يواجه قطاع الطاقة في أوروبا إعلان حالة الكوارث الطبيعية، بعد أن أدّت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضان كبير عبر مساحات كبيرة من أوروبا الوسطى والشرقية.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تسببت الفيضانات في انقطاع التيار الكهربائي وأضرار كبيرة للبنية التحتية للنقل، في جنوب غرب بولندا وجمهورية التشيك.
كما تتأثر أجزاء من النمسا وألمانيا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا، جراء الفيضانات التي تُضاف إلى أزمات الطاقة في أوروبا، بدءًا من نقص الإمدادات بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، مرورًا بارتفاع الأسعار فى الآونة الأخيرة.
من جانبها، عقدت الحكومة البولندية اجتماعًا للطوارئ، في وقت سابق اليوم الإثنين (16 سبتمبر/أيلول 2024)؛ وقال رئيس الوزراء دونالد تاسك، إنه أمر بالاستعداد لإعلان حالة الكوارث الطبيعية.
قطاع الطاقة في بولندا
في بولندا، تقع معظم المناطق المتأثرة حتى الآن في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، بالقرب من الحدود مع جمهورية التشيك.
وفاض خزان توبولا في جنوب بولندا، اليوم الإثنين، وتدفقت المياه باتجاه قرية كوزيلنو؛ وقالت السلطات المحلية إن سكان العديد من البلدات والقرى القريبة سيجري إجلاؤهم.
وأعلنت الحكومة البولندية حالة الكوارث الطبيعية في المناطق المتضررة؛ وقالت إنها خصصت مليار زلوتي (260 مليون دولار) لمساعدة الضحايا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وقال رئيس الوزراء دونالد توسك، إنه على اتصال بزعماء الدول المتضررة الأخرى، وإنهم سيطلبون من الاتحاد الأوروبي المساعدة المالية.
وفي تأثير واضح بقطاع الطاقة في أوروبا، قالت شركة المرافق البولندية تورون (Tauron)، التي تدير نظام توزيع الكهرباء في المناطق الأكثر تضررًا، إن بعض بنيتها التحتية قد فُصلت في العديد من المدن.
وعلّقت الشركة المشغلة للسكك الحديدية في بولندا، بي كيه بي إنترسيتي (PKP Intercity)، حركة قطارات الركاب من وإلى جمهورية التشيك في 15 سبتمبر/أيلول حتى إشعار آخر.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أظهر التلفزيون المحلي صورًا للبنية التحتية للطرق والممرات المائية التالفة، بما في ذلك الجسور والسدود وكذلك محطات الوقود للبيع بالتجزئة.
وأوضحت شركة الوقود الحيوي البولندية بيواغرا (Bioagra)، التي تدير مصنعًا للإيثانول الحيوي، أن المنشأة تستمر في العمل بشكل طبيعي، بحسب ما نقلته منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media).
قطاع الطاقة في أماكن أخرى
في مدينة أوسترافا شمال شرقي جمهورية التشيك، تسبّب كسر حاجز على نهر أودرا عند ملتقاه مع نهر أوبافا الذي غمرته المياه -أيضًا- في حدوث فيضانات غير متوقعة في المنطقة الصناعية بالمدينة.
ويشمل ذلك مصنع بورسودكيم الكيميائي ومصنع الكوك أو كيه كيه كوكسوفني وغيرهما، بالإضافة إلى المزيد من المناطق السكنية؛ حيث أُجلي مئات الأشخاص.
وقالت شركة أورلين يونيبترول (Orlen Unipetrol) -المشغلة لمصافتي ليتفينوف بقدرة 108 آلاف برميل يوميًا وكرالوبي بقدرة 66 ألف برميل يوميًا- إن جميع مواقع الإنتاج الخاصة بها تستمر في العمل، على الرغم من أن الشركة أغلقت 11 من محطات الخدمات في التشيك.
وأوضحت الشركة أن فريق إدارة الأزمات في كل موقع إنتاج يراقب الموقف، وهو على تواصل بالسلطات.
من جانبها، قالت شركة النفط المجرية إم أو إل (Mol) -التي تدير محطات الخدمات في بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، وكذلك المصافي في المجر وسلوفاكيا- إن أعمال الوقاية التحضيرية من الفيضانات جارية.
وقالت إنها على اتصال مع السلطات، ولا يوجد حاليًا تهديد لأمن إمدادات الوقود.
الفيضانات في أوروبا
سارع سكان عدة مناطق في بولندا وجمهورية التشيك إلى إخلاء منازلهم اليوم الإثنين (16 سبتمبر/أيلول 2024)، في حين بدأت مناطق أخرى في وسط أوروبا في تنظيف المنطقة، بعد أسوأ فيضانات منذ أكثر من عقدين من الزمان.
وتضررت المناطق الحدودية بين جمهورية التشيك وبولندا بشدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ الأسبوع الماضي وارتفاع مستويات المياه، في انهيار بعض الجسور وإجلاء السكان وإتلاف السيارات والمنازل.
ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، لقي ما لا يقل عن 14 شخصًا حتفهم في الفيضانات من النمسا إلى رومانيا في الأيام القليلة الماضية.
وفي رومانيا، قتلت الفيضانات 6 أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ وتوفي رجل إطفاء نمساوي يوم الأحد (15 سبتمبر/أيلول 2024)، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وفي ولاية النمسا السفلى التي تحيط بفيينا، قال متحدث باسم الشرطة يوم الإثنين، إنه عُثر على رجلين يبلغان من العمر 70 و80 عامًا غرقا في منزليهما.
وقالت الشرطة البولندية إن 4 أشخاص لقوا حتفهم نتيجة للفيضانات في بولندا، في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في وقت سابق أن 5 أشخاص لقوا حتفهم؛ وفي جمهورية التشيك توفي شخص واحد، حسبما قال مسؤول بالشرطة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..