أعلنت شركة متعثرة فوزها بصفقة توربينات رياح جديدة بقيمة مليار يورو (1.37 مليار دولار) ضمن مشروع عملاق يتألّف من 3 مزارع رياح من شأنها تزويد 3 ملايين منزل بالكهرباء.
وخلال الربع الثالث من 2024، تراجعت طلبيات الشركة، وهي سيمس جاميسا (Siemens Gamesa)، بنسبة 91% إلى 665 مليار يورو، كما انهارت الإيرادات إلى 2.6 مليار يورو بفعل ارتفاع التكاليف والمشكلات المرتبطة بالجودة، لتواصل نزيف خسائر مستمرة منذ عامي 2022 و2023 بسبب عيوب تصنيع وحوادث أخرى.
وجاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الصفقة تستهدف تزويد مزرعة الرياح البحرية “إيست أنغليا تو” (East Anglia TWO) في جنوب بحر الشمال بـ64 توربين رياح، بقطر دوار يصل طوله إلى 236 مترًا.
وستعود الصفقة بالنفع على 1300 عامل داخل مصنع شهد اضطرابات عمالية سابقة، علاوة على إنتاج 960 ميغاواط من الكهرباء النظيفة تكفي 950 ألف منزل تقريبًا.
وبعدما ضاعف حزب العمال الحاكم هدف القدرات المركبة للرياح البحرية إلى 60 غيغاواط بحلول عام 2030، أشاد وزير الطاقة إد ميليباند بالصفقة قائلًا إنها تعزّز مستقبل الطاقة النظيفة وفرص العمل والنمو الأخضر.
أحدث صفقة توربينات رياح
بإجمالي استثمارات 4 مليارات جنيه إسترليني (5.1 مليار دولار)، تطوّر شركتا إيبردرولا الإسبانية (Iberdrola) و”سكوتش باور” (ScottishPower) مزرعة الرياح التي تبعد 33 كيلومترًا قبالة سواحل سوفولك.
وسينتج مصنع سيمنس جاميسا لتوربينات الرياح البحرية بمدينة هول، ما إجماليه 64 توربين رياح بطول 115 مترًا من طراز “إس جيه 14-236 دي دي” (SG 14-236 DD)، بحسب بيان صحفي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة ونشرته شركة “سيمنس جاميسا” المملوكة للشركة الأم سيمنس إنرجي (Siemens Energy).
وبعد توظيف أكثر من 600 عامل جديد لدى المصنع في هول على مدار الشهور الـ12 الماضية، قال مدير عمليات سينمس إنرجي وسيمنس جاميسا في المملكة المتحدة دارين دافيدسون، إن الصفقة دفعة إيجابية حقيقية لأمن واستقرار الوظائف واستقرارها.
وستسمح للشركة بالتخطيط على المدى الطويل للمصنع الذي عدّه محفزًا للنمو الاقتصادي ووظائف قطاع الطاقة الخضراء في المنطقة، وفق تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية.
وبعد “الطلبية الكبيرة”، قال إن “المساعي جارية لاقتناص طلبيات جديدة، من أجل مواصلة دعم نمو قطاع الرياح البحرية والإنتاج في المصنع”.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، هدّد أكثر من 300 عامل في المصنع بالدخول في إضراب يهدّد مسيرة الإنتاج خلال شهر يوليو/تموز (2024) بسبب تراجع قيمة الأجور منذ عام 2018 جرّاء ارتفاع التضخم.
الرياح البحرية في بريطانيا
ثمّن وزير الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند، صفقة توربينات الرياح، قائلًا إنها بمثابة تصويت لمنح الثقة لقطاع الطاقة المتجددة المتنامي في المملكة المتحدة، وإنها ستمكّن مستقبل الطاقة الخضراء وتدعم توظيف أصحاب المهارات للعمل والنمو الأخضر داخل مدينة هول وخارجها.
وإذ تستعد المملكة المتحدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، قال إن الرياح البحرية هي العمود الفقري لهدف إنتاج 100% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، فضلًا عن تعزيز أمن الطاقة وحماية المستهلكين وحل أزمة تغير المناخ.
واتفق ميليباند مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في هدف جعل المملكة المتحدة قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة، وفق نص البيان الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب ستارمر، أمام البلاد فرصة لقيادة العالم في مجال صناعات المستقبل عبر العمل، وتحقيق أمن الطاقة وخفض الفواتير على المستهلكين وتوفير فرص عمل وبناء سلسلة توريد محليًا، “لكن لا يمكننا التحرك بمفردنا، وفي كوب سأقود الجهود لحماية بريطانيا من تغير المناخ بالعمل مع الدول الأخرى أيضًا لتسريع التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة لحل المشكلات من جذروها”.
وبحسب ستارمر، فهدف 2030 سيطلق نار الحماسة والطاقة في المعاقل الصناعية، وسيكسر الحواجز التي تعرقل النمو محليًا، كما ستعزز الأمن القومي وتحمي الصغار والكبار من أزمة تغير المناخ فضلًا عن الرخاء المستقبلي.
وفي السياق ذاته، يرى دارين دافيدسون أن المملكة المتحدة أول البلدان الصناعية الكبرى التي تحقق هدف التخلص التدريجي من محطات الكهرباء العاملة بالفحم، كما أنها رائدة في مجال الرياح البحرية، مطالبًا باستمرار ذلك الزخم من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سكوتيش باور كيث أندرسون، المطالب الكثيرة التي يتطلّبها تحقيق أهداف الطاقة النظيفة، لافتًا إلى مضاعفة الشركة استثمارات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة من 12 إلى 24 مليار جنيه إسترليني بين عامي 2024 و2028.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..