اقرأ في هذا المقال
- اتفاقية تمويل المناخ في كوب 29 لا تحمي الدول النامية
- قمة تمويل المناخ في كوب 29 تصل إلى 1.3 تريليون دولار
- انتقد الكثيرون رئيس كوب 29 مختار باباييف بسبب تمويل المناخ
- لا توجد دولة حصلت على ما أرادت في قمة المناخ كوب 29
- لا غنى عن التزام واضح بتمويل مناخ جديد
أثارت اتفاقية تمويل المناخ التي توصّل إليها المفاوضون خلال قمة المناخ كوب 29، انتقادات العديد من الخبراء والمسؤولين الذين يرون أنها لا ترقى إلى مستوى التوقعات المنشودة.
وتوصّلت الدول المشاركة في قمة المناخ التي انعقدت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو إلى التزام مالي جديد يقضي بتخصيص قرابة 1.3 تريليون دولار للدول النامية سنويًا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من أن الالتزام المالي المذكور هو الأعلى من نوعه تاريخيًا، وأنه ضعف الرقم السابق 13 مرة، فإنه لم يلقَ ترحابًا من قبل العديد من المسؤولين الذين قالوا إنه لا يكفي لحماية الدول النامية من تحديات المناخ الصعبة التي لا دخل لها فيها.
بل راح البعض يصب غضبه على رئيس كوب 29 مختار باباييف، قائلين إنه لم يمنح الدول الفرصة الكافية لدراسة اتفاقية التمويل التي تمخضت عنها قمة المناخ.
اتفاقية مالية
شهدت قمة المناخ كوب 29، التي استضافتها باكو على مدار أسبوعين، سلسلة من المفاوضات المتوترة، التي أثمرت توقيع اتفاقية مالية لمساعدة البلدان على حماية شعوبها واقتصاداتها من الكوارث المناخية، وفق ما أورده موقع إي إس آي أفريكا (ESI-Africa).
وتركّز الاتفاقية الجديدة التي ستُعرَف رسميًا بـ”الهدف الكمي الجماعي الجديد بشأن تمويل المناخ” والمعروفة اختصارًا بـ”إن سي كيو إف” على ما يلي:
1. مضاعفة التمويل 3 مرات لتطوير الدول من المستهدف السابق البالغ 100 مليار دولار سنويًا، إلى 300 مليار دولار سنويًا بحلول أواسط العقد المقبل (2025).
2. تأمين الجهود من جميع الأطراف للعمل معًا من أجل رفع التمويل المخصص للبلدان النامية، من المصادر العامة والخاصة، إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2023.
بوليصة تأمين
قال الأمين العام التنفيذي لشؤون تغير المناخ لدى الأمم المتحدة سيمون ستيل، إن “مستهدف التمويل الجديد بمثابة بوليصة تأمين للبشرية في ظل تفاقم آثار المناخ التي تؤثر في كل دولة”.
وأوضح ستيل: “لكن مثل أي بوليصة تأمين، فإنها تعمل -فقط- حال دفع الأقساط كاملةً، وفي الوقت المحدد، ومن ثم يتعين الوفاء بالوعود كافّة، لحماية ملايين الأرواح”.
ونُشِرت مجموعات النصوص التي تصف الاتفاقيات المختلفة المُبرَمة التي ما تزال قيد المناقشة بوصفها “مسودة قرارات” بشأن “الهدف الكمي الجماعي الجديد بشأن تمويل المناخ” على موقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ يو إن إف سي سي سي (UNFCCC) بعدما أعلن رئيس كوب 29 مختار باباييف القرار في جلسة ختامية عامة يوم 24 نوفمبر/تشرين الجاري.
قرارات منقوصة
أقرّ الأمين العام التنفيذي لشؤون تغير المناخ لدى الأمم المتحدة سيمون ستيل، بأن اتفاقية باكو لا تلبي توقعات “جميع الأطراف”، مضيفًا أنه ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل العام المقبل حول العديد من القضايا الحاسمة.
وتابع ستيل: “لا توجد دولة حصلت على ما أرادت، ونحن نترك باكو بجبال من الأعمال التي يتعيّن إنجازها”.
وواصل: “العديد من القضايا التي نحتاج إلى إحراز تقدم بها ربما لا تكون بارزة، غير أنه لا غنى عنها لمليارات الأشخاص؛ ولذا فإنه لا توجد هناك أماكن لانتصارات زائفة، وكل ما نحتاج إليه هو أن نحدد أهدافنا بدقة ونضاعف الجهود لإنجاز ما نطمح إليه”.
