توقّع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس “Goldman Sachs” ارتفاع الطلب على وقود السيارات بنسبة 5% بحلول عام 2032، مسجلًا 50 مليون برميل يوميًا.
ويرى تقرير البنك، الصادر يوم الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة، أنه مع توسُّع الاعتماد على السيارات الكهربائية المتوقع، سيهبط الطلب بصورة حادة، إذ من المحتمل أن تسجل تلك المركبات أكثر من نصف المبيعات بحلول عام 2040.
ورغم أن الطلب على وقود السيارات سيتخذ اتجاهًا هبوطيًا على المدى الطويل، فإنه سيبقى مرتفعًا بنسبة 4% فوق مستوى عام 2023 بحلول 2040؛ بسبب ارتفاع عدد المركبات الذي يعوض التحول المحتمل بنسبة كبيرة إلى السيارات الكهربائية.
ويشكك بعضهم في قدرة المركبات الكهربائية على الحدّ من الطلب على وقود السيارات؛ بدليل الطفرة القياسية لمبيعات الوحدات الكهربائية في النرويج خلال السنوات الأخيرة، وعدم وجود تأثير ملحوظ لذلك بانخفاض للطلب على الوقود في البلاد؛ ما أربك حسابات المحللين المتوقعين هبوط استهلاك البنزين والديزل بصورة كبيرة.
وأظهرت بيانات تحليلية في أغسطس/آب 2023، صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة، استقرارًا نسبيًا للطلب على وقود الطرق في الدولة الأوروبية، رغم الارتفاع القياسي لمبيعات المركبات الكهربائية.
تفاوت الطلب على وقود السيارات
توقّع تقرير صادر عن بنك الاستثمار “غولدمان ساكس” أن يتفاوت معدل الطلب على وقود السيارات في دول العالم المختلفة خلال العقدين المقبلين، وحتى عام 2040.
وعلى سبيل المثال، تشهد الصين ذروة الطلب على وقود السيارات بحلول 2025، بينما يتصاعد نمو الطلب على مشتقات النفط من وقود المركبات في باقي الدول الناشئة حتى 2040، والتي تعوض بدورها التراجع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق تقرير “غولدمان ساكس”.
وقال “غولدمان ساكس”، إن توقيت ذروة الطلب على وقود السيارات قد يمتد من عام 2025 إلى ما بعد عام 2040، في ظل مسارات بديلة للنمو الاقتصادي والسيارات الكهربائية الجديدة، موضحًا أن منتجات البتروكيماويات ووقود الطائرات تتمتع بآفاق نمو أقوى.
وأوضح التقرير أن 1.7 مليار مركبة قادت 47% من الطلب على النفط في 2023، نصفها من وقود البنزين، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024.
وتعكس تلك الأرقام مؤشرات على تأثير السيارات الكهربائية الجديدة في الطلب على النفط، والتي تتضمن تلك التي تعتمد على البطاريات، وكذلك الهجينة الحديثة التي تعمل بالبنزين مع إمكان شحن بطاريتها، وليست الهجينة التقليدية، وفق بنك الاستثمار.
بيانات البنك
يتوقع بنك الاستثمار “غولدمان ساكس” أن ينخفض استهلاك وقود السيارات لكل مركبة بنسبة 65%، ليصل إلى 285 غالونًا بحلول 2040، بفضل المركبات الكهربائية الجديدة، ورفع كفاءة استهلاك الوقود، ويرى أن عدد السيارات، متضمنًا الكهربائية الجديدة، سينمو بنسبة 60% بحلول عام 2040.
واعتمد غولدمان ساكس في توقعاته حول الطلب على وقود السيارات، على تحليل بيانات صادرة عن كل من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، إضافة إلى توقعات الدول المصدرة للنفط.
ويتسبب قطاع النقل بصورة عامة في إصدار نحو 30% من الانبعاثات، ويعول العالم على كهربة هذا القطاع لمكافحة تغير المناخ، والتصدي لظاهرة الاحترار العالمي، غير أن صناعة السيارات الكهربائية تواجه انتكاسات عديدة مؤخرًا.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، دعت وكالة الطاقة الدولية إلى تسريع خفض الطلب على الوقود الأحفوري والتوقف عن الاستثمارات في هذا القطاع، مع التوسع الكبير في تقنيات الطاقة النظيفة؛ ما يمكّن العالم من تحقيق هدف الحياد الكربوني والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية.
وترى الوكالة ضرورة خفض الطلب على الوقود الأحفوري بأكثر من 25% بحلول عام 2030
وتُعدّ هذه الدعوة تحديثًا لـ”خريطة طريق الحياد الكربوني بحلول 2050″، التي نشرتها وكالة الطاقة في عام 2021، وأحدثت جدلًا واسعًا في صناعة الوقود الأحفوري، بعدما طالبت بضرورة وقف مشروعات النفط والغاز فورًا، إذا أراد العالم تحقيق هدف خفض ظاهرة الاحتباس الحراري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..