تكتسب سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية أهمية حيوية مع وصول الملايين من تلك المكونات الثمينة إلى نهاية عمرها الافتراضي خلال السنوات المقبلة، وتزايد الطلب على حلول مستدامة للتخلص منها بتكلفة منخفضة ودون انبعاثات كربونية.
وظهرت عدة تقنيات لإعادة تدوير معدات الطاقة الشمسية واستخلاص ما يقرب من 100% من قيمة مكوناتها، ومنها الفضة والسيليكون والنحاس والألومنيوم والرصاص والزجاج، وفق تقرير دولي رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتستحوذ صناعة إعادة تدوير الألواح الشمسية على اهتمام شركات التكنولوجيا، التي تستعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لفصل المواد الحيوية عن المعدات الشمسية المستعملة أو المكسورة، ما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري وتقليل النفايات.
وحقّقت شركة سولار بانيل ريسايكلينع الأميركية الناشئة (Solar Panel Recycling) نجاحات كبيرة في صناعة إعادة تدوير الألواح الشمسية منذ تأسيسها في عام 2023، مع استعمالها تقنيات آلية فائقة لفصل المكونات عالية النقاء والثمينة من الألواح.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة بريت هندرسون، أن الشركة كانت تركز في البداية على إعادة تدوير الإلكترونيات وتدمير البيانات، ثم انتقلت إلى مجال إعادة تدوير الألواح الشمسية مع كثرة نفايات المحطات.
10 ملايين طن نفايات بحلول 2050
يزداد الاهتمام بمسائل إعادة التدوير مع وصول العديد من الأنظمة الكهروضوئية إلى نهاية عمرها الافتراضي، وكثرة المخاوف من تضخم مكبات النفايات بالمعدات الشمسية عندما يتوقف استعمالها ولا تعود مفيدة.
وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” أن تتخلص الولايات المتحدة وحدها من 10 ملايين طن من المعدات الشمسية في مكبات النفايات بحلول عام 2050، حال عدم إعادة تدوير الألواح التي وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي.
وتلقي الولايات المتحدة ما يقرب من 140 مليون طن من النفايات من جميع الأنواع كل عام، بحسب بيانات وكالة حماية البيئة الأميركية.
وتهتم رابطة صناعات الطاقة الشمسية (SEIA) بعمليات إعادة تدوير الألواح الشمسية، إلى حد أنها لم تعتمد البرنامج الوطني لإعادة التدوير الكهروضوئي، الذي تأسس عام 2016، ويضم شبكة من مقدمي خدمات إعادة التدوير، إلا بعد تدقيق وتقييم إجراءاته وتقنياته.
ولاحظ المحررون في مجلة بي في ماغازين في أثناء جولتهم في مصنع تملكه شركة سولار بانيل ريسايكلينغ بولاية نورث كارولينا الأميركية، تطبيق تقنيات مبتكرة آلية للغاية في صناعة إعادة تدوير الألواح الشمسية.
تجربة شركة أميركية ناشئة
بدأت سولار بانيل غزو مجال إعادة تدوير الألواح الشمسية عندما قرر أحد عملاء المرافق القدامى إيقاف مزرعة شمسية صغيرة تحتوي على 10 آلاف لوح.
وقضت الشركة 5 سنوات في إجراء الأبحاث، التي تضمنت رحلات إلى دول في أوروبا وآسيا، لمراقبة العمليات المتخصصة في صناعة إعادة التدوير، لأن هذه الدول أكثر تقدمًا فيما يتعلق بإعادة تدوير النفايات، على حد قول هندرسون.
وتملك سولار بانيل الآن 4 مواقع: 2 بولاية نورث كارولينا، التي تُعد مركزًا لها، وواحد في جورجيا والآخر بتكساس، إذ تُجري فيه الشركة أعمال البحث والتطوير لمواصلة عمليات إعادة تدوير الألواح الشمسية ومعايير الاستدامة.
ويعمل في الشركة خبراء في تفكيك الألواح والتأكد من عدم تلوث أي من مكوناتها بالسيليكون، ثم يستعملون تطبيقات الذكاء الاصطناعي والعمليات الخاصة، لفصل المكونات المهمة بطرق نظيفة تمامًا، لتتصدّر شركات إعادة تدوير الألواح الشمسية في الولايات المتحدة.
ويشدد هندرسون على أهمية البحث والتطوير في إعادة تدوير الألواح الشمسية، لمواكبة التقدم في تقنيات الطاقة الكهروضوئية بدلًا من إهدارها في مدافن النفايات، ما قد يساعد في دعم سلسلة التوريد الأميركية وتسريع نمو منشآت الطاقة الشمسية في البلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..