يُعَدُّ النبي محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحد أعظم الشخصيات في التاريخ، فقد أحاط نفسه بجمع من الرجال الأمجاد الذين وقفوا إلى جانبه في الدعوة الإسلامية،كانوا هؤلاء الرجال خيرةً من قومهم، وعُرفوا بالشجاعة والإيثار،ولعبوا دورًا حيويًا في تأسيس وبناء المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، وواجهوا التحديات والمصاعب بكل بسالة،لذا سنستعرض في هذا المقال بعض القصص البارزة لهؤلاء الصحابة، ونجعل الضوء على مواقفهم البطولية والمشرّفة في خدمة النبي والدين الإسلامي.

قصص رجال حول الرسول

قصص رجال حول الرسول محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقّد ألتف حول نبي الله محمد عدداً من خيّر الرجال في دعوته، لم يكن لهم نظيراً في الدعم والشجاعة والاستبسال في الدفاع عنه ووقايته شرور الكافرين، وبذلوا تضحيات عظيمة في سبيل إعلاء كلمة الله ورفع راية الدين الإسلامي في العالم أجمع،لذا يُرفق موقع المعلومات مجموعة من قصص الصحابة ومواقفهم مع النبي، ومدى أهمية هذه الذكريات في تعزيز روح الجماعة وتوحيد الصفوف في سبيل الدعوة.

دلّت مواقف عديدة على محبة الصحابة ـ رضوان الله عليهم للنبي محمد حباً عظيماً، فقد كان أحب إليهم من أهلهم وأنفسهم والخلق أجمعين، وجاء ذلك كمالاً في الإيمان وصدق المحبة منهم،فقد وصف أحد المشركين محبة النبي في قلب الصحابة قائلاً “إني قد جئت كسرى في مُلكه، وقيصّر في مُلكه، والنجاشيّ في مُلكه، وإني والله ما رأيت ملكاً قط يُعظمه قومه كما يُعظم أصحاب محمد مُحمداً، وقد رأيت حوله قوماً لن يسلموا لسوء أبداً، فأنظروا رأيكم..”،يظهر هذا الوصف بوضوح مدى ولاء الصحابة وعلاقتهم الوثيقة مع النبي الذي كان بالنسبة لهم تجسيدًا للحق والخير.

ومن المواقف الدالة على محبة النبي في قلب صحابته هو موقف الصحابي الجليل خبيب بن عدي الذي وقع أسيراً للكافرين، وحينما أرادوا قتله وصلبه قال له أحدهم “أتحب أن تكون في بيتي وبين أهلك ورسول الله مكانك”، فقال له “لا والله لا أحب أن أكون في بيتي وبين أهلي وأن يُشاك نبيّ الله بشوكة”، فقد فضّل التضحية بنفسه وأهله على أن يُصاب نبي الله بسوء،يعدّ هذا الفعل رمزًا للتضحية والإخلاص في سبيل الدفاع عن الحق.

ً

الصحابي أنس بن مالك خادم النبي

حينما هاجر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، أخذت أم سليم ابنها البالغ من العمر عشرة سنوات “أنس بن مالك” لاستقبال النبي والترحيب به، فقد اشتاقت لرؤية نبي الله مع ابنها بعدما أسلما قبل هجرته،وحينما دخل النبي وجدت أم سليم أن جميع الناس من المدينة من الرجال والنساء من الأنصار قد أهدوا النبي شيئاً تعبيراً عن الحب والسرور لوجوده بينهم،كانت لحظة استقبال النبي لحظة يجسد فيها المجتمع الإسلامي البدايات الجديدة وظهور قُدراتهم على تفعيل قيم الحب والتضامن.

فقالت أم سليم للنبي “يا رسول الله إنني لا أملك سوى أبني، فخذه لخدمتك”، فقام النبي بالمسح على رأس الطفل الصغير بحنان وقبّلته وأخذه لينفعه في بيته، وقد ظل أنس بن مالك يخدم النبي طوال عمره، إلى أن توفاه رب العالمين،وقد كان النبي مع أنس كالأب الذي لم يُقدّر له أن يُنجب، حتى أنه كان يُناديه “يا أنيس”، وذلك إظهاراً للمحبة استمالةً للقلوب، مما يعكس عمق العلاقة الإنسانية بين النبي وصحبه.

