خلال الأسابيع القليلة الماضية، تحسّنت نسبة المرور في قناة السويس المصرية، إذ انخفضت نسبة التراجع مع 50% إلى نحو 43%، وفق بيانات حديثة تحدَّث عنها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي.

وأوضح الحجي، أن البيانات الأحدث، والتي وفرتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، كشفت أن الانخفاض في عدد الناقلات العابرة للقناة بلغ نحو 43%، بعد أن كان 50% قبل مدة قريبة، ما يعني أن مصر تخسر ما يصل إلى 100 مليون دولار شهريًا.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي، بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان “ما آثار وقف الحرب في غزة بأسواق الطاقة العالمية وصادرات دول الخليج؟”.

وتعدّ روسيا، وفق الحجي، من أكبر الدول التي تمرّ صادراتها النفطية على متن الناقلات من خلال قناة السويس باتجاه دول آسيا، إذ إنها تصدّر ما يصل إلى 6 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا إلى آسيا، تمرّ 4.4 مليون برميل منها عبر القناة المصرية.

صادرات النفط الروسية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن الصادرات الروسية لن تتأثر بأزمة الحرب في غزة، لأن الحوثيين لا يريدون استهداف الناقلات النفطية أو السفن التجارية القادمة من موسكو، ولكن حدثت بعض الأخطاء في هذا الشأن بسبب هجمات سيبرانية أميركية.

وأوضح أن ما يصل إلى 4.4 مليون برميل من النفط الخام الروسي يمر يوميًا في قناة السويس، بينما الكمية الباقية، البالغة نحو 1.6 مليون برميل يوميًا، تأتي من شرق روسيا، من حقل سخالين، وتلك المنطقة قريبة من اليابان، لذلك تتجه إليها مباشرة.

وأضاف الدكتور أنس الحجي: “ومن هذه الكميات المارة بقناة السويس، هناك نحو مليوني برميل من النفط الخام يتجه صوب الجنوب يوميًا”، مؤكدًا أن هذه الكميات لن تتأثر بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر بسبب حرب غزة.

وعلى الرغم من عدم توافر معلومات حاليًا بشأن تكاليف ناقلات النفط الروسية، إلا أن انتهاء الحرب وتوقّف هجمات الحوثيين، من شأنه أن يخفض تكاليف النقل، لا سيما أن هناك توقعات بأن تكون الناقلات الروسية دون تأمين، لتتمكن من المرور في البحر الأحمر وقناة السويس بتكاليف منخفضة، وفق الحجي.

المجرى الملاحي لقناة السويس
المجرى الملاحي لقناة السويس – الصورة من الموقع الإلكتروني لهيئة القناة

الصادرات السعودية عبر قناة السويس

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن صادرات النفط الخام السعودي عبر قناة السويس، التي تتجه إلى أوروبا مباشرةً، تبلغ 400 ألف برميل من النفط الخام والمشتقات النفطية يوميًا.

ولفت إلى أن الجزء الأكبر من الصادرات النفطية السعودية يتجه إلى مدينة العين السخنة المصرية، إذ يخرج من الأنابيب التي تسير من الشرق إلى الغرب باتجاه مدينة ينبع، مع وجود أنبوبين هناك بقدرة ضخمة تصل 5.5 مليون برميل يوميًا، ولكنهما لا يعملان بطاقتهما القصوى.

وتشير البيانات الحديثة المتعلقة بالصادرات النفطية السعودية، وفق الحجي، إلى أن هناك زيادة كبيرة في ضخ البراميل عبر الأنابيب، مستفيدة في ذلك من وجود مصافٍ في ينبع، يمكن من خلالها التصدير إلى أوروبا ودول أخرى.

صادرات النفط السعودي

ولا تواجه السعودية أزمة في زيادة هذه الشحنات، لا سيما أنها مع خروجها من وسط البحر الأحمر بعيدًا عن باب المندب وخليج عدن، الذي يتربص فيه الحوثيون، لا تكون هناك أزمة بشأن ارتفاع تكاليف التأمين أو تكاليف الشحن.

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن هناك أمرًا آخر يرتبط بقناة السويس والصادرات السعودية، وهو أن إدارة القناة رفعت تكاليف ورسوم العبور، بما يجعل تمرير النفط عبر أنبوب سوميد “أنبوب السويس-البحر المتوسط”، أفضل من مرور الناقلات في القناة.

وأضاف: “أنبوب سوميد مملوك لعدّة دول خليجية وشركة مصرية، لذلك تملك السعودية جزءًا كبيرًا منه، فتذهب السفن الضخمة التي تتجاوز حمولتها مليونَي برميل إلى العين السخنة لتفرّغ حمولتها، التي تتجه إلى سيدي كرير على البحر المتوسط، لتأتي سفن أصغر تحمل النفط إلى أوروبا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



رابط المصدر

شاركها.