من جهتها، قالت ممثلة الوفد الهندي خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ “كوب 29” تشاندني راينا، إنهم يعترضون على النتيجة التي خلصت إليها اجتماعات كوب 29، وفق تصريحات أدلت بها عقب الجلسة العامة، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وانتقدت راينا رئيس قمة المناخ مختار باباييف لتمريره اتفاقية تمويل المناخ دون منح الدول فرصة للتعقيب عليها، وفق ما أوردته إذاعة “إن بي آر” الأميركية.
وقالت راينا: “الثقة أساس كل الإجراءات، وهذه الحادثة توضح غياب الثقة، وغياب التعاون بشأن قضية طالما وُصِفت بأنها تحدٍ عالمي، نواجهه جميعًا، خصوصًا البلدان النامية التي لا دخل لها بتلك القصة”.
وبالمثل، أبدت المديرة العامة، الرئيسة التنفيذية للمجلس الوطني لتغير المناخ في نيجيريا نكيروكا مادويكوي، تأييدها لاعتراضات الهند على اتفاقية تمويل المناخ التي جرى التوصل إليها خلال فعاليات قمة المناخ كوب 29، وهو الموقف نفسه الذي تبنّته دول أخرى أمثال بوليفيا ومالاوي.
انتكاسة مناخية
قال الصندوق العالمي للطبيعة دبليو دبليو إف (WWF)، إن نتائج قمة المناخ كوب 29 “تهدد بانتكاسة لأعمال المناخ، في وقت يمثّل فيه تسريع تنفيذ تلك النتائج مشكلة كبيرة”.
وأضاف أن كوب 29 أخفقت في إصدار رسالة قوية بشأن الحاجة إلى تسريع خفض مستويات الانبعاثات الكربونية والتخلص من الوقود الأحفوري، في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وقال رئيس قطاع المناخ العالمي والطاقة في “دبليو دبليو إف” رئيس قمة المناخ كوب 20، مانويل فيدال إن العالم تفاجأ باتفاقية تمويل المناخ الضعيفة التي توصّل إليها المفاوضون في قمة المناخ كوب 29.
وأضاف: “في تلك اللحظة الحاسمة لكوكب الأرض، يهدد الإخفاق بانتكاسة الجهود العالمية المبذولة لمواجهة أزمة المناخ، كما أن هذا الإخفاق يهدد بترك المجتمعات الضعيفة وحدها في مواجهة الكوارث المناخية المتزايدة”.
وواصل: “تلك ضربة موجعة للعمل المناخي، لكن يتعيّن ألا يعرقل هذا الإخفاق الحلول التي تشتد الحاجة إليها حول العالم”.
آثار تغير المناخ محبطة
وصف رئيس قطاع المناخ والطاقة في الصندوق العالمي للطبيعة أليكس موسون، العجلة التي أظهرها قادة العمل في قمة المناخ باكو 29 بأنها محبطة.
وأضاف موسون: “الكثيرون كانوا ينتظرون الاتحاد الأوروبي لينتفض ويقود تلك الجهود، لكن في قمة 29، أظهر الأوروبيون أسلوبًا خاطئًا من القيادة”.
واستطرد في حديثه قائلًا: “في عام 2022 وحده منح الاتحاد الأوروبي دعمًا بقيمة 123 مليار دولار للوقود الأحفوري؛ ما أشعل نار الأزمة ذاتها التي نحاول حلها الآن، في حين أبلغ التكتل الدول التي لا تتسبب في تلك الأزمة بأنه لا توجد هناك أموال كافية لحمايتهما”.
وتابع: “يطالب (دبليو دبليو إف) الاتحاد الأوروبي بتسريع وإعادة بناء جسور الثقة مع الدول في الجنوب العالمي، وتجاوز المعايير الضعيفة المتضمنة في تلك الاتفاقية”.
وأتم تصريحاته بقوله: “لا غنى عن التزام واضح بتمويل مناخ جديد غير هذا التمويل المتفق عليه في باكو، من أجل استعادة الأمل وغرس بذور الثقة، وتحريك العمل المناخي العالمي إلى الأمام”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تمويل المناخ بواجه انتقادات العديد من الدول المشاركة في قمة المناخ كوب 29 من موقع إي إس آي أفريكا.