أضافت الحكومة السابقة بندًا لقانون قديم يسمح بزيادة أسعار الكهرباء في بنغلاديش دون مبرر، “وهذا لن يحدث مجددًا”، وفق مستشار الطاقة والموارد المعدنية في البلاد فوزول كبير خان.

وجاءت تصريحات “خان” في معرض حديثه عن أسباب قطع الكهرباء في بعض المناطق المتضررة من فيضانات ضربت البلاد منذ الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى اضطرار الحكومة لذلك، حتى لا تتفاقم الحوادث المتعلقة بهذه الكارثة الطبيعية.

وأوضح خلال زيارته لبعض المواقع المتضررة من الفيضانات، ومشروع طاقة متجددة، أن هناك مخالفات واسعة النطاق في قطاع الكهرباء والطاقة عمومًا.

وقبل أيام، ضربت الفيضانات بنغلاديش -التي تشهد اضطرابات سياسية منذ عدّة أسابيع-، وثارت اتهامات بأن الهند وراء هذا الأمر، وأنها ليست كارثة طبيعية.

وكانت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد قد أعلنت استقالتها في الخامس من شهر أغسطس/آب الجاري، بعد احتجاجات شعبية هائلة، وفرّت هاربة إلى الهند.

سعر الكهرباء في بنغلاديش

أكد مستشار الطاقة والموارد المعدنية، فوزول كبير خان، أنه لن تُرفَع أسعار الكهرباء في بنغلاديش “ولن نفعل مثل الحكومة السابقة” دون مبرر.

جاء ذلك خلال زيارته محطة طاقة شمسية قدرتها 35 ميغاواط، دشّنتها شركة خاصة بالقرب من منطقة “باتوريا غات” في شيبالوي أبازيلا بمانيكغاني، بعد ظهر أمس السبت 24 أغسطس/آب 2024.

وفسّر الأمر قائلًا، إن زيادة أسعار الكهرباء في بنغلاديش كانت تُنفَّذ من قبل دون موافقة اللجنة المنظمة للطاقة، وهي الذراع الثالثة لاتخاذ هذا القرار.

غير أن الحكومة السابقة أضافت تعديلًا على قانون صادر في 2010، هذا العام (2024) يسمح لها بزيادة أسعار الكهرباء، إذا رغبت بذلك في أيّ وقت، حسبما ذكرت صحيفة “دكا تريبيون”، اليوم الأحد 25 أغسطس/آب 2024.

وكانت الحكومة السابقة قد أجرت تعديلًا آخر، يسمح لها بترسية مشروعات على المستثمرين بالأمر المباشر، ودون الدخول في مناقصات، ما أجّج المحسوبية والفساد في مشروعات الطاقة وغيرها، وفق تصريحات خان.

وقال خان: “إن الزيادة الموسمية التي تجري على أسعار الكهرباء والوقود لن تحدث مجددًا”.

وكان أول القرارات التي اتخذها خان، عند تولّيه المنصب، هو وقف العمل بقانون 2010، إضافة إلى إلغاء المادة المُضافة التي تسمح للحكومة بزيادة أسعار الكهرباء في بنغلاديش، وأيضًا الوقود.

وأكد -أيضًا- أنه مستقبلًا لن تجري ترسية أيّ مشروع على أيّ مستثمر دون الدخول في مناقصات تسمح لعدد من المتنافسين في المشاركة، للقضاء على المحسوبية.

مواطن بنغالي يعبر الطريق بعد غرقه بسبب الفيضانات – الصورة من سكرول إن

الفيضانات في بنغلاديش

قال فوزول كبير خان، إن التيار الكهربائي قُطِعَ في بنغلاديش، لتجنُّب مزيد من الحوادث بسبب الفيضانات، كما تُحصَر الأضرار، حسبما ذكرت صحيفة “ذا بزنس ستاندرد” المحلية.

وأضاف أن التيار الكهربائي سيعود إلى المناطق المفصول عنها بمجرد انحسار مياه الفيضانات.

وكانت آخر أزمات قطاع الطاقة في بنغلاديش، مشكلة الغاز التي دفعت إلى تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء، وذلك بعد تعطُّل محطة استيراد غاز مسال من بين اثنتين تستعملهما البلاد لسدّ احتياجاتها، بسبب انكسار رصيف عائم في خليج البنغال، نتيجة الإعصار الذي ضرب سواحل بنغلاديش في 27 مايو/أيار (2024).

وتقع محطتا الغاز المسال الرئيستان في خليج البنغال، وهما محطة مملوكة لشركة سوميت غروب في منطقة ماهيشكلي في كوكس بازار، ومحطة أخرى بنتها شركة “إكسيليريت إنرجي” الأميركية Excelerate Energy، وتسبَّب هذا العطل في فقد 500 مليون متر مكعب يوميًا، تسهم في تلبية الاحتياجات.

كما انقطع التيار الكهربائي في بنغلاديش 114 يومًا في أول 5 أشهر في 2023، وفق حسابات وكالة رويترز، في تقرير سابق.

وجاءت أزمة الفيضانات الأخيرة لتستكمل مسيرة انقطاع التيار التي يعيشها 174 مليون بنغالي منذ مدة، وتفعل الأمر نفسه خلال الإعصار رمال الذي ضرب سواحل الهند وبنغلاديش، مخلّفًا أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، وأدى إلى قطع الكهرباء عن مدن ومناطق عدّة، بعضها استمر انقطاع الكهرباء فيه لمدة تصل إلى 17 ساعة، سواء نتيجة أضرار فعلية، أو خشية تفاقم الوضع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.