تتصاعد حرب الطاقة بين بروكسل وبكين، فبعد فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية، يواجه وقود الديزل الحيوي الصيني مصيرًا مشابهًا، إذ قد تصل الضرائب عليه إلى أكثر من 35% لبعض المنتجات.
وجاء القرار الأوروبي بشأن واردات الديزل الحيوي بسبب رخص المنتج القادم من الصين، مقارنة بالصناعة المحلية، ما أثر سلبًا على المنتجين المحليين، نتيجة لما دعته المفوضية بـ”الأسعار غير العادلة”، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ووجدت التحقيقات التي أجرتها المفوضية الأوروبية أن الديزل الحيوي الصيني الرخيص، أضر بالعمالة في الشركات المنتجة، نتيجة تأثيره السلبي في الأداء، إذ كانت شركات عدة قد قررت وقف المشروعات، ومنحت شركات أخرى العمال إجازات مفتوحة بسبب ضغط الأداء.
وبصورة عامة، فإن الديزل الحيوي الصيني، ليس بمفرده في قطاع الوقود الحيوي المتهم بالإضرار بمصالح الشركات والعمال في أوروبا.
ففي وقت سابق من شهر يوليو/تموز الجاري، أعلنت شركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell)، وقف مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام في السويد والذي كانت قد أطلقته عام 2021 بالتعاون مع شركة فاتنفول السويدية (Vattenfall).
كما قررت إغلاق أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا والذي تحتضنه هولندا، بسبب ما وصفته بـ “مخاوف تتعلق بالجدوى الاقتصادية”.
آثار مدمرة
قال مجلس الديزل الحيوي الأوروبي (EBB) في مطلع شهر يوليو/تموز 2024، إن الديزل الحيوي الصيني له آثار مدمرة في الإنتاج المحلي، وذلك تعليقًا على شكاوى عديدة تلقتها المفوضية الأوروبية بهذا الشأن.
وبناء عليه، اتخذت أوروبا قرارًا بفرض رسوم جمركية على وارداتها من الديزل الحيوي بنسبة تبدأ بنحو 12.8%، وتزيد لبعض المنتجات إلى 36.4%، حسبما ذكرت وكالتا رويترز وبلومبرغ.
وعلى سبيل المثال ستفرض أوروبا رسومًا جمركية بنسبة 12.8% على الديزل الحيوي الصيني من إنتاج شركة “إكوسرس غروب” EcoCeres Group.
ووفق الموقع الإلكتروني للشركة، فهي تعرف نفسها بأنها ” شركة تكرير حيوية مبتكرة ومتقدمة تتمتع بقدرة قوية في مجال البحث والتطوير وأداء متميز في مجال البيئة والحوكمة .. نحن نعمل بشكل استباقي على تعزيز ودعم الاستدامة عبر الحدود”.
وتشير إلى أنها تقوم بتحويل نفايات الكتلة الحيوية إلى طاقة ومواد خضراء بنسبة 100%، لإزالة الكربون من قطاع النقل وكل متطلبات الحياة.
بينما قررت أوروبا فرض ضريبة بنسبة 36.4% على الديزل الحيوي الصيني المنتج من شركة “جياو غروب” Jiaao Group، التي قامت ببناء أول مركز لأبحاث وتطوير الملدنات الصديقة للبيئة في بلادها عام 2006، كما دشنت مصنع الوقود الحيوي قبل عامين، وفق موقعها الإلكتروني.
كما تبلغ نسبة الضريبة المرتقبة على منتجات شركة مثل “زهوي غروب”، نحو 25.4%، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
تصدير معظم الديزل الحيوي الصيني
قررت أوروبا فرض رسوم إغراق حمائية على الديزل الحيوي الصيني في منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، وتستمر 5 سنوات، في حين أن التحقيقات بشأن تلك المنتجات تتواصل حتى فبراير/شباط 2025.
وأشار مجلس الديزل الحيوي الأوروبي إلى القرار قائلًا: “رغم أن الواردات الصينية ليست السبب الوحيد وراء هذه القرارات، لكن الديزل الحيوي القادم من بكين أسهم في خلق صعوبات أمام المنتجين المحليين”.
وأضاف المجلس أن الواردات من الديزل الحيوي الصيني بلغت 1.8 مليون طن في 2023، وبكين تصدر 90% من إنتاجها من هذا الوقود، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان المجلس قد أشار إلى بعض السلبيات الناجمة عن واردات الديزل الحيوي الصيني الرخيص إلى الكتلة الأوروبية، منها قيام شركة شيفرون للطاقة المتجددة (Chevron Renewable Energy Group) بمنح إجازة لعمالها في ألمانيا.
كما أوقفت شركة شل مصنعها في هولندا، وبالمثل فعلت شركة النفط البريطانية “بي بي” BP في ألمانيا، كما أغلقت شركة “أرجنت إنرجي” Argent Energy مصنعًا تابعًا لها.
من جهتها، رحبت الرابطة الأوروبية للوقود الحيوي المعتمد على النفايات، بالقرار، وقالت إنه سيسهم في إعادة السوق المحلية إلى حالته الطبيعية، خاصة وأنها تعاني من وضع سئ للغاية منذ عام 2022.
وكانت المفوضية قد قررت فرض رسوم جمركية على واردات أوروبا من السيارات الكهربائية الصينية قبل عدة أسابيع، للأسباب ذاتها، وهي عدم قدرة المنتجين المحليين على منافسة الصناعة الصينية، وزعمت الكتلة أن بكين تقدم دعمًا لصادراتها من تلك المركبات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..