أعلن مشغّلو مواقع إنتاج النفط والغاز المسال ومصافي التكرير في الولايات المتحدة حالة الطوارئ، مع اقتراب وصول العاصفة الاستوائية فرانسين إلى اليابسة.
وتشير تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن السواحل الأميركية تنتج حاليًا 1.8 مليون برميل يوميًا من النفط، فضلًا عن 1.9 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي.
وفرّ سكان المناطق الساحلية، وشرعت شركات النفط بإجلاء العمال من مواقعها البحرية، كما توقّف الإنتاج في خليج المكسيك.
ومن المتوقع أن تضرب العاصفة سواحل ولايتي لويزيانا وتكساس يوم غد الأربعاء الموافق (11 سبتمبر/أيلول 2024)، مصحوبة بأمطار ورياح قوية تتراوح سرعتها بين 85 و100 ميل في الساعة.
وبفعل المخاوف من تأثير العاصفة في حجم الإنتاج، سجلت أسعار النفط والغاز الطبيعي والبنزين ارتفاعًا.
إنتاج النفط الأميركي
حذّر خبراء الأرصاد من أن العاصفة الاستوائية فرانسين قد بدأت تشتدّ قوّتها سريعًا، ومن المتوقع أن تتحول لإعصار خطير من الدرجة الثانية.
ومن المتوقع أن تُلحق العاصفة أضرارًا إجمالية بقيمة 5 مليارات دولار إذا بلغت قوة إعصار من الدرجة الثانية، أمّا إذا ضعفت قوتّها عند وصولها للشاطئ، فستنخفض الخسائر إلى مليار دولار.
وبالتزامن مع حالة الطوارئ، أغلقت شركات النفط والغاز الكثير من منصات إنتاج النفط والغاز، ومنها إكسون موبيل وشل وشيفرون.
كما أُغلق ميناء براونزفيل في تكساس، وفُرضت قيود على مواني التصدير من كوربوس كريستي شمال الولاية إلى غالفستون.
وخفضت إكسون موبيل الإنتاج من منصة إنتاج النفط هوفر، وأجْلت شيفرون عمّالها غير الأساسيين من 4 منصات بحرية، وأوقفت إنتاج النفط والغاز في منصتين أُخريين.
وتقول شيفرون، إن إنتاجها ما زال عند مستوياته الطبيعية، وتواصل تزويد المستهلكين بالإمدادات عبر مواقعها البرية.
وبدورها، خفضت شركة شل الإنتاج في منصة واحدة، وأجْلت العمال غير الأساسيين من 3 مرافق أخرى، وأوقفت بعض عمليات الحفر في منصتين أخريين بخليج المكسيك.
وأعلنت شركتا وود سايد إنرجي وأوكسيدنتال بتروليوم استعدادهما للتحرك إذا استدعى الأمر، لكن شركة النفط البريطانية بي بي استبعدت أيّ تأثيرات كبيرة للعاصفة فرانسين في عمليات مواقعها البحرية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
ونتيجة ذلك، ارتفعت أسعار النفط بفعل المخاوف من أن يؤدي اقتراب وصول العاصفة فرانسين إلى توقُّف إمدادات الخام الأميركي.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر/تشرين الثاني سعر 71.69 دولارًا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر/تشرين الأول 68.49 دولارًا للبرميل، بحلول الساعة 05:54 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:54 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).
الغاز المسال الأميركي
من المتوقع أن تكون محطات الغاز المسال الأميركي الجديدة “كاميرون” و”كالكاسيو باس” و”دريفتوود” في مهب العاصفة فرانسين.
وبدأت شركة فريبورت استعداداتها لاستقبال العاصفة داخل محطتها في تكساس، التي تُعدّ ثاني أكبر محطات التصدير الأميركية.
وانخفضت إمدادات الغاز إلى محطات التصدير بنسبة 3.2%، مقارنة بيوم أمس 9 سبتمبر/أيلول.
وارتفع السعر الفوري للغاز الطبيعي بالجملة في الولايات المتحدة وفقًا لمؤشر “هنري هوب” الأميركي بنسبة تزيد عن 3.23%، إلى 2.2 دولارًا للمليون وحدة حرارية.
كما ارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي في بورصة نيويورك تسليم أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2024) بأكثر من 2.90%، إلى 2.23 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
مصافي التكرير
من المتوقع أن تتأثر مصافي التكرير الموجودة على ساحل الخليج الأميركي بقدرة إجمالية تصل إلى 5.8 مليون برميل يوميًا بالعاصفة فرانسين، وفق تقرير لوكالة “إس آند بي غلوبال” (spglobal)، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتفصيليًا، ثمة 3 مصافٍ هي الأكثر عرضة للخطر في كالكاسيو باريش بولاية لويزيانا، بإجمالي قدرة معالجة يصل إلى 854.500 ألف برميل يوميًا.
وتمتلك شركة فيليبس 66 مصفاة “ويست ليك” بقدرة 264 ألف برميل يوميًا، وأعلنت أمس (9 سبتمبر/أيلول) أنها تراقب عن كثب تطورات العاصفة، لكنها لا تتوقع أيّ تأثير لها في عملياتها.
وانضمت إليها شركة ديليك الأميركية (Delek) التي تدير مصفاة بقدرة 800 ألف برميل يوميًا في لويزيانا، بقولها، إنها تراقب الوضع، وستستمر بذلك على مدار الـ3 أو الـ4 أيام المقبلة.
وارتفع سعر بنزين ساحل الخليج الأميركي الخالي من الرصاص بمقدار 3.94 سنتًا، ليصل سعر الغالون إلى 1.94 دولارًا.
وجرى تداول العقود الآجلة للبنزين في نيويورك تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول عند 1.92 دولارًا للغالون، بزيادة 2.44 سنتًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..