ً

أبو بكر الصديق وشجاعته في الدفاع عن النبي

نال الصحابي أبو بكر الصديق شرف مرافقة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلك ـ في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة، والتي كانت رحلة فاصلة في تاريخ الأمة الإسلامية،وقد أظهر فيها شجاعة وبسالة بالغة في الدفاع عن النبي وحرصه على مساندته في محنته، كما ظهرت بها أيضاً المكانة السامية لأبي بكر في قلب النبي، وذلك حينما ذهبا إلى غار ثور للاحتماء من الكفار الذين أعدوا جائزة مغرية لمن يعثر عليهما.

وحينها ظهر خوف الصديق على النبي حينما قال له “يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه سوف يرانا”، فما كان من النبي إلا محاولة طمأنته قائلاً “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.” تأتي هذه القصة مثالاً للصاحب الحق الذي يسعى لبث الأمان في نفس صاحبه وتذكيره بقدرة الله تعالى في وقت المحن، مما يُظهر مدى الروابط القوية بين النبي وصحبه.

ً

شهامة الصحابيّ عثمان بن طلحة

عُرف عن الصحابي عثمان بن طلحة شهامته ورجولته ونُبل أخلاقه حتى قبل أن يدخل في الإسلام،فحينما أمر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابته بالهجرة من مكة إلى المدينة، هاجر أبو سلمة معه مصطحباً زوجته أم سلمة وابنهما الصغير،إلا أن قبيلة زوجته قد منعتها من السفر مع زوجها، كما احتجزوا الطفل منها،وقد ظلت الزوجة الحزينة على مدار سنة تشكو حزنها لفراق زوجها وأبنها، ليتركها أهلها في النهاية تذهب إلى زوجها.

هاجرت من مكة إلى المدينة وحيدة مع ابنها، وفي طريقها قابلت عثمان بن طلحة وسار معها ليرشدها إلى طريق زوجها،ولم تر منه سوى كل شهامة وكرم وحُسن الأخلاق في رحلتها معه،وقد دخل عثمان بن طلحة الإسلام في السنة الثامنة من الهجرة وهاجر إلى المدينة مع الصحابي خالد بن الوليد،وقد حمل عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة المشرفة بين يديه يوم فتح مكة ليُعطيه إلى النبي محمد، إلا أن النبي فضّل أن يُبقيه معه وأعلن بين القوم جميعاً أن تلك المهمة ستظل موكلة إلى بني شيبة وهم قبيلة عثمان بن طلحة، وذلك تكريماً لعثمان وقومه، مما يعكس عمق تأثير عثمان في التاريخ الإسلامي.

ً

مبايعة النبي لعثمان بن عفان

كان خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ شديد الحرص على مشاركة أصحابة في أفعال الخير، ويُرغبهم دوماً في فعل الصالحات،وقد جاء خير مثالاً على ذلك مبايعة المسلمين للنبي تحت الشجرة، وذلك عندما تأخر الصحابي الجليل عثمان بن عفان عند قوم قريش،حيث كان يفاوضهم على أداء النبي للعمرة، فظن المسلمون أن قبيلة قريش قد قتلت عثمان، فبايعوا النبي محمد على مقاتلتهم ثأراً لعثمان.

وقد كانت المبايعة تُجرى من خلال مصافحة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمسلمين أسفل الشجرة التي أُطلق عليها بعدها “شجرة الرضوان”،وبعدما بايع جميع المسلمين النبي قال لهم بيده اليمنى “هذه يد عثمان، فضرب بها على يده”، مما يدل على أهمية مشاركة الأفراد في القضايا العامة وضرورة مؤازرة المسلمين لأخيهم في ضيقتهم،ويأتي ذكر هذه القصة حتى تكون دعوة للمسلمين لإشراك إخوانهم في أفعال الخير انطلاقاً من حبهم لبعضهم البعض.

ً

رابط المصدر

شاركها.