تستعد قدرة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان لتحقيق نمو كبير يفوق التوقعات بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، بدعم من أهداف إنتاج الهيدروجين، والحاجة المُلحّة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، بالتوازي مع مواجهة التغيرات المناخية.

وصنّف تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- سلطنة عمان ضمن قائمة دول في منطقة الشرق الأوسط، المتوقع أن تتجاوز أهدافها الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين المحددة لعام 2030.

وبلغت سعة الطاقة المتجددة المركبة في عُمان 722 ميغاواط بنهاية عام 2023، مقارنة مع 705 ميغاواط العام السابق له، وفق أحدث البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة.

وفي خلال 6 سنوات، من المرتقب أن تصل قدرة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان إلى 30% من مزيج توليد الكهرباء، مقابل أقل من 5% خلال 2023.

الهيدروجين في عمان محرك لنمو الرياح البرية

تأتي صناعة الهيدروجين في سلطنة عمان ضمن العناصر الرئيسة التي ستسهم في نمو طاقة الرياح البرية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبصفة عامة، يُتوقع أن يقود إنتاج الهيدروجين نمو طاقة الرياح البرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليمثّل 40%، أي ما يعادل 4 غيغاواط من النمو المتوقع لطاقة الرياح بالمنطقة بحلول 2030، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

وطرحت سلطنة عمان مزادًا تنافسيًا لـ1 غيغاواط من قدرة طاقة الرياح البرية، لتسهم في النمو المتوقع لهذا القطاع في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال العام الجاري والمقدَّر بـ10 غيغاواط، بزيادة 8% على عام 2023.

أحد مشروعات طاقة الرياح في سلطنة عمان – الصورة من بيزنس نيوز ريبورت

ولتحفيز صناعة الهيدروجين في عمان، حصل المطورون في السلطنة على أراضٍ منخفضة التكلفة لبناء مشروعات لإنتاج الهيدروجين للصناعات المحلية، بالإضافة إلى توفير فرص لتصدير الأمونيا، وهو منتج مهم مشتق من الهيدروجين.

وتأتي هذه المبادرات جزءًا من إستراتيجية أوسع نطاقًا لإنتاج نحو 1.25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، مع هدف طموح لزيادة الإنتاج إلى 8.5 مليون طن في 2050.

الكهرباء وقدرة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان

بجانب النمو السكاني والاقتصادي، فإن الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء يمثّل حافزًا قويًا للتوسع بقدرة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان وغيرها من دول المنطقة.

وبحسب ما ذكرته وكالة الطاقة الدولية، وصلت ذروة الطلب على الكهرباء خلال عام 2024 إلى مستويات قياسية في عمان ودول أخرى في المنطقة مثل والكويت والجزائر ومصر والعراق، إذ تسببت موجة الحر الشديدة في زيادة استعمال مكيفات الهواء.

وفي تصريحات سابقة، سلّط وزير الطاقة والمعادن العماني، المهندس سالم بن ناصر العوفي، الضوء على التطورات الكبيرة بمجال الطاقة المتجددة في عمان لتعزيز شبكة الكهرباء، مشيرًا إلى محطة “عبري 2” التي بدأت عملياتها في عام 2019، بالإضافة إلى إتمام إبرام اتفاقيات في 2023 لتطوير محطتي “منح 1″ و”منح 2”.

ومن المتوقع بدء تشغيل محطة “منح 2” بنهاية العام الجاري (2024)، على أن تدخل محطة “منح 1” حيز التشغيل بداية العام المقبل (2025).

وفيما يتعلق بمزيج الكهرباء الوطني في عمان، من المتوقع أن تزداد حصة الطاقة المتجددة في هذا القطاع بحلول عام 2040، لتصل إلى 39%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي العام الماضي، ارتفعت حصة الطاقة الشمسية بمزيج الكهرباء في سلطنة عمان إلى 4.51%، وهي قفزة ملحوظة من 2.43% في عام 2022.

وانخفضت إسهامات طاقة الرياح في توليد الكهرباء إلى 0.23%، مقارنة بـ0.24 % في عام 2022، وتقلّصت حصة الديزل إلى 2.26%، انخفاضًا من 2.43% عام 2022.

وفي المقابل، حافظ الغاز على مكانته المهيمنة في توليد الكهرباء بحصّة وصلت إلى 93% من مزيج التوليد في عمان، بانخفاض طفيف عن 94.89% خلال 2022.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مزيج توليد الكهرباء في سلطنة عمان:

توليد الكهرباء في سلطنة عمان

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.