أعلنت أكبر شركة تعدين في العالم أنها بصدد خطوة قد تؤثّر سلبًا بتطوير مشروع رائد للطاقة المتجددة في أستراليا، في ظل انخفاض أسعار النيكل العالمية ووفرة المعروض من المعدن.
واضطرت شركة بي إتش بي (BHP) الأسترالية إلى تعليق تطوير موقع منتج للمعدن ومشروعات أخرى، لكن امتداد التعليق لأكبر شبكة طاقة متجددة صغيرة في العالم الملحقة بمشروعات التعدين قد ينذر بكارثة تحدّ من حرص الشركات على تشغيل مواقعها بالكهرباء النظيفة.
وبحسب التفاصيل التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتكون الشبكة من مزرعتين شمسيتين وبطارية لتخزين فائض الكهرباء النظيفة، تعمل بصفتها شبكة طاقة متجددة لتوفير الكهرباء النظيفة لمشروعات التعدين التابعة للشركة.
وكانت شبكة الطاقة المتجددة قد دخلت حيز التشغيل العام الماضي 2023، وعوّلت عليها “بي إتش بي” كثيرًا للإسهام في تحقيق هدفها المتمثل في خفض الكربون بنسبة 30% من مشروعاتها، بحلول نهاية العقد.
مشروع ويست موسغريف
قررت أكبر شركة تعدين في العالم تعليق تطوير مشروع ويست موسغريف الضخم الواقع وسط أستراليا، الذي تديره وحدتها في غرب أستراليا “نيكل ويست”.
وشمل ذلك توقُّف عمليات التعدين في مصفاة كوينانا لمعالجة النيكل، ومصهر كالغورلي، ومنجم جبل كيث، وفق ما نشره موقع أستراليان أسوشييتد برس (AAP).
ومن المقرر أن يبدأ التعليق من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، ويمتد حتى إجراء مراجعة في فبراير/شباط عام 2027، وإعلان مصير المشروعات من تمديد التعليق بعد ذلك.
وحمّلت شركة “بي إتش بي” تقلبات سوق النيكل العالمية مسؤولية تعليق مشروعاتها في غرب أستراليا، خاصة مع انخفاض أسعار المعدن وتوقعات استمرار تراجعها خلال النصف الثاني من العقد الجاري.
وتؤدي عملية التعليق وتوقف مشروعات تعدين وتكرير النيكل إلى الاستغناء عن 3 آلاف عامل، بالإضافة إلى عدد من المشروعات الصغيرة، وتعتمد أكبر شركة تعدين في العالم -بعد تعليق مشروعات النيكل في غرب أستراليا- على أرباحها من خام الحديد.
شبكة متجددة رائدة
ينعكس قرار أكبر شركة تعدين في العالم سلبًا على أكبر مشروع شبكة طاقة متجددة صغيرة في العالم على نطاق الموقع، الذي يضم مزرعتين شمسيتين ومشروع بطارية لتخزين إنتاج الكهرباء الفائض.
وشكّلت الشبكة التي بدأت العمل العام الماضي منشأة لتزويد مشروعات التعدين بالكهرباء النظيفة؛ ما قلّص الاعتماد على الغاز والديزل، وعززت تلبية شركة “بي إتش بي” تجاه خفض الكربون.
وتصل قدرة المزرعة الشمسية الواقعة في جبل كيث 27.4 ميغاواط، في حين تبلغ قدرة المزرعة الأخرى 10.7 ميغاواط، وبطارية التخزين 10.1 غيغاواط.
ويُدمج إنتاج المزرعتين وبطارية التخزين في شبكة “نورثرن غولدفيلدز” التي تديرها شركة ترانس ألتا “Trans Alta”، لتزويد مواقع التعدين التابعة لأكبر شركة تعدين في العالم بالكهرباء النظيفة، وفق موقع إيلاوارا ميركي (Illawarra Mercury) الأسترالي المحلي.
ولدى ربط مشروعات التعدين في غرب أستراليا بالشبكة المتجددة الصغيرة، قال عنها وزير التعدين في الولاية “بيل جونستون”، إن الدمج الذي قدّمته شركة “بي إتش بي” في مشروعاتها يعدّ نموذجًا لإدارة مواقع التعدين، مع الأخذ في الحسبان الجوانب البيئية وأهداف خفض الكربون.
وطورت أكبر شركة تعدين في العالم مفهوم أنظمة الكهرباء خارج الشبكة؛ ما ساعد على المضي قدمًا في انتقال الطاقة لأحد أكثر الصناعات استهلاكًا وإطلاقًا للانبعاثات.
طموحات التعليق
كانت أكبر شركة تعدين في العالم تخطط لتوسعة شبكتها المتجددة الصغيرة المزودة لمواقع التعدين بالكهرباء النظيفة، وطمحت الشركة أن يشهد عام 2038 انطلاقة قطاع “التعدين دون كربون”.
واستهدفت “بي إتش بي” الأسترالية أن تضم الشبكة بحلول هذه المدة 60 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و90 ميغاواط من الرياح، بالإضافة إلى بطارية تخزين.
ومن شأن هذه القدرات أن تلبي 80% من طلب منجم النيكل العملاق على الكهرباء، بالإضافة إلى مرافق التكرير والمعالجة الأخرى، حسب موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).
وتعتزم الشركة تخصيص استثمار قدره 300 مليون دولار أميركي سنويًا عقب انتهاء التعليق، لتطوير مواقع التعدين المتضررة، غير أنها تخطط للاستفادة من مدة التعليق بإجراء صيانة البنية التحتية المتعلقة بالمناجم، ومواصلة ضخ وتوفير استثمارات الاستكشاف والتنقيب عن موارد النيكل في غرب أستراليا، طبقًا لبيان منشور في الموقع الإلكتروني للشركة.
وأوضحت أكبر شركة تعدين في العالم أنها لم تتمكن من مواجهة التحديات الضخمة، التي سبّبتها وفرة عروض النيكل في الأسواق، مشيرةً إلى أنّ تأثُّرها سلبًا جاء مماثلًا لمعاناة بقية الشركات المعنية بتطوير المعدن في أستراليا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..