اقرأ في هذا المقال

  • صادرات الكهرباء الفرنسية تسجل مستويات قياسية في مايو
  • توقعات بأن تُسهم صادرات الكهرباء الفرنسية في زيادة إمدادات الكهرباء في أوروبا
  • لامس صافي صادرات الكهرباء الفرنسية 9.2 تيراواط/ساعة في شهر مايو (2024)
  • خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2023 لامس صافي صادرات الكهرباء في فرنسا 17.6 تيراواط/ساعة
  • ظلّت إنتاجية الطاقة الشمسية مستقرة عند 2.4 تيراواط/ساعة

ما تزال صادرات الكهرباء الفرنسية تسجل مستويات قياسية هي الأعلى في أوروبا، ما يسلط الضوء على جدوى السياسات التي تنتهجها حكومة البلد الأوروبي، لتعزيز إنتاجية الطاقة المتجددة لإزالة الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

وكانت مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب الطاقة النووية السبب الرئيس في الصعود القياسي، الذي حققته فرنسا في إنتاج الكهرباء وتصديرها إلى الاقتصادات الأوروبية الكبرى.

وفي عام 2023، ساعدت تدفقات الكهرباء من فرنسا إلى الاقتصادات الرئيسة -مثل ألمانيا وإيطاليا- في تعويض انخفاض توليد الطاقة المحلية في تلك البلدان، بسبب نقص الغاز الطبيعي منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 22 فبراير/شباط (2022).

وستُسهم تدفقات صادرات الكهرباء الفرنسية المرتفعة في عام 2024، في زيادة إمدادات الكهرباء في مختلف أنحاء أوروبا، ما يحفّز تعافي النشاط التجاري الإقليمي عبر خفض أسعار الكهرباء الإقليمية بصورة أكبر، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

زيادة قياسية

لامس صافي صادرات الكهرباء الفرنسية 9.2 تيراواط/ساعة في شهر مايو/أيار (2024)، مسجلةً أعلى مستوياتها منذ عام 2012 على الأقل، ويُعزى هذا -أساسًا- إلى ارتفاع معدلات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والنووية والكهرومائية، إلى جانب ضعف الطلب، وفق ما صرّح به محللون إلى منصة مونتيل (Montel).

وقال كبير المحللين في وحدة إنرجي كوانتيفايد (Energy Quantified) المتخصصة في تزويد معلومات سوق الطاقة والتابعة لمنصة “مونتيل”، إيلرت إيليفسن، إن “الزيادة التراكمية في توليد الطاقة النووية والشمسية والكهرومائية البالغة سعتها 24 تيراواط/ساعة والمسجلة منذ بداية العام الحالي (2024) وحتى الآن، مقارنةً بالعام الماضي (2023)، تظهر أن صافي صادرات الكهرباء الفرنسية قد قفزت بنسبة 182% (خلال المدة ذاتها)”.

وأضاف إيليفسن، أن تبادل السلع بين فرنسا وجيرانها من الدول الأوروبية قد تضاعف بمعدل 3 مرات -تقريبًا- على أساس سنوي، ليصل إلى 31.8 تيراواط/ساعة خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار (2024) رغم القيود المفروضة على سعة الصادرات خلال المدة من مارس/آذار إلى أواسط مايو/أيار (2024).

دفعة نووية

ارتفعت إنتاجية فرنسا من الطاقة النووية بنسبة 10.5% على أساس سنوي، لتصل إلى 27.7 تيراواط/ساعة، مسجلةً بذلك أعلى مستوى لها خلال شهر مايو/أيار، منذ عام 2019، وفق البيانات الصادرة عن إنرجي كوانتيفايد ومشغل نظام نقل الكهرباء في فرنسا آر تي إي (RTE).

ومثّلت الطاقة النووية ما نسبته 67% من إجمالي توليد الكهرباء، كما غطت 90% من الطلب على تلك السلعة الإستراتيجية في فرنسا، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت نفسه قفز معدل توليد الكهرباء بالطاقة الكهرومائية بنسبة 44% على أساس سنوي إلى 7.3 تيراواط/ ساعة، ما عوّض -جزئيًا- الهبوط البالغ نسبته 25% في إنتاج طاقة الرياح إلى 2.6تيراواط.

