطوير حقل الغاز الروماني.
كما لفت إلى قرب الحقل موضع التطوير من رومانيا وأوجه التشابه الجيولوجية، قائلًا إن “بلغاريا امتداد طبيعي لأنشطتا البحرية”، وأن دفع أنشطة التنقيب هناك قادر على دعم أمن الطاقة محليًا وإقليميًا.
وتشيرت التقديرات إلى التكلفة الاستثمارية لتطوير بئر غاز واحد تتراوح بين 80 و100 مليون دولار، وفي حالة العثور على اكتشاف غاز بكميات تجارية ستصل التكلفة إلى ما يتراوح بين 4 و8 مليارات يورو (4.2 -8.4 مليار دولار).
(اليورو يعادل 1.06 دولارات أميركية).
وذكر موقع أبستريم أونلاين (upstreamonline) أن نيوميد الإسرائيلية ستدفع ما يصل إلى 104 ملايين دولار لحفر بئرين داخل رخصة التنقيب.
وكانت توتال إنرجي قد ذكرت سابقًا أن موقع المشروع يضم حقلين محتملين هما “فينكيتش” (Vinekh) الذي من المتوقع أن يُنتج 5 مليارات غاز سنويًا بين عامي 2030 و2040، وحقل كروم (Krum) الذي من المتوقع أن ينتج 8 مليارات متر مكعبة سنويًا بين عامي 2031 و2044، وهو ما يفوق كثيرًا استهلاك الغاز في بلغاريا سنويًا والذي يُقدر عن 4 مليارات فقط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
بيان شركة أو إم في بتروم عن الصفقة
تفاصيل عن الاتفاق من منصة أبستريم أونلاين
تقرير من أرغوس ميديا عن مساعي العثور على شريك