ما زالت صناعة الطاقة الشمسية في تركيا محاطة بالعديد من التحديات، التي تتغلّب على بعضها قوانين حكومية حمائية، ضد الصين في البداية، ثم ضمّت منتجات دول أخرى؛ من بينها بلد عربي، مستهدفة تجنب ارتفاع التكلفة، والمنافسة مع الواردات الرخيصة، لكن لا تزال هناك بعض الصعاب التي يرغب القائمون عليها في التخلص منها.

وأشار تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن تحتضن تركيا أكبر مصنع للوحات الطاقة الشمسية المتكاملة رأسيًا في أوروبا، أو تضم أكبر محطة للطاقة الكهروضوئية في القارة، وهي “كاليون كاربينار بي في” (Kalyon Karapinar PV) بقدرة 1.35 غيغاواط.

ويبدو أن هذا الوقت من عمر الطاقة الشمسية في تركيا محوري؛ إذ نجحت الدولة التي يقع جزء منها في أوروبا عند مضيق البوسفور، والباقي في آسيا، في توليد نحو 1.1 غيغاواط من هذا المصدر خلال أول شهرين من 2024، وهي تعادل نصف القدرة المركبة خلال عام 2023.

كما كشف معرض “سولار إكس 2024” الذي أُقيم على مدار 3 أيام في إسطنبول، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، عن أن هناك ما لا يقل عن 90 مصنعًا محليًا في تركيا لتجميع وحدات الطاقة الشمسية.

وقد تكون الطاقة الشمسية في تركيا، أحد رهانات الدولة ليس في صناعة تولد إيرادات من صادرات ضخمة فحسب، ولكن لعلاج مشكلات شح الطاقة في بلد يعاني قلة مصادر الوقود الأحفوري، وينفق مبالغ طائلة على فاتورة واردات الطاقة.

تركيا تسبق أوروبا

تحظى صناعة الطاقة الشمسية في تركيا بكثير من السياسات الداعمة. فبينما لا تزال أوروبا تناقش ما إذا كان من الضروري فرض رسوم جمركية على الواردات من الوحدات الصينية، كانت أنقرة قد سبقتها بـ7 سنوات على الأقل.

ففي عام 2017، أعلنت الحكومة قائمة فرض رسوم إغراق على منتجات 16 شركة صينية لصناعات الطاقة الشمسية، بقيمة 20 دولارًا لكل متر مربع، وزادتها لمجموعة شركات أخرى في وقت لاحق إلى 25 دولارًا. كما أن هذه الرسوم ليست التكلفة الوحيدة؛ إذ فرضت تركيا ضريبة القيمة المضافة على المستوردين في 2020.

وفي مارس/آذار 2024، حظيت صناعة الطاقة الشمسية في تركيا بفرصة القضاء على منافسين آخرين؛ إذ وسّعت الحكومة رسوم الإغراق لتضم منتجات قادمة من دول فيتنام وتايلند وكرواتيا وماليزيا، إضافة إلى البلد العربي الأردن، حسبما ذكر موقع مجلة “بي في ماغازين”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فرضت ضريبة القيمة المضافة على مستوردي وحدات ومعدات الطاقة الشمسية؛ ما كان لها أثر كبير في تكلفة المنتج المستورد؛ إذ زادت تكلفة الواط من 0.21 دولارًا إلى 0.51 دولارًا.

ولم يتوقف سخاء الحكومة مع صناعة الطاقة الشمسية في تركيا عند هذا الحد، ففي العام الماضي -أيضًا- وضعت أنظمة لتسهيل تمويل المشروعات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

جانب من معرض سولار إكس في إسطنبول التركية – الصورة من إيسيل هابر

سخاء حكومي

ما تزال صناعة الطاقة الشمسية في تركيا في وضع المبتدئ الذي يعمل على تجميع الوحدات فقط وليس التصنيع بكل مراحله، رغم سخاء الحوافز الحكومية. ومن بين عشرات مصانع التجميع، هناك 8 شركات كبيرة تنتج قدرة 1 غيغاواط سنوية فقط، ومنذ فبراير/شباط الماضي، لم تنتج سوى شركة واحدة سبائك تلك المشروعات، وفق شركة التحليلات “بي دبليو سي”.

ومشروع “كاليون بي في” هو الوحيد المحلي في صناعة الطاقة الشمسية في تركيا القادر على إنتاج السبائك والرقائق والخلايا الخاصة به، وتبلغ قدرته السنوية 2 غيغاواط، وفق الشركة التي تقول إنها تستهدف زيادتها إلى 10 غيغاواط خلال 10 سنوات.

وقال متحدث باسم الشركة، خلال معرض “سولار إكس” في إسطنبول، إن السوق التركية تتوسّع؛ ما يتناسب مع نمو الشركة، و”نستهدف تصدير منتجاتنا إلى أميركا؛ فهي عالية الجودة، ونحن من بين شركتين تركيتين حصلتا على شهادة “يو إل” ( Underwriters Laboratories) التي تسمح بدخول سوق الولايات المتحدة”.

وبالنسبة لشركات الطاقة الشمسية في تركيا الكبيرة؛ فإن الولايات المتحدة هي سوق الفرص، خاصة أن حظر دخول المنتجات الصينية من منطقة الإيغور بسبب العمل القسري يبعد منافسًا قويًا، مع الدعم الذي تحصل عليه مثل هذه الشركات من قانون الحد من التضخم، ستكون الفرصة المقدمة أعظم.

ولم يتوقف اهتمام شركات الطاقة الشمسية في تركيا بالسوق الأميركية عند التصدير؛ فقد بدأت “إيلين إنرجي” بتدشين مصنع للوحدات في ولاية تكساس الشهر الماضي، كما أبرمت اتفاقيات توزيع وزيادة الإنتاج إلى 2 غيغاواط خلال 18 شهرًا.

وجاء إعلان إيلين إنرجي، بعدما دشّنت شركة “إنيغرات سولار” التركية Energate Solar مشروعًا مشابهًا بالقدرة نفسها في الولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.