اقرأ في هذا المقال
- تعول اليابان على الطاقة النووية في تسريع التحول الأخضر
- اليابان تستهدف توليد ما بين 20%و 22% من الكهرباء بالطاقة النووية
- قد تقبل هيئة تنظيم الطاقة النووية اليابانية طلب رفض تشغيل مفاعل تسوروغا 2
- تراجع اعتماد اليابان على الطاقة النووية في توليد الكهرباء بعد حادثة فوكوشيما
- هناك 5 مناطق صدع قصيرة نسبيًا أسفل مفاعل تسوروغا 2
أثار مفاعل نووي في اليابان حالةً من الجدل الساخن، بعدما شككت الشركة المشغّلة له في صلاحية استئناف تشغيله؛ لاحتمال وجود صدع زلزالي نشط أسفل المنطقة المبني عليها.
وقد تقبل هيئة تنظيم الطاقة النووية في اليابان إن آر إيه (NRA) بالتوصية التي تقدمت بها شركة الطاقة الذرية اليابانية جيه إيه بي سي (JAPC)، بشأن رفض استئناف تشغيل المفاعل؛ ما قد سيؤثّر سلبًا بجهود التحول الأخضر في البلد الواقع شرق آسيا.
وتعوّل اليابان على إعادة تشغيل المفاعلات النووية المتوقفة عن العمل، من بين تدابير أخرى عدّة، لتعزيز معدلات توليد الكهرباء بتلك التقنية النظيفة التي تعاني انتكاسةً منذ كارثة مفاعل فوكوشيما النووي التي حدثت عام 2011.
وتستهدف طوكيو استعمال الطاقة النووية في توليد ما يتراوح بين 20% و22% من إجمالي الكهرباء المُنتَجة في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ ما يتطلب رفع السعة لتشغيلية للطاقة النووية إلى 24 غيغاواط، بحسب بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
طلب إحاطة
قرر مفوّضو هيئة تنظيم الطاقة النووية في اليابان “إن آر إيه” توجيه طلب إحاطة إلى رئيس شركة الطاقة الذرية اليابانية “جيه إيه بي سي” مامورو موراماتسو ، مطالبين إياه بحضور اجتماع الهيئة في أعقاب إعلان شركته نيّتها مراجعة طلبها بشأن استئناف تشغيل مفاعل الماء المضغوط تسوروغا 2 (Tsuruga-2)، البالغة سعته 1160 ميغاواط، وفق منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وجاء إعلان “إن آر إيه” خلال اجتماعها المنعقد اليوم الأربعاء 31 يوليو/تموز (2024) في أعقاب توصية طرحتها أمانتها العامة في 26 يوليو/تموز (2024)، مفادها أن مفاعل تسوروغا 2 لا يستوفي المعايير التنظيمية المطبّقة في اليابان، بسبب صعوبة غض الطرف عن إمكان حصول صدع زلزالي أسفل مبنى المفاعل، والذي من الممكن أن يصبح نشطًا في المستقبل.
وإذا أخذت “إن آر إيه” بالتوصية، فسيمثّل ذلك أول حالة من نوعها بشأن رفض طلب استئناف تشغيل مفاعل نووي، منذ أن دخلت لوائح المنظومة الحالية للطاقة النووية في اليابان حيز التنفيذ عام 2012، في أعقاب الزلزال المدمر الذي هزّ البلاد عام 2011، وما تلاه من كارثة فوكوشيما النووية.
ومن الممكن أن يخلّف قرار رفض استئناف تشغيل مفاعل نووي، تسوروغا-2، المحتمل صدوره عن “إن آر إيه”، تداعيات كبيرة على سياسة التحول الأخضر في اليابان التي تعول على استعمال الطاقة النووية بوصفها تقنية نظيفة لإزالة الانبعاثات الكربونية، بناءً على معايير السلامة الموصى بها من قبل هيئة تنظيم الطاقة النووية.
وفي أعقاب توصية “إن آر إيه” قالت شركة الطاقة الذرية اليابانية، إنها ستواصل جهودها لإعادة تشغيل المفاعل النووي تسوروغا 2 عبر إجراء أبحاث إضافية وتعزيز أدلتها الدامغة الداعمة للقضية، في بيان منشور 26 يوليو/تموز (2024)، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
صَدْعْ زلزالي
ظل الصَدْعْ الزلزالي الموجود أسفل مفاعل تسوروغا 2 –يحمل الاسم الكودي “كيه”– يمثّل قضيةً رئيسةً منذ أن قدّمت شركة “جيه إيه بي سي” طلبًا إلى هيئة التنظيم النووي في عام 2015 لإثبات استيفاء الوحدة شروط ومعايير السلامة التنظيمية.
وتشترط “إن آر إيه” ألّا تُوضَعْ معدّات مهمة، بما في ذلك مباني المفاعل ومنشآته، على منطقة صَدْعْ نشطة زلزاليًا، شهدت وقوع زلزال خلال الـ130 ألف عام الماضية.
ووفق بيانات شركة الطاقة الذرية اليابانية، توجد 5 مناطق صَدْعْ قصيرة نسبيًا، بما في ذلك المنطقة “كيه”، أسفل موقع المفاعل النووي تسوروغا 2.
ومع ذلك، فقد يكون الصَدْعْ الزلزالي “كيه” قد تَشكّل منذ أكثر من 130 ألف سنة مضت، بحسب البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مراجعة معقّدة
أصبحت عملية المراجعة الموسّعة للمفاعل النووي تسوروغا 2 أكثر تعقيدًا بفعل الأخطاء الحاصلة في عملية التوثيق المقدّمة بوساطة شركة الطاقة الذرية اليابانية.
وأوقفت هيئة تنظيم الطاقة النووية في اليابان المراجعة الخاصة بمفاعل تسوروغا 2 نحو عامين، وتحديدًا من عام 2020 إلى 8 ديسمبر/كانون الأول (2022)، بعدما وجد المراجعون أن هناك ما يزيد على ألف خطأ في وثائق السلامة الخاصة بشركة “جيه إيه بي سي”.
وفي أبريل/نيسان (2023)، مُنِحت الشركة مهلة حتى 31 أغسطس/آب (2023) لإعادة تقديم الوثائق بعد تنقيحها من الأخطاء.
وقال مفوض هيئة تنظيم الطاقة النووية في اليابان أكيرا إيشيواتاري، الذي كان مسؤولًا -آنذاك- عن المخاطر الطبيعية في الهيئة: “بالنظر إلى هذا الوضع ومع وجود أخطاء كثيرة جدًا، لا نَقدِر على مواصلة أعمال المراجعة”، في تصريحات سابقة أدلى بها خلال اجتماع مفوضي الهيئة في 5 أبريل/نيسان (2023).
وخلال ذلك الاجتماع منح مفوّضو “إن آر إيه” مهلةً زمنيةً تنتهي في 31 أغسطس/ آب (2023)، تُقدِّم خلالها شركة الطاقة الذرية اليابانية البيانات الخاصة بالمفاعل النووي تسوروغا 2.
ويوضح الفيديو أدناه مقتطفات من مفاعل الماء المضغوط تسوروغا 2:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..