وظلّت إنتاجية الطاقة الشمسية مستقرة عند 2.4 تيراواط/ساعة، على الرغم من أنها لامست أعلى مستوياتها على الإطلاق عند أقل من 15 غيغاواط في 10 مايو/أيار (2024).

وقال الخبير في سوق الطاقة الفرنسية لدى إحدى الوحدات التابعة لمنصة التحليلات “مونتيل”، كليمنت بويلو: “مع ارتفاع الطلب بنسبة 2% على أساس سنوي لتبلغ 30.8 تيراواط/ساعة وتوليد الكهرباء بنسبة 9% لتصل إلى 41.1 تيراواط/ساعة، تشهد فرنسا زيادة في المعروض، كما أنها تصدر الكثير من الكهرباء النظيفة إلى جيرانها، ما يدعم الأسعار في فرنسا، ويفرض قيودًا على نظيراتها في البلدان المجاورة”.

وأشار بويلو إلى أنه لا يتوقع أن يتغير الوضع “خلال شهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز (2024) على الأقل”، مردفًا بأن البلد الأوروبي لديه “مخزون هائل من المياه في الخزانات، وما يزال الجليد يذوب في الجبال”.

فرنسا الأعلى أوروبيًا

برز صافي صادرات الكهرباء الفرنسية الأعلى في أوروبا خلال العام الماضي (2023) نتيجة تراجع الطلب واستئناف العمل في كثير من الأسطول النووي في البلاد.

وخلال المدة المذكورة زادت صادرات الكهرباء الفرنسية عن وارداتها بنحو 50 تيراواط/ساعة، بعد أن كانت باريس مستوردًا صافيًا للكهرباء في عام 2022 للمرة الأولى خلال أكثر من 40 سنة، وفق تحليل “مونتيل”.

ويتناول هذا التحليل قيمة واردات وصادرات الكهرباء في أوروبا خلال الأشهر الـ6 الأخيرة من 2023، ويقارنها ببيانات النصف الأول من العام.

وبلغ إجمالي صافي صادرات الكهرباء الفرنسية 31.1 تيراواط/ساعة في النصف الثاني من 2023، واستأثرت ألمانيا وإيطاليا بمعظم تلك الصادرات (8 تيراواط/ساعة لكل منها).

وخلال الأشهر الـ6 الأولى من 2023، لامس صافي صادرات الكهرباء في فرنسا 17.6 تيراواط/ساعة.

وتعني تلك الأرقام أن فرنسا كانت أكبر مصدر صافٍ للكهرباء خلال عام 2023، متفوقةً على السويد (28.6 تيراواط/ساعة) التي حلت في المركز الثاني.

محطة شمسية في فرنسا
محطة شمسية في فرنسا – الصورة من e360.yale

عوامل الارتفاع

كان انخفاض الطلب وعودة جزء كبير من أسطول فرنسا النووي إلى العمل من العوامل الرئيسة في اعتلاء البلاد قائمة أكبر البلدان المصدرة للكهرباء في أوروبا خلال العام الماضي.

وظلت السويد ثاني أكبر مصدر صافٍ للطاقة في النصف الثاني من العام، إذ لامست صادراتها 14 تيراواط/ساعة من الكهرباء إلى دول أخرى.

وتفوقت النرويج على إسبانيا لتصبح ثالث أكبر مصدر صافٍ للكهرباء بإجمالي 9.6 تيراواط/ساعة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المركز الرابع جاءت هولندا التي بلغ صافي صادراتها من الكهرباء 8.8 تيراواط/ساعة.

في المقابل حافظت إيطاليا على مركزها أكبر بلد مستورد للكهرباء في أوروبا في النصف الثاني من العام الماضي (2023)، إذ وصلت وارداتها من تلك السلعة إلى 24.6 تيراواط/ساعة، منها 8.2 تيراواط/ساعة جاءت من فرنسا و10.4 تيراواط/ساعة من سويسرا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

رابط المصدر

شاركها.