أحرزت شركة سويسرية إنجازًا جديدًا بعدما دخل قطار يعمل بالهيدروجين (من إنتاجها) موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد إجرائه تجربة ناجحة في ولاية كولورادو الأميركية.
ويُعد القطار الأول من نوعه في أميركا، لكن بحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة فإن شركة ستادلر (Stadler) السويسرية عرضت القطار فليرت إتش تو (Flirt H2) في معرض “إينو ترانس” الأكبر في العالم لصناعة السكك الحديدية عام 2022.
وتواصلت عمليات التطوير ودمج التقنيات منذ ذلك الحين، إلى أن خضع القطار للتجربة في سويسرا، ومؤخرًا أنجز تجربة ناجحة وقياسية في أميركا.
رقم قياسي
سجل قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين رقمًا قياسيًا في ولاية كولورادو الأميركية، أدخله موسوعة غينيس، بعد قطعه مسافة تقارب 3 آلاف كيلومتر (2.802 كيلومتر) دون الحاجة إلى إعادة الشحن أو إعادة التزود بالوقود.
وأُجريت تجربة رحلة قطار “فليرت إتش تو” في كولورادو مساء يوم 20 مارس/آذار 2024 الجاري، واستغرقت ما يقرب من 46 ساعة متواصلة دون الحاجة إلى الشحن.
وأشرف مهندسون من شركة ستادلر السويسرية، ومزود حلول الطيران والسكك الحديدية الأميركي إنسكو (ENSCO)، على الرحلة التي انتهت في 22 مارس/آذار.
وبخزان وقود واحد دخل قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين الموسوعة لأطول مسافة دون الاضطرار إلى التوقف بهدف إعادة الشحن، حسب موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).
ويعكس الرقم القياسي الذي حققه القطار بالنسبة إلى الشحن والتزود بالوقود، قدرة الشركة السويسرية على تطوير تقنيات التشغيل لمسافة أطول بملء خزان وقود واحد.
القطار في أميركا
يتولى مهمة تشغيل القطار في أميركا هيئة النقل، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، سبكتا (SBCTA)، وبدأ توفيره خلال العام الجاري بوصفه أول قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين في البلاد.
ويزود القطار بنحو 12 خلية من وقود الهيدروجين، بقدرة 100 كيلوواط لكل خلية، وبإجمالي 1.2 ميغاواط.
ويتكون القطار من عربتين، ويُخطط لعمله في مسار يقتصر على 14 كيلومترًا فقط بعد دخوله حيز التشغيل خلال العام الجاري، بعد اجتيازه للاختبارات الحالية.
ويشمل اتفاق الشركة السويسرية مع هيئة النقل في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مدها بـ4 قطارات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، يتكون كل قطار من 4 عربات، وتُخطط الهيئة لطلب 6 قطارات إضافية خلال العام الجاري.
وبدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة ستادلر السويسرية في أميركا “مارتن ريتر” أن طرح قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين من قبل شركته جاء انعكاسًا لتطوير التقنيات المستدامة صديقة البيئة والخالية من الانبعاثات.
وأوضح أن استعمال قطار “فليرت إتش تو” للهيدروجين، بصفته وقودًا من مصادر الطاقة النظيفة، يدعم التنقل والسفر بتقنيات مستدامة.
قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين
صمّمت الشركة السويسرية القطار “فليرت إتش تو” بمواصفات خاصة لهيئة النقل في كاليفورنيا، إذ يتكون من عربتين تعملان بالكهرباء، وحزمة كهرباء تحتوي على خلايا الوقود وخزانات الهيدروجين، وتقوم فكرة عمله على تحويل الخلايا وقود الهيدروجين إلى كهرباء.
وتنتقل تدفقات الكهرباء الهيدروجينية إلى البطارية، التي تُعد موقعًا لتخزين الإمدادات لحين حاجة محرك القطار إلى الإمدادات، وهي تقنية تمنع قطارًا يعمل بخلايا وقود الهيدروجين من الحاجة إلى التوقف لإعادة التزود بالوقود أو الشحن، حسب الموقع الإلكتروني للشركة.
ويكتسب القطار -الذي يتسع لنحو 108 ركاب- تقنيات إضافية مثل التعامل مع درجات حرارة تصل إلى 49 درجة مئوية، وتصل سرعته إلى 130 كليومترًا/ساعة.
ويضع إنتاج قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين شركة ستادلر في موقع الصدارة، إذ تُعد الشركة السويسرية أول شركة تصنيع قطارات تعمل بالهيدروجين في العالم.
وينقل المقطع المصور أدناه -الذي بثته شركة ستادلر على قناتها في يوتيوب- جزءًا من رحلة القطار:
ولم يكن طرح الشركة السويسرية لقطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين أولى محاولاتها لإنتاج قطارات صديقة للبيئة تسجل أرقامًا قياسية عالمية، إذ سبق أن أنتجت قطار فليرت أكو (Flirt Akku).
ودخل قطار “فليرت أكو” العامل بالبطارية موسوعة غينيس للأرقام القياسية أيضًا، في ديسمبر/كانون الأول عام 2021، بعدما خاض في ألمانيا أطول رحلة بمسافة 224 كيلومترًا ببطارية متعددة الوحدات.
ولم يقتصر نشر قطارات الشركة على سويسرا وألمانيا وأميركا والنمسا وليتوانيا فقط، إذ تعاقدت مؤخرًا مع شركات إيطالية لتوريد 15 وحدة تعمل بالهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..