أعلنته الجزائر قرارًا من شأنه أن ينعش اكتشافًا نفطيًا باحتياطيات تصل إلى 270 مليون برميل، في خطوة من شأنها أن تؤمّن جزءًا من الطلب العالمي.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تعتزم شركة سوناطراك الجزائرية استئناف أنشطتها بمربع كفرا في النيجر، الذي توصّلت فيه لاكتشافين نفطيين خلال السنوات الماضية.
جاء الاتفاق على استئناف العمل في الاكتشاف النفطي على الحدود الجزائرية النيجرية، خلال زيارة عمل لوزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، رفقة وفد يضم المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، وعدد من المسؤولين، يومي 6 و7 أغسطس/آب 2024.
وخلال الزيارة عُقِدَت اجتماعات وزارية ضمّت مسؤولي سوناطراك والشركة النيجرية للبترول “سونيداب” (SONIDEP)، اتُّفِق خلالها على استئناف أعمال شركة سيباكس فرع سوناطراك، بمربع كفرا، وفق جدول زمني للإنجاز متفق عليه من قِبل الطرفين.
اكتشاف كفرا في النيجر
اتفق مسؤولو سوناطراك الجزائرية وسونيداب النيجرية على إجراء متابعة شهرية لتقييم مدى التقدم المحرز في اكتشاف كفرا، من خلال لجنة مشتركة للمتابعة، من أجل ضمان التنفيذ الفعلي للأعمال.
وأكد وزير البترول النيجري مامان مصطفى باركي باكو، استعداد بلاده لتوفير الظروف الملائمة لاستئناف سوناطراك لأنشطتها في البلاد، ولا سيما على مستوى الحقل النفطي برقعة كفرا.
وعبّر باركي باكو، خلال مباحثاته مع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، عن استعداد بلاده للعمل على توفير كل الظروف الملائمة لاستئناف سوناطراك لأنشطتها بالنيجر ولا سيما على مستوى حقل كفرا.
من جانبه، أعرب وزير الطاقة والمناجم الجزائري استعداد بلاده لنقل خبراتها إلى الجانب النيجري ومرافقته في تطوير الصناعة النفطية، ولا سيما من خلال شركة سوناطراك وتعزيز وجودها بالنيجر وتنفيذ التزاماتها التعاقدية واستئناف أنشطتها المتمثلة في استغلال وتقاسم الإنتاج النفطي بحقل كفرا.
وأشاد الطرفان بالنتائج المشجّعة المسجّلة على مستوى مربع كفرا في شمال النيجر، مؤكدين التزامهما من أجل إحياء المشروع والعمل سويًا على توفير كل الظروف من أجل تحقيق الأهداف المرجوة ومرافقة النيجر في إطار مساعيه الرامية لجعله من ضمن منتجي النفط في أفريقيا.
احتياطيات مربع كفرا
في فبراير/شباط 2022، وقّعت سوناطراك عقدًا مع الشركة النيجرية على تقاسم الإنتاج من مشروع مربع كفرا، الذي تبلغ مساحته 23 ألفًا و737 كيلومترًا مربعًا، والمحاذي لتفاسست، وهو مربع يقع داخل حدود الجزائر تستثمره سوناطراك أيضًا.
ويهدف الاتفاق إلى تجديد العقد المبرم سنة 2015، لضمان تقييم أفضل للاحتياطيات المتوافرة من المحروقات على مستوى مربع كفرا، وذلك تبعًا للحقول المكتشفة في أثناء عمليات التنقيب.
وكان مجلس الوزراء النيجري قد وافق عام 2018 على تعديل اتفاقية تقاسم الإنتاج الموقعة في أغسطس/آب 2015، والتي ستتيح “تقديرًا للاحتياطيات” و”تحديد الكميات الإضافية التي يتعين اكتشافها” من أجل “وضع آبار المنطقة قيد الإنتاج”.
وحصلت سوناطراك خلال 2005 على ترخيص بالتنقيب في منطقة كفرا، ووقّعت عقدًا لتقاسم الإنتاج في 2015 بنسبة 50% لكل من الجزائر والنيجر.
وحقّقت سوناطراك أول اكتشاف نفطي لها في النيجر بعد حفر البئر الاستكشافية الأولى “كفر 1” (KFR-1) في عام 2018، والتي أظهرت بالإضافة إلى اكتشاف النفط، وجود مخزون من النفط الثقيل ذي كثافة 0.99 بحجم مثبت ومحتمل يقدر بـ168 مليون برميل.
وفي العام التالي 2019، حقّقت سوناطراك ثاني اكتشاف نفطي في النيجر بعد حفر بئر ثانية كفر إن 1 (KFRN-1) والتي كشفت عن وجود 400 مليون برميل من النفط الغني جدا بالبارافين (زيت شمعي) بكثافة تقدر بـ0.88 عند 15.56 درجة؛ إذ أكدت الشركة الجزائرية، وقتها، أن احتياطيات الاكتشاف الثاني القابلة للاستخراج تقدر بنحو 100 مليون برميل.
وكانت النيجر تأمل في استثمار الاكتشاف النفطي الذي تعوّل عليه في زيادة إنتاجها بنحو 90 ألف برميل يوميًا، لرفع معدل إنتاج البلاد من النفط إلى 110 آلاف برميل يوميًا.
أنبوب الغاز العابر للصحراء
شكّلت زيارة الوفد الجزائري إلى النيجر دعمًا لتحريك المياه الراكدة في مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يهدف إلى نقل الغاز النيجيري عبر أراضي نيامي وصولًا إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا.
إذ جرى خلال اللقاء تحديد محاور التعاون بين سوناطراك وسونيداب، ولا سيما في مجال التكوين وتطوير المهارات، فضلًا عن آفاق إطلاق مشروعات كبرى، على غرار مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.
وأكد وزير الطاقة محمد عرقاب، أن الجزائر ونيجيريا والنيجر لديها قناعة بأهمية مشروع خط أنابيب نقل الغاز العابر للصحراء، من حيث تأثيره الإيجابي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الـ3.
وشدّد الجانبان على مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة جوانب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، والاطلاع على وضعية تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقاءات التي جمعت الوزراء الثلاثة المسؤولين عن النفط والغاز لكل من الجزائر والنيجر ونيجيريا، وكان آخرها المنعقد في يوليو/تموز 2022 بالجزائر العاصمة، والذي أسفر عن التوقيع على مذكرة تفاهم بين الدول الـ3.
ويهدف مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي من المقرر أن يبلغ طوله نحو 4 آلاف و128 كيلومترًا، إلى نقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا إلى أوروبا عبر الجزائر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..