هو إيه اللي بيحصل في عالم النفط؟! و ليه إنتاج النفط الأمريكي فجأة زاد بنسبة 6.5% في 2024؟! هل الموضوع ليه علاقة بالاقتصاد العالمي؟ ولا فيه حاجة ورا الكواليس بتتحكم في سوق الطاقة؟ وإيه اللي خلاهم يوصلوا للأرقام الكبيرة دي، خصوصًا في وقت الكل بيتكلم فيه عن الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري؟! تعالوا نكشف مع بعض أسباب الزيادة دي وإيه تأثيرها علينا هنا في مصر والعالم العربي!
الأول لازم نفهم القصة من البداية.. أمريكا هي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وده مش جديد..على مدار السنوات الأخيرة، التطور التكنولوجي في الحفر واستخراج النفط، خاصةً النفط الصخري، خلى الإنتاج الأمريكي ينطّ بشكل رهيب.. لكن في 2024 حصلت زيادة ملحوظة في الإنتاج بنسبة 6.5%، والأرقام دي فاجئت الكل!
طب إيه اللي حصل؟ ليه الإنتاج زاد دلوقتي بالذات؟ وهل ده هيأثر على أسعار البترول العالمية؟
في 2024، أمريكا ركّزت على زيادة إنتاجها من النفط لعدة أسباب أهما ان الطلب العالمي زادو بعد فترة من التقلبات الاقتصادية والركود اللي حصل بسبب كورونا، الاقتصادات العالمية بدأت تتعافى وده خلق طلب أكبر على الطاقة بشكل عام، وخصوصًا النفط. الدول الكبيرة زي الصين والهند بقت تحتاج كميات أكبر لتشغيل مصانعها وإنعاش اقتصاداتها.
وتاني سبب الأزمات الجيوسياسية والصراعات في مناطق زي روسيا وأوكرانيا أثرت على إمدادات الطاقة العالمية، واللي خلا أمريكا تحاول تعوض النقص ده.. وده أدى لإن الشركات الأمريكية زودت الإنتاج علشان تقدر تستغل الفرصة وتصدر أكتر.
كمان ارتفاع أسعار النفط سبب من أسباب زيادة انتاج أمريكا ولما سعر البرميل بدأ يرتفع بسبب النقص في الإمدادات العالمية، الشركات الأمريكية لقت إنها لو زودت إنتاجها، هتحقق أرباح أكبر. وده طبيعي في سوق العرض والطلب.
واخر سبب هو السياسة الأمريكية الداخلية وده لأن الحكومة الأمريكية بدأت تدعم مشروعات الطاقة المحلية بشكل أكبر. ورغم الكلام عن الطاقة النظيفة، الحقيقة إن النفط لسه ليه مكانة كبيرة في الاقتصاد الأمريكي، وده ساعد على تمويل مشروعات جديدة وزيادة الإنتاج.
طب هل التطور التكنولوجي كان ليه دور في زيادة انتاج أمريكا من النفط؟
التكنولوجيا كمان ليها دور كبير في الطفرة دي.. الحفر الأفقي وتقنيات “التكسير الهيدروليكي” خلت استخراج النفط من الصخور أسهل وأسرع..و الشركات الأمريكية بقت تقدر تستخرج كميات أكبر بتكلفة أقل، وده خلاهم قادرين ينافسوا على الساحة العالمية.. وفي 2024، التقنيات دي وصلت لمستويات جديدة من الكفاءة، وده كان واحد من الأسباب اللي خلت الإنتاج يزيد بالشكل ده.
طيب، إيه اللي ممكن يحصل بعد زيادة الإنتاج دي؟ وايه تأثير زيادة الإنتاج على السوق العالمي؟
هيكون ليه تأثير على اكتر من حاجة.. أولها تأثير على الأسعار: لما أمريكا تزود إنتاجها بالشكل ده، ده معناه إن العرض في السوق هيزيد، وده غالبًا هيأثر على أسعار النفط العالمية. يعني ممكن نشوف انخفاض في سعر البرميل. وده أكيد ليه تأثير مباشر علينا في المنطقة العربية، خصوصًا الدول المنتجة للنفط.
وتاني حاجة من التاثيرات منافسة مع دول أوبك.. الدول الأعضاء في منظمة أوبك (زي السعودية والإمارات) هتحس إن أمريكا بتزاحمها في السوق. ممكن ده يخلق نوع من المنافسة على الحصص في السوق العالمي، وده هيخلينا نشوف تحركات جديدة من أوبك للحفاظ على توازن الأسعار.
كمان هنشوف استثمارات جديدة والشركات الأمريكية هتفضل تستثمر في استخراج النفط طالما في طلب عالمي وسعر مناسب.. وده هيخليهم يستمروا في زيادة الإنتاج الفترة الجاية، وده ممكن يخليهم يتوسعوا أكتر في التصدير.
نيجس بقا للسؤال الأهم .. إيه علاقة الكلام ده بينا هنا في مصر أو في الدول العربية؟
لو أسعار النفط نزلت بسبب زيادة الإنتاج الأمريكي، ده ممكن ينعكس على أسعار البنزين والوقود عندنا. ممكن نشوف استقرار في الأسعار أو حتى انخفاض بسيط، وده هيكون خبر كويس للمستهلكين.. والدول العربية المنتجة للنفط زي السعودية هتضطر إنها تراجع استراتيجياتها لو المنافسة مع أمريكا زادت.. ده ممكن يخلي أوبك تدخل تعديلات على كميات الإنتاج أو حتى تخفيضات جديدة علشان تضمن توازن السوق.
و بما إن مصر بتعتمد على استيراد جزء من احتياجاتها من الطاقة، فأي تغير في سوق النفط العالمي بيأثر علينا. لو حصل تراجع في الأسعار، ده ممكن يخفف الضغط على الميزانية العامة في مصر ويقلل من فاتورة الاستيراد.
فى النهاية لازم نكون عارفين ان زيادة إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 6.5% في 2024 موضوع مش بسيط، وهو انعكاس لحاجات كتير بتحصل في الاقتصاد العالمي. التكنولوجيا، الطلب المتزايد، والسياسة كلها لعبت دور في الطفرة دي. والسؤال هنا: هل ده هيخلي أمريكا تسيطر على سوق النفط بشكل أكبر؟ وهل أوبك هتسيب الوضع كده؟
الموضوع مش بس متعلق بالنفط، ده بيمس الاقتصاد العالمي كله! تابعونا دايمًا علشان نكون معاكم أول بأول في كل اللي بيحصل في عالم الطاقة والاقتصاد.