تواجه حصص أوبك+ بعد تطبيق التخفيضات الرسمية والطوعية معضلة مع العراق وقازاخستان؛ لتجاوزهما الحصص الإنتاجية المقررة؛ ما يخالف اتجاه التحالف لتقليص الإنتاج وضبط الأسواق.

ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تضمّنت رصدًا لتجاوزات الإنتاج خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري (2024)، بلغ متوسط الإنتاج الزائد لبغداد خلال هذه الأشهر 1.4 مليون برميل يوميًا.

وقدّرت البيانات حجم الزيادات التراكمية لإنتاج النفط القازاخستاني، الزائدة عن حصص أوبك+، بنحو 100 ألف برميل يوميًا.

وبادرت الدولتان بطرح خطة مدعومة بإجراءات لتقليص الإنتاج وتعويض زيادات حصتهما في التحالف.

تخفيضات أوبك+

تأتي محاولة العراق وقازاخستان ضبط وتيرة الإنتاج بما يتوافق مع حصص أوبك+ المقررة، وسط تقلبات في أسعار النفط وتوقعات الطلب.

وتنقسم تخفيضات أوبك+ إلى 3 أنواع؛ ويعد النوع الأول تخفيضًا يشمل كل الدول الأعضاء بنحو مليوني برميل يوميًا، بدأ تطبيقه من أكتوبر/تشرين الأول 2022 ويستمر حتى نهاية العام المقبل (2025)، وفق قرارات التحالف الصادرة في يونيو/حزيران الماضي.

أما النوع الثاني فهو تخفيض طوعي التزمت به دول أعضاء يدور في نطاق 1.65 مليون برميل يوميًا، بدأ في مايو/أيار العام الماضي ومن المقرر أن ينتهي بالتزامن مع التخفيض الإلزامي نهاية العام المقبل، بعدما مددت هذه الدول العمل به.

ويتمثل النوع الثالث في خفض طوعي إضافي أقرته بعض الدول منذ مطلع العام الجاري بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، يسري العمل به حتى نهاية الربع الثالث من العام (في سبتمبر/أيلول)، ومن أكتوبر/تشرين الأول يبدأ الضخ التدريجي للكميات لمدة عام.

ويوضّح الجدول أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توزيع حصص أوبك+ حتى ديسمبر/كانون الأول 2025:

وفي خضم هذه المحاولات من التحالف لضبط المعروض في سوق النفط العالمية، ومستويات الأسعار، يكافح العراق وقازاخستان للالتزام بالحصص الإنتاجية، ويبدو أن ثمة إجراءات ستطبق خلال الآونة المقبلة لكبح جماح الزيادات.

وفي التقرير أدناه، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، ملامح خطة البلدين لتعويض الزيادات التراكمية، وضمان الالتزام بالحصص المقررة لاحقًا.

تعويض حصة العراق

تعويضات وإجراءات

تقدر حصة العراق الإنتاجية بنحو 4 ملايين برميل يوميًا، لكن بيانات أوبك+ تُشير إلى أن بغداد أنتجت (خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز الماضي) معدلًا تراكميًا زائدًا يصل متوسطه إلى 1.4 مليون برميل يوميًا.

وبلغ إنتاج الدولة الخليجية الشهر الماضي 4.25 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات نشرتها منصة إنرجي إنتيليغينس (Energy Intelligence).

ومن المقرر أن تستمر خطة التعويض التي أقرّتها وزارة النفط العراقية لمدة عام حتى سبتمبر/أيلول العام المقبل، مدعومةً بحزمة إجراءات تضمن 4 خطوات: (خفض الإنتاج، وتعديل مواعيد الشحنات الفورية وتقليص الصادرات، وخفض الاستهلاك المحلي، وإعادة النظر في إنتاج نفط كردستان).

ولِحث العراق على تنفيذ خططه، زار الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، بغداد، والتقى وزير النفط حيان عبدالغني.

وأكد عبدالغني التزام بلاده بتعديل مستويات الإنتاج لضمان الوفاء بحصة أوبك+، عبر وضع خطة للتعويض.

ويُشير الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إلى مستويات إنتاج دول التحالف المتبنية للخفض الطوعي حتى نهاية العام المقبل (2025):

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في 2025 المشاركة في التخفيضات الطوعية

الإنتاج والصادرات والاستهلاك

تبدأ خطة تعويض الزيادات الإضافية بخفض الإنتاج خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، إلى ما يتراوح بين 3.85 مليونًا و3.9 مليون برميل يوميًا.

ويتدرّج معدل الخفض من 90 ألف برميل يوميًا الشهر الجاري، إلى 120 ألف برميل يوميًا بحلول يناير/كانون الثاني المقبل.

