تَعد إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية بتوفير مصدر واعد لإنتاج الكهرباء النظيفة وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، فضلًا عن تعزيز أمن الطاقة.
وعلى الرغم من الظروف المناسبة والموارد الوفيرة، لم تستغل دول أميركا اللاتينية سوى 2 غيغاواط فقط من إجمالي الإمكانات المتاحة البالغة 33 غيغاواط، وفق تقرير حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتأتي 75% من القدرة المستغلة لإمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية من 3 دول فقط، وهي المكسيك وكوستاريكا والسلفادور.
توسع مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية
في محاولة لاستغلال هذا المورد النظيف، من المتوقع ارتفاع استثمارات الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية من 570 مليون دولار هذا العام (2024) إلى 1.3 مليار دولار عام 2027، وفق تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
ويأتي نمو الاستثمارات نتيجة للزيادة المتوقعة في القدرة التشغيلية للطاقة الحرارية الأرضية -كمية الكهرباء المولدة فعليًا- إلى أكثر من 1.4 غيغاواط بحلول 2027، مقارنة مع 950 ميغاواط حاليًا، بزيادة تتجاوز 47%.
وترى ريستاد إنرجي، أن نمو قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية بحلول عام 2030 يكاد يكون مدفوعًا بالأهداف الحكومية فقط، إذ تحقق المشروعات القائمة نحو 67% من هذه الأهداف، أمّا النسبة المتبقية (33%) فما تزال تحتاج إلى مشروعات جديدة لم تُعلن بعد.
ومع ذلك، بعد عام 2030، من المتوقع أن يتباطأ النمو، لأن خريطة الطريق لحكومات أميركا اللاتينية تفتقر حاليًا إلى تحديد أولويات قوية للطاقة الحرارية الأرضية على المدى الطويل، فضلًا عن تحديات أخرى تواجه تطوير هذا المصدر النظيف، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
رواد الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية
تُعد المكسيك دولة رائدة بمجال الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية بحصة 51% من إجمالي القارة عبر استغلال 1 غيغاواط من هذا المصدر لتوليد الكهرباء، إذ تستفيد من احتياطياتها الغنية عبر المبادرات التي تقودها اللجنة الفيدرالية للكهرباء (CFE).
وتشرف هذه المؤسسة المملوكة للدولة على مشروعي سيرو بريتو (Cerro Prieto) بقدرة 570 ميغاواط، ولوس أزوفريس (Los Azufres) بسعة 240 ميغاواط، ليشكلا غالبية القدرة التشغيلية في المكسيك.
وبفارق كبير، تأتي كوستاريكا بالمرتبة الثانية بين أكثر الدول استغلالًا لقدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية، بسعة إجمالية 320 ميغاواط، ما يعادل 17% من الإجمالي داخل القارة.
وبحصة 12%، تأتي السلفادور في المرتبة الثالثة مع تطوير قدرة تصل إلى 230 ميغاواط، لتوليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية، وفق المعلومات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وفي المراكز التالية تأتي نيكاراغوا (9%) وغواتيمالا (4%) وتشيلي (4%) وهندوراس (2%)، بقدرات مركبة أقل بصورة كبيرة من الدول الـ3 الرائدة.
تحديات كبيرة على المدى الطويل
على الرغم من التفاؤل على المدى القصير، ما يزال مسار المشروعات على المدى الطويل مقيدًا، بسبب الظروف المتعلقة بمواقع الطاقة الحرارية الأرضية، إذ يصعب الوصول إلى المواقع في كثير من الأحيان، ما يجعل تطوير البنية التحتية صعبًا.
علاوة على ذلك، حتى في حال العثور على موقع جيد، فقد يكون بعيدًا عن خطوط نقل الكهرباء، ما يتطلب بنية تحتية جديدة باهظة الثمن، لربط مشروع الطاقة الحرارية الأرضية بالشبكة.
فضلًا عن ذلك، يواجه تطوير إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا اللاتينية تحديات التكاليف المتعلقة بالاستثمارات الأولية الكبيرة المطلوبة للاستكشاف والبنية التحتية، مقارنة بالمصادر المتجددة الأخرى منخفضة التكلفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ووسط هذه العقبات، تظهر فرصة واعدة قد تعطي قيمة مُضافة لاستغلال الطاقة الحرارية الأرضية، إذ تمثل المياه المالحة الناتجة عن تطويرها بديلًا أنظف لاستخراج الليثيوم، ما يقلل من استعمال طرق الاستخراج الضارة بالبيئة عادةً، خاصة أن أميركا اللاتينية تمتلك احتياطيات هائلة من هذا المعدن.
موضوعات متعلقة..
اقرا أيضًا..