وبالإضافة إلى خفض الإنتاج المرتقب الشهر المقبل، أرجأت بغداد تصدير شحنة نفط فورية بمقدار مليون برميل، من شهر أغسطس/آب الجاري إلى الشهر المقبل، وينطبق الأمر ذاته على شحنتين إضافيتين بالأحجام نفسها.

وخفّض العراق صادرات خام البصرة عبر تأجيل الشحنات الـ3 السابق ذكرها للشهر المقبل.

ويسعى العراق إلى تقليص حجم الصادرات من 3.43 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي، إلى 3.3 مليون برميل في سبتمبر/أيلول.

كما تتجه بغداد إلى خفض الاستهلاك المحلي إلى ما يتراوح بين 500 ألف و570 ألف برميل يوميًا، خاصة في ظل زيادة إمدادات الغاز إلى محطات الكهرباء، وخفض معدل تشغيل مصافي التكرير.

نفط كردستان

تختلف تقديرات إنتاج نفط كردستان (إقليم شبه منفصل عن العراق)؛ إذ تقدره شركة تسويق النفط الحكومية “سومو” بنحو 150 ألف برميل يوميًا، في حين تقدره شركات الأبحاث والمحللين بضعف هذا المعدل إلى 300 ألف برميل يوميًا.

وتضمن خطة تعويض حصة أوبك+ إلزام حكومة الإقليم بخفض الإنتاج بمعدل 100 ألف برميل يوميًا، من 150 ألفًا إلى 50 ألف برميل.

وتتجه حكومة بغداد إلى وقف التحويلات المالية لحكومة الإقليم (الميزانية)، في حالة عدم الالتزام بمعدل الخفض المطلوب.

وأكد ممثل العراق لدى أوبك محمد عدنان إبراهيم النجار، أن هناك مشاورات تجري مع الإقليم لدفعه للالتزام بإنتاج 50 ألف برميل يوميًا فقط، مشيرًا إلى أن حكومة بغداد ستتوقف عن تزويد الإقليم بحصته من الميزانية حتى يلتزم بحصة إنتاج النفط المقررة.

وتعوّل بغداد على إقليم كردستان لدعم خطة خفض الإنتاج، في حين أبدى النجار مرونة في إمكان طرح خطة تعويض أخرى حال عدم نجاح الخطة الحالية بمحاورها الـ4.

حقل كاشاغان القازاخستاني
حقل كاشاغان القازاخستاني – الصورة من The Hindu

تعويض حصة قازاخستان

أنتجت قازاخستان ما متوسطه 1.6 مليون برميل يوميًا، خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري، بما يُشير إلى ما يزيد على 100 ألف برميل يوميًا زائدة عن حصتها في تحالف أوبك+.

وبالإضافة لعوامل أخرى تخطط لتطبيقها، تستهدف قازاخستان خفض إنتاجها إلى 1.21 مليون برميل يوميًا.

وتنفذ قازاخستان خطة التعويض وخفض الإنتاج، بدءًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويشمل خفض الإنتاج الاستغناء عن خُمس إنتاج حقل “تنغيز”، والإنتاج الكامل لحقل “كاشاغان” البحري.

وتعتمد قازاخستان في خطتها لتعويض التجاوز في حصتها ضمن التحالف على خضوع أكبر حقولها النفطية لأعمال الصيانة.

ويغطي ذلك حقل “تنغيز” الذي ينتج 650 ألف برميل يوميًا وتديره شركة شيفرون الأميركية، الذي تدفع أعمال الصيانة إلى تقليص إنتاجه بمعدل 95 ألف برميل يوميًا بما يعادل 3.8 مليون برميل طوال مدة الصيانة البالغة 40 يومًا (من 1 أغسطس/آب حتى 10 سبتمبر/أيلول).

وبدءًا من 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل يتوقف العمل في حقل “كاشاغان” البحري، الذي تشارك في تطويره شركات شل وإيني الإيطالية وتوتال إنرجي وإكسون موبيل.

وعادة يتراوح إنتاج الحقل بين 400 ألف و450 ألف برميل يوميًا، وخلال مدة الصيانة المقررة بنحو 40 يومًا يفقد النفط القازاختساني من الحقل 16 مليون برميل.

وتتضمّن الخطة الزمنية تعويض الحصص الزائدة عبر خفض الإنتاج 18 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي، و49 ألف برميل يوميًا الشهر الجاري، و28 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، و265 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، و32 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، و54 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.

وينعكس انخفاض الإنتاج على خطط التصدير، لكن قازاخستان تطمح إلى التأسيس لطفرة في إنتاج النفط بحلول عام 2028، مع خطة تطوير بالتعاون مع الشركات العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.